مراكش الحمراء // اخبار المناضلين الأشاوس.
وفاة المعارض الليبي فتحي الجهمي في عمّان
Thursday, May 21, 2009 | 00:00 GMT
معن الثنيان من نيقوسيا
أفاد مصدر طبي أردني بأن المعارض الليبي فتحي الجهمي (67 عاما) الذي عرف بإنتقاده نظام العقيد معمر القذافي توفي في أحد المستشفيات الخاصة في عمان اليوم الخميس. وقال المصدر ان "الجهمي توفي الساعة التاسعة صباحا (0600 تغ) في المركز العربي الطبي (خاص) في عمان متاثرا بالتهابات في الدم". واشار الى ان "الجهمي كان يتلقى العلاج في وحدة العناية الحثيثة في المركز حيث تولى احد الاطباء الاردنيين المختصين بامراض الباطنية والقلب علاجه الا انه فارق الحياة صباح اليوم (الخميس)".
وادخل الجهمي الى المركز العربي في 6 ايار/مايو الحالي لتلقي العلاج بعد اطلاق سراحه. وكانت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون اثارت قضية الجهمي وحقوق الانسان خلال لقاء في 21 نيسان/ابريل الماضي مع معتصم القذافي نجل الزعيم الليبي معمر القذافي في واشنطن. واعتقل هذا المعارض منذ 2004 لاقدامه على توجيه انتقادات الى نظام العقيد معمر القذافي ودعوته الى الديموقراطية واجتماعه مع مندوب رسمي اجنبي.
والجهمي الذي تدهورت حالته الصحيه كان يعالج لما يزيد عن عام تحت المراقبة في مستشفى الطب العام (حكومي) في طرابلس. واكد نبيل الشريف، وزير الاعلام والاتصال الاردني، لوكالة فرانس برس في تصريحات سابقة ان "الجهمي حر التحرك بعد انتهاء العلاج ويستطيع ان يتجه الى الجهة التي يختارها". واضاف "لا مانع من توجهه الى الولايات المتحدة اذا ما حصل على تأشيرة". وللجهمي شقيق يعيش في الولايات المتحدة.
وكانت قضية الجهمي من اهم القضايا على اجندة محادثات وزيرة لخارجية الامريكية هيلاري كلينتون في الشهر الماضي مع المعتصم القذافي مستشار الامن القومي الليبي ، وحثتت الولايات المتحدة ليبيا مرارا على اطلاق سراح الجهمي وهو محافظ سابق محتجز منذ عام 2002 فيما يتعلق بسلسلة من الاتهامات بينها محاولة الاطاحة بالحكومة واهانة الزعيم الليبي معمر القذافي.
وحينها، قالت كلينتون للصحفيين عن محادثاتها مع معتصم القذافي نجل الزعيم الليبي "لقد اثرنا قضايا حقوق الانسان مع المستشار الامني اليوم وخاصة القضية التي اشرتم اليها."
واعتقل الجهمي الذي تقول عائلته ان صحته تدهورت للمرة الاولى عام 2002 بعدما انتقد القذافي ودعا الى اجراء انتخابات مفتوحة وصحافة حرة واطلاق سراح السجناء السياسيين. واطلق سراحه في مارس اذار عام 2004 ليعتقل من جديد في الشهر نفسه بعدما كرر انتقاده للزعيم الليبي.
وتحسنت العلاقات الامريكية الليبيية بشكل كبير منذ قررت طرابلس في ديسمبر كانون الاول عام 2003 التخلي عن برامجها لاسلحة الدمار الشامل. وانهت الولايات المتحدة عقوباتها الاقتصادية الكبرى على ليبيا واسقطتها من القائمة السوداء لوزارة الخارجية "للدول الراعية للارهاب".
بيد ان بعض المسؤولين الليبيين يعتقدون ان بلادهم لم تكافأ بالدرجة الكافية من جانب الولايات المتحدة التي لا تزال لديها بواعث قلق بشأن سجل ليبيا في مجال حقوق الانسان.
وفي مسحها السنوي لحقوق الانسان وصفت وزارة الخارجية سجل ليبيا بأنه "ضعيف" ووصفتها "بالنظام السلطوي" وساقت تقارير عن حالات اختفاء وتعذيب واعتقال تعسفي وافلات مسؤولين من العقاب.
وكانت السلطات الليببية قالت في وقت سابق ان الجهمي وهو حاكم اقليمي سابق افرج عنه، وهو يتعالج في مركز طبي في طرابلس. ويقول أقاربه إنه يعاني من امراض القلب ومرحلة متقدمة من البول السكري وارتفاع ضغط الدم وان صحته في تدهور.
يذكر ان المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية روبرت وود حينما سئل عن الجهمي قبل اسابيع قال "لقد أقمنا حوارا مع ليبيا في شتى القضايا ومن بينها حقوق الانسان ونحن مستمرون في المطالبة بالافراج غير المشروط عن الدكتور الجهمي وكذلك بتمكينه من السفر وطلب الرعاية الطبية أينما يشاء."
وقال وود ان الولايات المتحدة تنظر "بقلق الى تقارير غير مؤكدة" عن تدهور حالة الجهمي.
وأضاف قوله إن الجهمي سمح له بتلقي زائرين "في مناسبات متفرقة" واستدرك بقوله ان الولايات المتحدة ترى ان حالته "تحسنت بوجه عام" منذ نقله الى المركز الطبي في العاصمة الليبية في مارس/ آذار الماضي.
غير ان محمد الجهمي أخا المنشق الذي يقيم في الولايات المتحدة قال ان الاقارب الذين رأوا الجهمي الاسبوع الماضي يعتقدون ان صحته "تتدهور تدهورا سريعا".
وقال محمد "انه لا يستطيع النزول من السرير وأجريت له عملية تفميم القولون ورجلاه منتفختان." واضاف ان اخاه محتجز في غرفة بالمستشفى تعج بالصراصير واجهزة تصنت سمعية وبصرية.وحث أخو المنشق حكومة اوباما على ايفاد دبلوماسي الى المستشفى للتحقق من حالته الصحية.
وأعربت عائلة الجهمي عن الأمل ان تثير حكومة اوباما قضيته ولا سيما منذ أن ناقش نائب الرئيس جو بايدن المسألة مع القذافي في اجتماع عام 2004. وكان بايدن آنذاك عضوا في مجلس الشيوخ الاميركي ولجنة العلاقات الخارجية بالمجلس.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire