mardi 19 mai 2009

حرب الشيوخ في مصر المحروسة..


مراكش الحمراء // عالم الفتاوى.

تاريخ النشر : 19/5/2009 12:21 AM

وزارة الأوقاف المصرية تحقق مع داعية أزهري شبه اليهود بالخنازير

وزير الأوقاف المصري محمود حمدي زقزوق

أكدت وزارة الأوقاف المصرية اعتزامها إحالة داعية أزهري إلى التحقيق بسبب فتوى أطلقها تفيد بضرورة قتل الخنازير لكونها في الأصل يهودًا، الأمر الذي أثار ردود فعل غاضبة في إسرائيل. من جهة أخرى بثت صحيفة "المصري اليوم" شريط فيديو يظهر عمليات إعدام الخنازير في مصر بصورة وحشية.

وقال الشيخ سالم عبد الجليل وكيل وزارة الأوقاف لعلوم الدعوة: إن أحمد علي عثمان (صاحب الفتوى) ليس مشرفًا على الدعوة في الوزارة كما ادعت بعض وسائل الإعلام، وإنه تم نقله إلى وظيفة إدارية منذ سبع سنوات.

وأكد عبد الجليل لصحيفة "الشروق" المصرية أن الوزارة سوف تحيله إلى تحقيق فوري وستتخذ ضده الإجراءات اللازمة، فيما نسب إليه من تصريحات.

وقال: إن «مقولة إن الخنازير أصلها يهود ويجب قتلها أمر سخيف، وإن الآية القرآنية التي تقول «وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغـُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ» [المائدة: 60]، كانت عقوبة على عصيان هؤلاء القوم الذين مسخهم الله إلى خنازير وماتوا بعد أيام قليلة، وبالتالي فهم لم يتناسلوا وانتهى الأمر على هذا.

وطالب وكيل وزارة الأوقاف وسائل الإعلام بتحري الدقة فيما تنقله من أخبار وآراء شرعية تثير البلبلة.

وكان أحمد علي عثمان الداعية بوزارة الأوقاف المصرية أفتى بأن الخنازير الموجودة حاليًا أصلها يهود سخط الله عليهم فجعل منهم القردة والخنازير، وعبد الطاغوت، وأن قتلها وإعدامها واجب، مشيرًا إلى أن فتواه هذه تلقى تأييدًا من علماء كبار الأزهر، وأنه تقدم بها إلى مجمع البحوث الإسلامية للحصول على رأى فاصل لكنه لم يتلق ردًا حتى الآن.

وقد أثارت الفتوى وسائل الإعلام الإسرائيلية، واتهمت صاحبها بـالمعادة للسامية وازدراء اليهود، لتشبيههم بالخنازير، واستخدام ذلك مبررًا لقتلها في مصر.

وفى هذا الإطار أفرد موقع «الشئون الاستراتيجية» الإخبارى الإسرائيلي تقريرًا مطولاً عن أصداء تلك الفتوى، معتبرًا إياها خطوة جديدة من خطوات التحريض في مصر ضد اليهود عمومًا، والإسرائيليين على وجه الخصوص، لاسيما أنها صدرت عن مسئول رسمي مصري بوزارة الأوقاف.

وأشار الموقع إلى أن الأزهر الذي يعد المؤسسة السنية الأكبر فى العالم الإسلامى، يؤيد تلك الفتوى فى الخفاء ويخشى الإعلان عن هذا الموقف للانعكاسات السياسية الخطيرة التى قد تترتب عليه.

من ناحية أخرى قضت المحكمة الإدارية العليا في مصر بإلغاء قرار مجلس تأديب كلية أصول الدين بجامعة الأزهر بعزل عزت عطية رئيس قسم الحديث بالكلية وصاحب فتوى إرضاع الكبير، موصية بالاكتفاء بتوقيع عقوبة اللوم عليه.

وكان مجلس التأديب قرر في أكتوبر من عام 2007 بعزل عطية لعدة أسباب منها أن فتواه أحدثت بلبلة داخل المجتمعين المصري والإسلامي وأنها قامت على سند غير صحيح من الحديث الشريف كما أنها أضحت تمثل إهانة للإسلام بعد أن أصبحت مصدرا لامتهان المرأة وإطلاق النكات على رجال الدين.

وذكرت صحيفة "الشروق الجديد" المستقلة الأحد 17-5-2009 أن المحكمة ذكرت في حيثيات الحكم بإلغاء قرار العزل أن الأوراق أثبتت اعتذار عطية عن الفتوى وإعلان أن مناسبتها كانت لحالة خاصة ولا يصح تعميمها، بعد أيام من إعلانها في وسائل الإعلام وتأكيده أن الرضاعة في الصغر هي التي ثبتت فقط في الحديث الشريف.

واعتبرت المحكمة أن مجلس التأديب كان يجدر به توجيه عقوبة اللوم فقط لعطية بسبب خروجه لإعلان الفتوى في وسائل الإعلام رغم أن الفتوى في مصر لها جهاتها المختصة التي لا يجب تجاوزها وهي لجان دار الإفتاء والأزهر الشريف.

رغم أن التخلص من الخنازير لا يعد ضروريا لمكافحة فيروس اي (اتش1 ان1) الذي سمي أنفلونزا الخنازير، فان مذبحة الخنازير مستمرة في مصر بقسوة كما يظهر في شريط فيديو تم بثه على شبكة الانترنت.

وبحسب هذا الفيديو الذي بثته صحيفة "المصري اليوم" المستقلة والتقرير الصحافي الذي نشرته السبت، فان مئات الخنازير توضع في شاحنات ويتم نقلها الى منطقة صحراوية في احدى ضواحي القاهرة حيث يتم قتلها بمادة كيميائية ثم دفنها.

وتم بث هذه الصور قبل يومين على موقع "يوتيوب" وشاهدها حتى الان 25 الف شخص ما اثار استياء رجال دين مسلمين واقباط.

وفي حين لم يتم تسجيل اي إصابة بانفلونزا الخنازير في مصر، فان الحكومة المصرية هي الوحيدة في العالم التي قررت مطلع مايو الجاري التخلص من كل قطعان الخنازير في البلاد اي ما يزيد على 250 الف خنزير.

واتهم مثقفون عرب من المسلمين والمسيحيين نظام الرئيس حسني مبارك بالتحالف مع جماعة الاخوان المسلمين المعارضة التي كانت تشن حملة على وجود الخنازير في دولة إسلامية.

وكتب الكاتب المغربي الطاهر بن جلون "الأقباط ضحايا الانفلونزا من دون ان تصيبهم العدوى". واعتبر ان الحكومة المصرية تصرفت بوضوح "تحت ضغط الإسلاميين".

وقال الكاتب المصري سلامة احمد سلامة "انه الغباء الإنساني وليس مرض الخنازير" الذي يفسر هذا القرار.

وإضافة الى الجدل حول قرار التخلص من الخنازير الذي فسرته الحكومة بانه اجراء وقائي للحفاظ على الصحة العامة في وقت توطن فيه مرض انفلونزا الطيور في مصر، ثار جدل جديد حول طريقة اعدام الخنازيز.

وفي شريط الفيديو، يظهر محمد المغربل وهو احد المسؤولين المحليين في منطقة الخصوص (القليوبية، على بعد حوالى 20 كيلومترا شمال القاهرة) مؤكدا انه يتم القاء مادة كيميائية على الخنازير في الشاحنات فتموت ببطء.

وقال رئيس المدفن الصحي علي شعبان في الشريط "يتم تغطية الخنازير بمادة الشبة، وهي مادة مطهرة تضاف اليها بعض المواد الكيميائية وتترك لمدة 30 الى 40 دقيقة حتى يتوقف التنفس تماما ثم يتم دفنها".

ولكن وزارة الصحة تنفي قتل الخنازير بمادة كيميائية. وقال رئيس قطاع الأمراض المعدية في الوزارة صابر عبد العزيز جلال لوكالة فرانس برس ان "المادة التي يتم رشها على الخنازير هي مادة مطهرة والخنازير يتم ذبحها قبل دفنها".

وقال رئيس لجنة الفتوى بالأزهر الشيخ سالم محمد سالم ان قتل الحيوانات بهذه الطريقة "محرم في الاسلام".

ونشرت صحيفة "الأهرام ابدو" الأسبوعية التي تصدر باللغة الفرنسية تحقيقا عن ذبح الخنازير في مجزر البساتين (المجزر الوحيد في القاهرة).

واكدت الصحيفة ان "الخنازير الذكور يتم ذبحها وفقا للقواعد" الصحيحة، اما "الخنازير الصغيرة واناث الخنازير فيتم ضربها على رؤوسها بواسطة اسياخ من الحديد وتترك لتنزف حتى تموت".

/ أفاق /

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire