مراكش الحمراء // أرشيف جرائم شخاشيخ العربان
الموضوع تم نبشه من أرشيف / مراكش الحمراء /
جرائم اغتصاب ووصلات تعذيب لأطفال عراقيين وقاصرات في قصور الأمراء العرب!!
مصير القاصرات الرافضات لمطالب أمراء المتعة يكشف هذا التحقيق لأول مرة عن جرائم شرف ارتكبت في حق أطفال وفتيات العراق، أما مسرح تلك الجرائم فهو أوكار المتعة المحرمة وبيوت الجواري العربية، اعترافات لفتيات ونساء قضين أسود أيام حياتهن تحت أقدام شواذ لا يمتّون للإنسانية بصلة، قصص مرّة عجز الاحتلال نفسه عن صنع مثيلاتها، وفي أحياء السيدة زينب وجرمانا وحمص وحلب، تكتظ الشوارع بالعراقيات المشردات، اقتربنا من بعضهن، فوجدنا أن كل واحدة منهن تخفي وراء عباءتها حكاية أو بالأحرى مأساة. قد تظنون للوهلة الأولى أننا سنتحدث عن جرائم محتل على غرار »سجن أبو غريب« أو ما شابه، لكن وللأسف المجرم هذه المرة هو الأخ الذي لم تأخذه الشفقة والرحمة بأخته، فاستغل مأساتها ليلقي بها في مستنقع المآسي من أجل حفنة من المال أو ربما من أجل إشفاء غليل كامن في القلب.
المجرمون الذين ارتكبوا هذه الجرائم الشنعاء هم ـ حسب الفتاة العراقية الجريحة شيماء ـ »عبيد الأمس« الذين كانت أواصرهم ترتجف بمجرد ذكر اسم »العراق«، وهم ـ حسب نظيرتها الضابطة المنكسرة شهد ـ أمراء »الذلة والمهانة« الذين طالما طأطئوا رؤؤسهم في حضرة »صدام حسين«، أما ـ أميمة ـ فهي تسميهم الأعراب الذين وصفهم الله عز وجل بأنهم »أشد كفراً ونفاقاً«. آلاف الفتيات العراقيات تسبب الاحتلال في جعلهن جواري في »بيوت المتعة الخليجية«، الأمر الذي أجبرهن على كراهية الشقيق العربي أكثر من المحتل ذاته، ودفعهن إلى اتهام الأثرياء الخليجيين بتدنيس الشرف العراقي انتقاما من صدام الشهيد الذي يرونه عاش ومات من أجل الشرف العربي والشعب العراقي.
الماجدات على قا رعة الطريق
هنا في سوريا حيث فرّت مئات الآلاف من نساء وفتيات العراق، اللواتي كتب عليهن أن يقضين بقية حياتهن فرارا من جحيم إلى جحيم، بعد أن كنّ يوما سيدات شامخات رافعات الرؤوس، أو كما سمّاهن زعيمهنّ الشهيد »الماجدات«، لقد جاء بعضهن لسوريا هربا من الموت الذي زرعه الاحتلال وعصابات الموت، أما بعضهن الآخر فقد فررن من ممالك الخليج بعد أن لاقين أشد أنواع التعذيب والانتهاك والاغتصاب في قصور الأمراء حب وصفهن.
سعيدات الحظ منهن يتسولن مفضلات الموت جوعا عن بيع شرفهن أو التفريط في كرامتهن، أما اللواتي تمكنت مافيا الدعارة الخليجية من خطفهن أو التغرير بهن من أجل بيعهن في سوق النخاسة للأمراء وعلب الليل، فقد اعتدن على الحرام بعد أن حولهن الشيخ والأمير إلى ساقطات بامتياز، لكنهن في كل الأحوال أصبحن عبئا على البلدان التي تأويهن بعد أن باتت تجارة الجسد العراقي هي الأكثر رواجا في عالم اليوم، لكن الغريب في الأمر أن بعض اللاجئات العراقيات لديهن الاستعداد للاتجار في أنفسهن حتى في الكيان الصهيوني على ألا يدنس أجسادهن أمير، ـ على حد تعبيرهن.
تقارير تنقب عن الفضيحة
فتيات عراقيات في أحد نوادي دمشق الليليةتقارير عدة صدرت عن منظمات إنسانية تعنى بحقوق الإنسان وحرية المرأة، أفادت بأن عشرات العصابات التي يديرها أو يشرف عليها بعض مشايخ وأثرياء الخليج، شكلت شبكات واسعة من مافيا الاتجار بالرقيق الأبيض، وقامت بتهريب آلاف الفتيات العراقيات من العراق بحجة العمل كخادمات في المنازل، وكذلك خطفت العصابات المذكورة المئات منهن وتم نقلهن إلى دول الخليج ليجبرن جميعا على بيع أجسادهن، والعمل في الملاهي ودور المتعة المحرمة الرخيصة، بأسعار تختلف من زبون لآخر، وحسب عمر الفتاة ومحلها من الجمال والإثارة، وإن كانت عذراء أو ثيّبا، أما اللواتي يتم بيعهن إلى قصور الأمراء والشيوخ فيشترط فيهن أن يكنّ صغيرات السن وقادرات على تحمل الممارسات الشاذة والتعذيب الوحشي، ويفضل أن تكنّ أبكاراً. فقد أورد تقرير أصدرته شبكة »يرين« أن 3500 فتاة سجلت في عداد المفقودين، فيما يعتقد أنهن سافرن إلى أماكن مختلفة من الشرق الأوسط، لينخرطن في عباب الرذيلة والعهر، ويصبحن جواري في قصور الأثرياء والأمراء، في صورة من صور العبودية المقززة التي لا تقرها الشرائع والأديان، أو حتى القوانين الإنسانية التي أصدرتها المنظمات الدولية، فيما يتعذر إحصاء الفتيات اللواتي يهربن عن طريق سوريا أو الأردن لعدم وجود إحصائيات دقيقة عن أعداد النساء اللواتي جرى إخراجهن قسرا من العراق، وقد أورد التقرير قصصا مأساوية عن حالات إنسانية لفتيات صغيرات تم بيعهن أو تأجيرهن لأشخاص يحملون جنسيات خليجية، بحجة العمل في البيوت، أو الزواج بالمسيار من أمير، أو العمل في شركة.
الأمير العاجز يجلد القاصرات بالسوط
أشهر هذه الحكايات حكاية »شيماء«، هذه الفتاة ذات الأربعة عشر عاما، أرسلت إلى عاصمة دولة خليجية بعقد عمل لمدة عام، بعد أن استلم والدها سبعة آلاف دولار، وعند وصولها إلى هناك، تم اقتيادها إلى قصر أمير عجوز، كان على اتفاق مع العصابة التي جلبتها، ثم ضمها الأمير إلى قسم الجواري، الذي صرحت الفتاة بأنه يضم أكثر من ثمانين فتاة من مختلف الجنسيات العربية، بينهن أطفال لم تتجاوز أعمارهن العاشرة، وفي وصفها للقصر قالت »شيماء« ـ حسب تقرير يرين ـ أنه يقع في منطقة صحراوية وتحيط به الأسوار الشاهقة والأسلاك الشائكة المكهربة والحراس والكلاب، ومن يدخله لا يخرج منه إلا بأمر سيده. وتقول »شيماء« إنها »رفضت ومانعت اقتراب هذا العجوز منها، إلا أنه انهال على جسدها الصغير ضربا بلا رحمة بواسطة سوط غليظ حتى فقدت الوعي، وعندما أفاقت وجدت نفسها بلا شرف«، وتضيف الفتاة: »قضيت في هذا المكان المشئوم ما يربو عن العام ونصف العام، ذقت شتى أنواع التعذيب البدني والنفسي، مثلي مثل بقية النزيلات اللواتي كنّ تقمن كل أربع منهن في غرفة، وتشرف على القصر سيدتان تتولى إحداهما تدريبنا على كيفية إرضاء الشيخ وذلك بواسطة الأفلام الماجنة الشاذة، في حين تقوم الأخرى بإعداد الفتاة أو جملة الفتيات اللواتي يختارهن الشيخ لقضاء سهرته معهن«. وأضافت »شيماء«: »كان الشيخ يأتي كل مساء إلى القصر وسط حراسه ومرافقيه، وبمجرد دخوله تقدم له المأكولات والفاكهة والخمور ثم يأتونه بالسوط قبل الفتيات، ومن خلف الجدران يتصاعد الصراخ والأنين من جراء ضربات السوط، وتقل أصوات الاستغاثة رويدا رويدا حتى تنعدم، وبعدها يتوقف الضرب، ثم يخرج الشيخ ثملا ليمتطي سيارته ويذهب، بعدها لا نجد سوى جثث هامدة مزقها التعذيب تحمل وتساق إلى فراشها«. وتواصل »شيماء« سرد هذه الفظائع التي شاهدتها في قصر الأمير أو الشيخ كما تقول »بمجرد وصول الشيخ كانت الفتيات تنتابهن حالة فزع شديد، وأثناء اختلائه برفيقاتهن كن يبكين بمرارة وأنا ضمنهن، أما تعيسة الحظ التي يختارها الشيخ ويصيبها الدور كل شهر تقريبا مرة، فإنها تكون أشبه بالمساقة للموت، هذا الأخير الذي تمنيته وتوقعته في كل مرة تعرضت فيها لهذا التعذيب الوحشي«. وتقدم »شيماء« تفاصيل أشد دقة عما يفعله الأمير، وبالمناسبة فقد حذفنا كثيرا من العبارات الخادشة بالحياء والجارحة للمشاعر، تقول الفتاة: »لقد اختلى بي الشيخ قرابة العشرين مرة، وفي كل مرة كانت ترافقني فتاتان وأحيانا ثلاث، وكان الشيخ لا يفعل شيئا سوى جلدنا وتوجيه الضربات إلى أماكن حساسة في أجسادنا، ثم يقوم بدهس وجوهنا في الأرض وهو يوجه إلينا أبشع أنواع السباب، ونادرا ما كان يشرع الشيخ بعد ذلك بالمعاشرة، والتي كان دوما يعجز عن القيام بها، فيشتاط غضبا ويعاود ضربنا، دائما ما كنا نصرخ ونبكي ونترجاه أن يفعل ما يريد دون الضرب، لكنه كان يرد ضاحكا كالمجنون... أنا اشتريتكن لأفعل بكن ما أريد... أنتن ملكي... أنتن ملك يميني«، وتختتم قائلة: »لأنهم كانوا بالأمس عبيدا في حضرة صدام، فهم ينتقمون من ماجدات العراق، وهم بالأمس عبيد أمريكا فهل ينتقمون بالمثل من الأمريكيات؟«. وتختتم »شيماء« مأساتها بالحديث عن خروجها من قصر الأمير بالقول: »جسدي لم يتحمل كثيرا وطأة التعذيب، فأصابني الضعف الشديد، وكنت في حالة مرضية شبه دائمة حتى يئس الشيخ مني، فقام بتسليمي لشخص من الأشخاص الذين أتوا بي سابقا من بغداد، فأخذني بدوره إلى دبي حيث ألحقني في وكر للرذيلة عملت فيه لشهور، قدمت خلالها كل الأجور التي تحصلت عليها لشخص مقابل أن يعيدني للعراق، وبالفعل رجعت لبلدي، أحمل العار إلى أهلي الذين شرعوا بالفعل في قتلي، إلى أن قال أحدهم لأبي وأخوتي »الدين يأمر بجلدها مئة جلدة، وقد نالت من الجلد ما لم تنله مئة زانية، دون ذنب أو خطيئة، وكان الزاني هو القاضي والجلاد، فبكى أبي وتركني على قيد الحياة، لكن أي حياة تلك وأخوتي لا يستطيعون رفع رؤوسهم في وجه الناس«.
رحلة في طريق النخاسة
متعة مصطنعة لإطعام أطفالهنوإذا كانت حكاية »شيماء« قد كشفت عنها وسائل الإعلام الغربية، فان حكاية »شهد« تلك الضابطة العراقية التي حملت السلاح يوما للدفاع عن العراق في زمن الشهيد صدام حسين تدمي القلوب وتحرك الدموع الساكنة من محاجرها. كانت جالسة هناك في أحد المطاعم بحي جرمانا بسوريا، وما أن فاتحتها في الموضوع حتى انفجرت بعصبية في وجهي قائلة: »اليوم جئت لتسأل عن شرفنا المسلوب؟، بعد 05 سنوات من الذل والعار تبحث عما أصاب العراق؟، أين حماة العرض ودعاة الدين وسيوف الإسلام التي كثرت هذه الأيام مما يجري في حق نساء العراق، وأين من أطالوا لحاهم وكووا جباههم وأظهروا ورعهم وتظاهروا بالدفاع عن دينهم، وهم يرون السبايا العراقيات في مواخير العهر والرذيلة وقصور الحكام في دول الخليج المؤمنة بالله واليوم الآخر؟، وأين النخوة العربية والغيرة الإسلامية التي ينادي بها أدعياء الوطنية وشيوخ الفتوى، وهم يرون بنات العراق في أحضان سلاطين الجهل والعهر والفساد؟، كيف يرضى المسلمون أن تباع العراقيات في أسواق النخاسة، يتلقفهن الممسوخون وطلاب اللذة المتوحشة من أمراء وشيوخ الخليج، الذين لا غاية لهم سوى تدنيس أسم العراق العربي القومي الإسلامي؟، وكيف يصمت هؤلاء الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر، وأمراؤهم يمولون عصابات نخاسة للمتاجرة بأعراض العراقيات المسلمات؟«، ظللت صامتا حتى هدأت ثورتها، فقالت وحدها: »في يوم من الأيام كنت من أشرف نساء العرب، كنت ضابطة في الجيش العراقي برتبة نقيب، رفعت السلاح ودافعت عن بلدي حتى وقعت الخيانة فوجدت نفسي وحيدة يلاحقني الموت من كل جانب، حقا تأخرت في سن الزواج، لكني حافظت على عفتي التي سلبها مني الأنجاس أولاد الأنجاس، وحينما رحلت إلى الأردن، وقاسيت من الجوع والبطالة، توجهت إلى مكتب توظيف عمالة بالخليج مقره في العاصمة عمان، وهناك فوجئت بمدير المكتب يعرض عليّ وظيفة ممرضة في مستشفى بدولة خليجية وبأجر مغر، فرحت فوافقت وبدأت أجهز نفسي للسفر الذي كان برّا بواسطة حافلة صغيرة كان كل ركابها نساء عراقيات، برفقتهن رجلين تابعين للدولة التي رحلنا إليها، وبمجرد أن خرجنا من الحدود الأردنية ودخلنا حدود هذه الدولة، وقبل أن نقلع أخذ منّا هذان الرجلان جوزات سفرنا وهوياتنا وكل الأموال التي بحوزتنا بحجة المرور من نقاط التفتيش بسلام ودون تعطيل«.
الشرف العراقي بأي ثمن
وتضيف »شهد«: »في قلب الصحراء توقفت الحافلة على مقربة من عدة سيارات فارهة، وقف بجوارها بضعة من الرجال ـ عفْواً فهم لا يحملون شيئا من صفات الرجولة لأنهم باختصار نخاسون ـ تبدو ملامح الغلظة على وجوههم، والذين صعدوا إلى الحافلة، وأخذوا يتسابقون في اختيار الفتيات وجذبهن بطريقة وحشية إلى خارج الحافلة وكأنهم ذئاب مفترسة، حتى بدأ الرجلان يهدئان من روعهم، ويدعوهم للهدوء والتفاوض، وبدأت عملية تقسيم الغنيمة، وفي تلك الأثناء بدأت أسمع الأسعار والمواصفات ففهمت الحكاية، وعرفت أن هؤلاء ما هم إلا تجار لحم بشر، فصرخت وانتفضت مهددة أولئك بعواقب جريمتهم، فما كان من الجميع سوى الضحك حتى أخبر الرجلان المرافقان الزبائن بأنني كنت عسكرية في جيش صدام، ففتح هؤلاء الأنذال عيونهم عن آخرها، وبدأوا يضاربون عليّ، حتى ربح أحدهم بالصفقة مقابل 33 ألف دولار«. تواصل »شهد« قائلة: »مثلما ترى... لست على درجة كافية من الجمال، ولا أتمتع بأية مقومات إثارة، بل إنني أعترف بأن تكويني أقرب للرجال من النساء، بحكم الحياة العسكرية التي قضيت فيها سنوات، باختصار من هي مثلي لا قيمة لها في عالم الرذيلة، لكن لهؤلاء حسابات أخرى ومعايير أخرى في الانتقاء«. تصمت »شهد« برهة بعد أن أجهشت بالبكاء، ثم تظاهرت بالتماسك لتكمل: »إنهم لا يبحثون عن فرائس عراقية بضة لإرضاء شهواتهم، إنما يريدون دهس العراق بأقدامهم، فلم يكفهم استقدام المحتل ودعمه وتمويله من أجل القضاء على العراق والفتك بالشعب العراقي، ولم يشف غليلهم كل ما صنعوه بنا، حتى أن انتهاك شرف العراق لا يكفيهم، فنفوسهم المريضة تأبى أن ترضى حتى يباد الشعب العراقي عن آخره، نعم هذا ما لمسته، وهذا ما لا يريدون غيره، إنهم دفعوا في هذا المبلغ الكبير لأني أمثل جيش العراق العربي الشامخ في زمن البطل الشهيد صدام حسين، الذي قتلوه هو ومئات الآلاف من الجيش الذي حمى عروشهم من الأطماع الإيرانية، وهدد كل قوى الاستعمار والهيمنة الأمريكية والصهيونية«.
اصرخي... فلا معتصم ولا صدام
وتفسر »شهد« ما عبرت عنه قائلة: »لم أفهم سر تكالب هؤلاء الذئاب عليّ إلا عندما أدخلوني في قصر الأمير، أو بمعنى أصح زنزانة التعذيب، فقد انطلقت السيارة التي أقلتني عنوة إلى هذا القصر بعد أن كال لي مرتادوها اللكمات والركلات حتى أصبحت شبه حية، وهناك رحلة العذاب التي فاقت بشاعتها ما جرى في أبو غريب وسجون الاحتلال، وليت الأمر اقتصر على الاغتصاب، فقد كان الأمير رجلا متفقها في السياسة، ويربط لذته الشاذة بالنظريات السياسية، لعلك تستهجن مثل هذا الشيء، لكني إنسانة مثقفة وأفهم طبيعة أمراء الذلة والمهانة، فالأمير كان يلقبني بالبعثية الكافرة، وعندما كنت أحاول تحت وطأة التعذيب إفهامه بأن البعث حزب سياسي وليس دينيا، كان يرد بالقول: صدام كان كافرا والشعب العراقي كله كفار، ولا يستحق سوى الموت«، وتضيف »شهد«: »كان سيد القصر المزعوم أعمى القلب والبصيرة، حتى أنني في مرة كنت أصرخ من شدة ضربه لي فقال: أصرخي فلا معتصم ولا صدام«. »شهد«، وصفت لنا القصر وحددت لنا اسم صاحبه، وقدمت شكوى للقضاء السوري تروي فيها وقائع ما جرى لها، وحاولت إيصال صوتها للأمم المتحدة وإخبار المجتمع الدولي بمأساتها، لكنها تقول إنها فشلت، ولم يبق أمامها سوى اللجوء إلى المنظمات الحقوقية لتقتص لها وإن كانت تشك في ذلك، لأن المجرم صاحب جاه ونفوذ، حسب تعبيرها.
غلمان وفتيات في أسواق النخاسة
مأساة أخرى ترويها لنا هذه المرة ضحية عراقية تدعى »أميمة«، التي تبلغ من العمر 19 عاما. »أميمة« التي تقطن حي السيدة زينب بالعاصمة السورية، كانت أسوأ حظا من »شيماء« و»شهد«، فقد اغتصبتها عصابات الموت بعد أن رأت بعينيها جثث أبويها وأشقائها وشقيقاتها تتفحم بالحرق بعد أن ذبحوا نحرا، هذه الثكلى البائسة اقتادها المجرمون بعد أن نفذوا جريمتهم في حق أهلها وشرفها إلى الحدود العراقية، لتبدأ رحلة بيعها لطالبي المتعة المحرمة، دموع »أميمة« لا تجف أبدا، ومأساتها بعرفها القاصي والداني في هذا الحي المكتظ باللاجئين العراقيين، لذلك كان الطريق إليها سهلا، فهي تقيم بشكل دائم في محراب السيدة زينب، تلتصق بسياجه وتعيش على الصدقات التي يقدمها لها زوار المقام، اقتربنا منها فقالت لنا: »ما رأيته وعشته لم تعشه أي فتاة في الدنيا، فكل أفراد أسرتي ذبحوا وحرقوا أمامي، وتم اغتصابي من قبل 20 مجرما على رائحة جلود أهلي وهي تحترق، ثم باعني النخاسون للأعراب بثمن بخس، ليدمرون شرفي إلى الأبد، قضيت ثلاثة أعوام في أوكار الرذيلة وبيوت الجواري الخليجية، كانوا يلقون بي إلى بعضهم بطريقة لم تشهد الحيوانات مثلها، وبعد أن قضوا عليّ ألقوا بي إلى الشارع لتمزقني أنياب الكلاب الضالة، حتى أنقذني شاب سوري يعمل هناك واستطاع إدخالي سوريا، لأعيش في هذا المكان الطاهر على الصدقات، لكن أتعلم من فعل بي ذلك؟، ليسوا الأمريكيين المحتلين، ولا المرتزقة المخربين، وإنما الأعراب الذين وصفهم الله عز وجل من فوق سبع سموات بأنهم "أشد كفرا ونفاقا" على الأرض«. الحكايات كثيرة والمآسي بالمئات بل الآلاف، فوقع المصيبة تعجز المجلدات عن حصرها، وسيظل التاريخ يكشف كل يوم عن جرائم المحتل وأعوانه في العراق، لكن تلك المآسي تهدد بعودة عصر الجواري والرقيق، ولو استمرت أقدام الاستعمار بالمنطقة فلربما نشهد في السنين القادمة أسواقا علنية لبيع النساء والغلمان، كما قرأنا في تاريخ السلف عن أسواق النخاسة التي عجت بها العواصم الإسلامية، وربما أيضا نجد في المستقبل الكثير من القادة والزعماء والعلماء من أبناء الجواري التي تباع في المزادات العلنية، مثلما كان الحال في فترات التعفن من تاريخ الأمة.
عن الشروق الجزائرية
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire