مراكش الحمراء // عين على الحدت
المتهم الحقيقي في إغلاق المعبر
الكاتب الفلسطيني :يوسف البردويل
معبر رفح هو معبر بري يقع على الحدود بين جمهورية مصر العربية ، وقطاع غزة ، فهو المعبر البري الوحيد الذي يربط سكان غزة بالعالم الخارجي ، باستثناء المعابر التي تتحكم بها إسرائيل علنا ،وان لم يكن هوا الآخر تحت سيطرة الاسرائيلين بطريقة أو بآخري ، ،،
المعادلة بسيطة ، ففي قطاع غزة يعيش ما يقارب مليون ونصف المليون مواطن ، لديهم ذويهم ومصالحهم وعلاقاتهم الاجتماعية والاقتصادية الممتدة إلي ابعد من ذلك المعبر ، اؤلئك الأموات الذين يقطنون قطاع غزة لديهم مصالحهم الدراسية والعلاجية خارج تلك الحدود السوداء ، لاسيما أن محصلة المرضى الذين توفاهم الموت حتى لحظة كتابة المقال هي 330 مواطن جراء احتياجهم إلي النقل وتلقي العلاج خارج القطاع ولم يتمكنوا من ذلك بسبب إغلاق تلك البوابة البرية ، إضافة إلي حرمان سكان غزة من العديد من المواد الأساسية الأزمة لتوفير ادني مستويات العيش الكريم ، كالغذاء والدواء ومواد البناء وغيرها.
لست بصدد البكاء على أطلال الحنين والشوق لاجتياز ذلك المعبر والانطلاق الي فضاء العالم الخارجي ، ولكنني أود تقديم موجزة بسيطة عن احتياج سكان غزة لدلك المعبر والدي يمثل شريان الحياة بالنسبة إليهم ، ولكن ثمة سؤال لابد من الوقوف أمامه والإجابة عليه بكل جرأة وصراحة ألا وهوا ، من المسئول عن إغلاق ذلك المعبر ؟
في عام 2005 وقع القيادي الفتحاوي محمد دحلان ممثلا عن السلطة الفلسطينية اتفاقية معبر رفح مع الطرف الإسرائيلي بشراكة مصرية أوروبية ، والتي انتهت الي مرور أربعة أشخاص واجتيازهم للمعبر المصري في كل خمس دقائق ، ولكن جاء من اتهم السيد دحلان بالخيانة واتهم الاتفاقية بأنها اتفاقية أمنيه تخدم إسرائيل أكثر من الفلسطينيين ، ووعد بأن ينسف تلك الاتفاقية الجائرة الضلامية وأنه حان موعد أن يري المعبر النور وهذه مقوله السيد محمود الزهار القيادي في حماس أحد ابرز فصائل المعارضة على الساحة الفلسطيني آنذاك، الدحلان كان أكثر فطنة في قراءة الموقف الفلسطيني وضرورة توقيع تلك الاتفاقية لتسهيل حياة سكان غزة ، لذلك في 28 آب /أغسطس2006 صرح دحلان قائلا "سأطالب حماس بإنهاء اتفاقية معبر رفح طالما يوجد أفضل منها "، أما الجانب المصري فهو بحكم اتفاقية كامب ديفيد عام 1978 مرتبط ومقيد بشروط الاتفاقية التي ما خفي منها كان أعظم ، بالإضافة الي ارتباط مصر بعلاقة وثيقة مع السلطة الفلسطينية فهي تدعمها في كل المواقف لا سيما معارضتها لانقلاب حماس الأخير على الشرعية بغزة ،أما إسرائيل فهي دولة محتلة تسعى الي إتمام السيطرة على السكان والتحكم في حياتهم كوسيلة لإخضاعهم وجعل الخنوع عنوانا لهم.
إذن من الذي أغلق معبر رفح ، من الذي أغلق الطريق أمام الأموات ليتحولوا الي أحياء ، من الذي زاد من معاناة أهل غزة ودمر مستقبل طلابهم وقتل وفتك حياة مرضاهم ، باستبعاد إسرائيل واعتبارها لا ترغب في منح الفلسطينيين قليلا من الحرية وهي فعلا كذلك ، يبقي أمامنا طرفين متهمين ألا وهما الطرف المصري والطرف الفلسطيني ، فمن المتهم ومن البريء؟؟؟
الطرف المصري وقد يصح أن نسميه الطرف المالك لتلك البوابة وان كانت ملكية ناقصة ،مصر كما ذكرنا كانت طرف في تلك الاتفاقية التي انتهت بانقلاب حماس وغياب الشريك الفلسطيني "السلطة الفلسطينية"وبالتالي انسحاب الوفد الأوروبي وانسحاب قوات السلطة الفلسطينية أدي الي إغلاق المعبر كنتيجة للانقلاب ، الذي قد طالها في بعض الأحيان حينما تم الاعتداء الجماهيري المنظم على حدودها ، وأقول المنظم ذلك لان لا احد في غزة منذ انقلاب حماس يستطيع التنفس ألا بإذنها ، كذلك فان نظرة مصر لحكم غزة بحماس ومحاولاتها أقامة إمارة إسلامية تهديدا لأمنها القومي أغلقت المعبر ،واليوم هي تحاول تخفيف حدة اثر إغلاقه من خلال فتحه مرتين بالشهر أو اقل ، ولكنها اليوم تربط إعادة فتحه بصورة دائمة بإنهاء الانقسام الفلسطيني ونجاح الحوار ، إذا فهي تشترط خيرا للفلسطينيين كي يفتح المعبر وهي بذلك تلقي الكرة بالملعب الفلسطيني.
أما الطرف الفلسطيني ، فشر البلية ما يضحك ، لمن يفتح المعبر لسلطة الرئيس عباس أم لسلطة دولة رئيس الوزراء هنية ، الطرف الفلسطيني المعترف به دولية وحسب اتفاقية المعبر عام 2005 والمتمثل بالسلطة الفلسطينية برئاسة عباس قد انتهي وجوده بقطاع غزة ولم يعد من يمثله على المعبر ، ادا فهو حل من التزامات اتفاقية هو غير قادر بسبب الانقلاب أن يبقى طرفا فيها ، وكثيرا ما حاول التخفيف من حدة اثر إغلاق ذلك المعبر ، ذلك أن السيد عباس لم يتعامل يوما ما على انه قائد لحركة فتح أو رئيسا فقط للفتحاويين ، بل أن بعض الأوساط في حركة فتح اتهمه بالتواطيء مع حركة حماس في انقلابها حيث انه للحظة لم يعلن حالة الطوارئ ولم يعطي أوامره للدفاع عن مؤسسات السلطة وأرواح أبناؤها ضد هجوم قوات حماس وتنفيذها للانقلاب ،فكثيرا ما عمل الرئيس عباس على فتح المعبر للحالات الإنسانية ،ولكنه وجد نفسه أمام حجة إسرائيلية مصرية أوروبية انه لا يوجد شريك مسئول في غزة ليعاد افتتاح المعبر ، أما الشق الآخر من الطرف الفلسطيني وهو حماس وحكومتها ودولة وزرائها ، فحماس لم تعترف بالمبادرة العربية التي صاغتها دول الأمة العربية اجمع ، كما أنها اعتدت على حدود مصر مالكة المعبر وحماس تتمسك بمحور كثيرا ما أساء الي القضايا العربية لا بل ويمثل تهديدا لأمننا القومي العربي اجمع ، كذلك فإنها لا تمتلك رؤية واضحة نحو الجارة مصر ، فحينا تخونها وحينا تعتبرها دولة شقيقة .
قد أكون ذكرت لكل طرف من الأطراف المتهم مبرراته في دوره في إغلاق المعبر ، ولكن لا مبرر لان نرى الموت يداهم كل بيت في غزة ولا نتصالح ، لا يمكن أن نرى أمطار الشتاء تغرق من دمرت الحرب بيوتهم ونمنع إدخال مواد البناء ، من الجنون أن نخون الأخر وننام في أحضان الخيانة ، من الجنون أن نكون مسلمين ونلقي خلف ظهورنا قول الرسول الكريم "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته " من الغباء أن يكون مفتاح السجن في يدنا ونلقيه في البحر .
ترى عزيزي القارئ هل توصلت للمتهم الحقيقي في إغلاق المعبر .
ملحوظة// المرجو ارسال مشاركنكم على االعنوان التالي sim-kal@hotmail.com
كدت أصدق أنا غزة أزيلت من الخارطة ومن التفكير...
RépondreSupprimerوهذا ما خطت أناملي ....
جرحتني دمعتي ورغم جرحي أكابر
أكابر على ذاك الجرح الذي حطمني
أكابر على ألمي وتاريخ نضالي الراحل
أكابر وأبكي بحر وأسأل :
بأمل أن يرتد علي
يا ترى من فيهم الجاني ؟
يا ترى من فيهم الغاصب؟
يا ترى من فيهم القاتل ؟
يا ترى من فيهم المتهم؟
أجادل نفسي أنهم أبرياء
ويجادلني القلم بأن أصمت
ليبقوا شرفاء!!!!!
شكرا..
نور مروان البردويل