mardi 19 mai 2009

اشربوا نخب كبيركم.. لا حرج عليكم..



مراكش الحمراء // مهلكة آل سعود.

سوق الخمور في السعودية رابحة جداً والمستهلكون كُثُر

بندر السليمان

5/19/2009 2:49:00 PM GMT

خلال الشهرين الأولين من هذا العام أعلن واحد فقط من المنافذ الجمركية السعودية أنها منعت دخول أكثر من 1500 زجاجة خمر من مختلف الأصناف. أما في الأشهر الثلاثة المتبقية فقد تضاعف العدد، ففي حادثة واحدة فقط وداخل صهريج كبير تم منع أكثر من 3519 زجاجة، بعد ذلك توالت عمليات تهريب الخمر المتدفقة بدرجة كبيرة.

بالتأكيد هناك أعداد كبيرة من زجاجات الويسكي والفودكا تعبر إلى الداخل. ومع ذلك فإن أحداً من السعوديين لا يعترف بأنه يعشق شرب الخمر. لا أحد في السعودية يشرب الخمر. إذن لماذا كل هذه الموجات الهائلة من الزجاجات تتدفق إلى الداخل بشكل كثيف؟!

يقول أحد الظرفاء إن شياطين الجن هي من تقوم باستهلاك هذه الكميات الكبيرة من زجاجات الويسكي القادمة من مختلف المنافذ الحدودية. ولكن الإجابة الجادة تقول إن عالم الخمر السعودية بات واسعا ومترسخا ويتسع باستمرار، أما عالم شاربيه فقد انتقل من مرحلة المراهقة إلى مرحلة النضج في التعامل مع الشراب الذي قاوم كل محاولات التشنيع عليه، وبقي رغم كل ذلك صامدا ومنتشرا بين طبقات اجتماعية متعددة.

عالم الخمر في السعودية على قِدمه وشهرته واتساعه إلا أنه يظل عالما مضمرا داخل العالم المعلن. وربما ينبع هذا من رغبة الوعي الجمعي في عدم الاعتراف بحقيقة وجوده ورسوخه في الحياة بشكل واضح. ويتم هذا النفي على مستويات تجارية أو اجتماعية أو حتى شخصية.

يعتبر سوق الخمور من أكثر الأسواق انتشاراً وبات من السهولة بحيث يمكن الوصول اليه عن طريق رقم جوال البائع الذي يرسله لك صديقك إذا ما احتجت لزجاجة خمر. ربما يحظى سوق الخمور بالسعودية بهذه القوة لعدد من الأسباب المنطقية لدفع أي سوق إلى الازدهار وهي الكثافة السكانية، والربح الوفير، والقدرة الشرائية.

وهذا ينطبق بشكل مثالي على سوق الخمور الذي يعد من أكثر الأسواق المربحة في السعودية ربما أكثر من أي مكان آخر في العالم. فسعر زجاجة الويسكي الواحدة التي تباع بـ120 ريالا في الخارج يتضاعف سعرها إلى أكثر من 5 أو 6 مرات هنا، وتجد دوماً من يشتريها حتى بسعر أكثر من ذلك.

قبل أربعة أشهر تقريباً تضاءل حجم السوق إلى درجة كبيرة بسبب تشديدات أمنية، ومع ارتفاع سعر الزجاجة إلى ما يقارب الـ1000 ريال إلا أنها أيضا متوافرة. كما أن سعر الصندوق وصل في بعض الأحيان إلى أكثر من 12 ألف ريال، مع ذلك هناك من يضع اسمه على قائمة المشترين لدي البائع الذي لا تقلقه أبدا مسألة التوزيع.

من الواضح إذن أن سوق الخمور معقد جداً، وشبه متكامل، وتتداخل فيه عناصر كثيرة. فهناك المصدر، وهناك المهرب، وهناك المورّد، وهناك البائع. هذه منظومة شبه متكاملة ينقصها فقط الإعلان في الصحف حتى تصبح سوقا معترفا فيها. بسبب هذا الازدهار والربح الوفير تنشط بشكل كبير عمليات التهريب التي تقوم على مهارات الإخفاء من أجل تمرير زجاجات الخمر إلى الداخل. في إحدى المرات قام أحد المهربين بوضعها داخل صبات خرسانية ضخمة، وهناك من يضعها أسفل السيارة بطريقة فنية بارعة، وآخرون يضعونها في سقف السيارة ، والبعض يضعها في التجاويف الجانبية للأبواب ولكن هذه الطريقة أصبحت تقليدية.

ولكن حرس الحدود متحفز دائما لاكتشاف طرق جديدة يلجأ إليها المهربون طمعاً في الدخول إلى السوق الذي يعتبر جنة أي مهرب يطمح الى الثراء بشكل سريع.

كل هذه العمليات جعلت ضيف الله العتيبي مدير عام جمارك البطحاء يصبح من أكثر الشخصيات شهرة، حيث تنشر الصحف بشكل مستمر صوره وتصريحاته التي يعلن فيها عمليات جنوده الناجحة.

الناجحة! بالطبع هذا ليس رأي عاشقي الخمور في السعودية الذين يرون أن عمليات المنع هي عمليات فاشلة، وفي الواقع لا تفعل شيئا سوى أنها تجعلهم يدفعون أكثر، ويربح فيها المهربون والبائعون أكثر.

يقول "بدر. ش" أحد زبائن سوق الخمور الدائمين:"لا يمكن أن يحدث المنع ولكن يحدث التضييق. وهذا يجعلنا نخسر أمولاً أكثر. لا يمكن أن نتوقف عن الشرب ولا يمكن أن يتوقف المهربون عن محاولاتهم. أعتقد أن هذا قانون طبيعي لا يمكن نفيه أو الوقوف بوجهه إلا وينقلب ضدك".

وسواء مع تزايد دخول الزجاجات أو تناقصها، فإن ثقافة شرب الخمور في السعودية قد باتت سائدة على الرغم من كل السمعة السيئة التي يحظى بها "الخمر" في الوعي السعودي المحلي في كافة المناطق.

فالخمر هو مسألة شيطانية ومن يشرب الخمر لا يتم تزويجه، وأكث ما خشاه الأم على أولادها هو أن يعاقروا الخمر، ومع كل ذلك فإن أعداد الشاربين في تصاعد مستمر. بل يعتبر السعوديون الآن من المحترفين في تذوق الخمر، حيث وصلوا الى مرحلة متقدمة، كما أن بعض المغرمين في الخمور باتوا يخصصون بارات منزوية للشرب في منازلهم.

بالنسبة للمجموعات المثقفة فقد تخلص الخمر من صورته الشيطانية ليصبح واحدا من أعظم المشروبات الروحية التي لا يمكن الاستغناء عنها، وتذوقها في كل يوم أو إجازة الأسبوع.

ولكن حتى الذين لم يتخلصوا من هذه الصورة من الناس فإنهم لم يستطيعوا التخلص من إدمانهم المتعة التي يوفرها لهم"الخمر" القادم من الخارج، ووجدوا آلية يمكن التعامل معها حتى يتخلصوا من الشعور بتأنيب الضمير وهي الإكثار من الاستغفار بعد كل ليلة يثملون بها.

ويحصل الشغف بـ"الويسكي" في السعودية بسبب القوانين التي تمنعه من الدخول الذي يمثل ردة فعل طبيعية لكل إنسان يكره الكبت. ولكن يبدو واضحا حب السعوديين للويسكي على الرغم من سمعته السيئة؛في أعدادهم الكبيرة المغادرة للبحرين في نهاية كل أسبوع.

ولكن مع كل ذلك الإقبال إلا أن أحدا لا يعترف أو يعلن بالسعودية أنه يشرب الخمر، ذلك بسبب ضغوط الحمولة الدينية والاجتماعية الهائلة، الأمر الذي يجعل مسألة الاعتراف بتذوقه هي عملية انتحارية يقوم بها الشخص في حق نفسه.

سوق الخمور ينشط في الداخل على مستوى اقتصادي واجتماعي ولكنك لا تجد أحدا يريد الاعتراف به.

/ السياسي /

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire