mercredi 6 mai 2009

العصا و القنب و الماء و الملح أدوات الأنظمة العربية.




مراكش الحمراء // من أعظم جماهيرية في التاريخ المعاصر.

لم تحقق حيدتها وصدقيتها في كشف المستور وفضح جميع الملفات

لماذا سكتت الجزيرة عن مجزرة سجني تدمر و أبو سليم ؟

Wednesday, May 06, 2009 |

داود البصري من أوسلو

شيء جميل أن تفتح ملفات تاريخ القمع العربي الرسمي من خلال وسائل الإعلام و الفضائيات تحديدا التي باتت تشكل اليوم المصدر الأساسي للمعرفة التاريخية و السياسية لقطاعات كبرى من الجماهير العربية المغرمة بالصوت و الصورة أكثر من غرامها بالحرف المكتوب و بالكتاب المطبوع و لأسباب إقتصادية و لربما معرفية أيضا!! ، فالكتاب أو الصحيفة لا تدخل كل البيوت بينما التلفزيون له قدرة هجومية فائقة حتى داخل غرف النوم و في أشد ألأماكن سرية و تكتما أيضا!!، و لكن ألأجمل من فتح الملفات بطريقة إنتقائية هو العدالة و الحيادية في كشف المستور و في إستعراض الأحداث و في تنوير الرأي العام بعيدا عن أي إنحياز مسبق أو اهداف مصلحية معينة لربما تدخل ضمن خانة تصفية الحسابات مع هذا النظام أو ذاك ، و ما فعلته قناة الجزيرة القطرية من خلال برامجها الوثائقية و الحوارية هو أنها كان لها الريادة في عرض الملفات الساخنة و التي يتهيب البعض من الخوض فيها و سلطت عليها الأضواء الكاشفة و من زوايا معينة لتعيد تسويقها للرأي العام رغم كونها قضايا و ملفات معروفة و رفع الحظر السلطوي عنها منذ زمن طويل نسبيا ، مثل ملف سجن تازمامرت المغربي الشهير و الذي كانت الحكومة المغربية أول من رفع عنه ستار السرية و أول من سمح بالخوض في مصائبه و ملفاته بل و صدرت الكتب التي توثق للإنتهاكات الفظيعة التي جرت فيه و هي معروضة منذ سنوات على الأكشاك و الأرصفة أو في واجهات المكتبات المغربية المختلفة ، و حتى قضية إحتجاز إسرة الجنرال الإنقلابي الشهير محمد أوفقير تباع كل المؤلفات المتعلقة بها علنا ، فالنظام الرسمي المغربي أو ( المخزن ) لم تعد ترعبه مثل تلك الأمور التي تحولت لتاريخ موثق أضحى جزءا واقعيا من الذاكرة التاريخية و المجتمعية بعد أن تم تجاوز كل تلك الأمور و البدء في حقبة جديدة قوامها التطلع للمستقبل و استفادة الجمة من أخطاء الماضي ، فلا يوجد من هو بلا خطيئة و السلطة أي سلطة هي كالكائن الحي يمرض و يصحو و يشتط و يخطأ و يتوب ، و مواجهة الأخطاء هي خير وصفة لمعالجة الجروح و الكدمات و الندبات و لو كانت غائرة ، و إذا كان ملف سجن تازمامرت قد أثار ما أثار في المغرب من تداعيات و حالات إندهاش مما تم من فظائع فأحسب أن ذاكرة القمع العربي قد غفلت عن رصد ما هو أفظع من تازمامرت و أشد هولا و أكثر مصيبة ، و لكنها السياسة الإعلامية الموجهة التي تخفي و تظهر حسب المصالح و التي تحيي و تميت حسب الأجندات و الأهداف ، فالملاحظ أن قناة الجزيرة تركز على المغرب كثيرا فيما يتعلق بملفات حقوق الإنسان و هي التي فتحت ملفات اللقاء مع عائلة أوفقير سواءا السيدة فاطمة أوفقير أرملة الجنرال أو السيدة مليكة أوفقير إبنة الجنرال أو السيد رؤوف أوفقير نجل الجنرال ، كما أن الجزيرة هي التي تناولت و بشكل مطول موضوع معتقل تازمامرت الصحراوي و عرضت بكاء المذيع ( أحمد منصور ) الذي إستدر عطف الملايين!! ، و لكن تلك الدموع للأسف لم تسكب أبدا على ضحايا مجهولين و بالمئات إلتهمتهم آلة القمع العربية الرهيبة ، و هنا لا أتحدث عن العراق أبو المصائب الكارثية و المقابر الجماعية فلذلك حديث آخر!! بل أتحدث عن مجازر كبرى في بعض المعتقلات العربية لم يقدر لها أن تسلط الجزيرة عليها عدساتها و أضوائها الكاشفة أبدا ، و أعني هنا تحديدا مجزرتي سجني ( تدمر ) الصحراوي في سوريا عام 1980 ، و سجن ( أبو سليم ) في الجماهيرية العظمى عام 1996!! و هي مجازر لم تسمع بها غالبية الشعوب العربية التي لا تقرأ بل تشاهد الفضائيات فقط لا غير.. فهل تجرؤ الجزيرة على عرض و تحليل و إحضار شهود على العصر لوقائع تلك المجزرتين الرهيبتين ؟؟ و هل سيستطيع المذيع أحمد منصور التطرق لهذا الملف ؟ و هل سيجد من يتعاون معه في سبر أغواره الفظيعة ، و لأبدأ بالمجزرة الأولى وهي :

مجزرة سجن تدمر الصحراوي

هذه المجزرة هي واحدة من أبشع مجازر القتل الجماعي و التجاوز على القوانين في تاريخ القمع العربي المعاصرلشموليتها و للطريقة الإنتقامية البشعة في تنفيذها خارج قوانين السلطة الحاكمة ذاتها ، فبعد محاولة إغتيال الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد من قبل جماعة الإخوان المسلمين في يوم 26/ حزيران / 1980 قامت وحدة خاصة من ( سرايا الدفاع ) التي كانت برئاسة شقيق الرئيس السيد اللواء رفعت الأسد بتنفيذ عملية إنتقامية ضد المعتقلين من جماعة الإخوان و المتجمعين في سجن البادية السورية في منطقة ( تدمر ) الصحراوية و قد إشترك في تنفيذ العملية الإنتقامية ( المجزرة ) 250 عنصر من سرايا الدفاع و اللواء 138 برئاسة المقدم علي ذيب ، و نفذ المجزرة ميدانيا حوالي 80 عنصر من السرايا حيث قاموا بفتح المهاجع و الزنازين و أطلقوا النار في حفلة إعدام جماعية على المعتقلين مما أدى لمقتل أكثر من 500 سجين لم تعرف أسماؤهم الكاملة حتى اليوم أي منذ يوم 27 حزيران 1980 يوم المجزرة و حتى اللحظة!! وهي قضية سكت عنها الرأي العام رغم أنها جريمة إبادة جماعية ومع سبق التصميم و الترصد و لم تتم محاسبة القتلة أبدا ، و لم يفتح أحد هذا الملف أو يتطرق له من قريب أو بعيد و حيث جاءت بعده بعامين مجزرة مدينة ( حماة ) السورية التي إبتلعت الآلاف أيضا من البشر!! ، الغريب أن جميع من إرتكب و ساهم و خطط ونفذ مجزرة سجن تدمر على قيد الحياة؟؟ ومع ذلك لا خبر جاء و لا وحي نزل!! و كأن الذين صرعوا بطريقة جبانة و غادرة مجموعة من القطط الموبوءة و ليسوا بشرا لهم أهل و عوائل، و لتسهيل ألأمر على قناة الجزيرة إذا إرادت إستجلاب شاهد على العصر فإنني أورد أسماء بعض المسؤولين عن تلك المجزرة للحقيقة و التاريخ فقط لا غير وهم :

المقدم فيصل غانم ، المقدم علي ذيب ، الرائد معين ناصيف ، المقدم سليمان مصطفى ، الملازم ياسين باكير ، الملازم منير درويش... أما بقية الأسماء الكبيرة فتعرفونها جميعا!!!!؟ .

فهل سنرى السيد أحمد منصور و هو يبكي على الجثث المتناثرة و على نوافير الدماء المتدفقة و على صرخات الرعب و حشرجات الموتى كما فعل مع معاناة أهل تازمامرت ؟ أم أنه سيصمت صمت القبور الجماعية التي دفنت فيها تلك الأجساد البشرية و هي تشكو ظلامتها لرب العزة و الجلال ؟.. الجواب سنعرفه من خلال ( شاهد على العصر ) قريبا ؟.

أما المجزرة الشنيعة الأخرى التي سكت عنها العالم المنافق و غابت عن إرشيف الجزيرة و أخواتها أصحاب شعار من حق الشعوب أن تعرف!!؟ فهي مجزرة :

سجن أبو سليم الليبي

الغريب أن تاريخ تنفيذ هذه المجزرة يتطابق تقريبا و تاريخ مجزرة سجن تدمر السوري فقد حدثت يوم الجمعة الموافق 29 حزيران 1996 أي خلال الحصار الدولي على النظام الليبي!! و قد بدأت بإحتجاج بعض السجناء السياسيين في سجن أبو سليم على واقعهم المزري و على تردي الخدمات و على الظروف الصحية السيئة و إنتشار الأمراض الخطيرة كالدرن الرئوي إضافة لسوء المعاملة و التغذية و مجمل ظروف الحياة داخل السجن ، و تطور الأمر ليتدخل العقيد عبد الله السنوسي و يتفاهم مع السجناء مع الوعد بتحسين ظروفهم السجنية ، و لكن ما لبث أن قامت وحدة عسكرية خاصة من كتائب الأمن العسكري الخاص بإقتحام السجن و تجميع المعتقلين في باحته العامة و حصدت أرواح السجناء بالجملة و بطريقة شاملة و مريعة مما أدى لمصرع أكثر من ألف سجين سياسي و أهل الرأي من مختلف القطاعات الفكرية و المهنية!! و رغم مرور حوالي 13 عاما على تلك المجزرة فإنه لم تصدر حتى اليوم قائمة بأسماء الضحايا و لم يتدخل الرأي العام الدولي و لا الدول الكبرى و لا الأمم المتحدة و لا أي مجموعة قانونية أو حقوقية و لف الصمت هذا الملف و لم يتحدث عنه أحد بالمرة بإستثناء أدبيات المعارضة الليبية وهي محدودة الإنتشار ، فيما أفلت القتلة و يمكن للجزيرة محاورتهم فهي تعرفهم عن كثب!!!؟

فهل ستنحاز قناة الجزيرة لشعارها الخالد من حق الشعوب أن تعرف و تميط اللثام عن تلك المجازر ؟ أم أن المسألة إنتقائية بين الخيار و العرموط ؟ تلك هي المسألة ؟ فيا سجون القمع العربية كم أنت خالدة....؟

dawoodalbasri@hotmail.com

/ أرام /

تعليق كوحلالي.

طيب كل ما ذكرته صحيح في ما يخص المغرب تنقصك معلومات كثيرة لكنك على كل حال و ضعت نقطة.لكنك لم تذكر ما وقع في سجن / صيدانا / المحاذي لدمشق و لم تحدتنا عن سجون الجزائر بأقصى الصحراء الجزائرية , و لم تحدتنا عن سجون البوليساريو , و لا على ما وقع في سجون تونس عندما أقدم أحد الحراس بتمزيق القرءان و انتفض السجناء ليتم قمعهم بطريقة / عابدية / هامجية, و ربما لم تطالع التقرير الذي أنجزته عن أحوال الأسرى الفلسطينيين مند عام تقريبا نقلته عن منظمة حقوقية أمريكية,و الكلام كثير يلزم مجلدات لتدوين انتهاكات حقوق الإنسان بعالم العربان على وزن الخربان.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire