jeudi 2 décembre 2010

ويكيليكس: طائرات أمريكية تجسست على حزب الله من قاعدة بريطانية في قبرص


كشفت وثائق دبلوماسية أمريكية نشرها موقع ويكيليكس أن طائرات تجسس أمريكية من طراز (يو 2) قامت بمهمات تجسس سرية فوق لبنان ضد حزب الله من قاعدة جوية بريطانية في قبرص.ونقلت صحيفة الغارديان الخميس عن الوثائق إن طائرات التجسس الأمريكية كانت تنطلق من قاعدة (آكرونيري) التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني في قبرص لجمع معلومات استخباراتية وتمريرها إلى السلطات اللبنانية لمساعدتها على تعقب مقاتلي حزب الله.

وأضافت الصحيفة إن استخدام طائرات التجسس الأمريكية (يو 2) القاعدة الجوية في قبرص للقيام بمهمات تجسسية فوق لبنان أثار مراسلات مشحونة بين المسؤولين البريطانيين والسفارة الأمريكية في لندن، ودفع وزراء حكومة حزب العمال (وقتها) إلى مطالبة الأمريكيين بوقف العملية السرية التي أسموها (مسح الأرز) نتيجة انتشار القلق العام في المملكة المتحدة بشأن الرحلات الجوية السرية لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) لنقل معتقلين إلى دول تملك سجلات سيئة في حقوق الإنسان خشية اتهامهم بالتواطؤ بالتعذيب.

وذكرت وثائق ويكيليكس أن الولايات المتحدة رفضت القلق البريطاني حول التعذيب بعبارات غير لائقة، وكتب مسؤول بارز في السفارة الأمريكية في لندن في برقية دبلوماسية أرسلها إلى واشنطن "لا يمكننا اتخاذ نهج يخشى المجازفة في مكافحة الإرهاب، لأن الخوف من احتمال انتهاك حقوق الإنسان يسمح للإرهاب بالانتشار في لبنان".

وأشارت الصحيفة إلى أن وثائق ويكيليكس كشفت أيضاً أن طائرات التجسس الأمريكية (يو 2) كانت تقوم، بالإضافة إلى مهمات لبنان، بجمع معلومات استخباراتية فوق تركيا وشمال العراق، ثم تمرر المعلومات سراً للسلطات التركية في عملية سميّت (محارب المرتفعات).

وأضافت إن البريطانيين احتجوا في الحالتين على تمرير المعلومات الاستخباراتية إلى طرف ثالث، وطالبوا الولايات المتحدة في 19 نيسان/ ابريل 2008 تزويدها بالتفاصيل الكاملة لجميع الرحلات الجوية لتمكينهم من معرفة ما إذ كانت هذه الممارسة تضع المملكة المتحدة أمام خطر اتهامها بالتواطؤ في أعمال غير مشروعة.

ونقلت الصحيفة عن الوثائق الدبلوماسية الأمريكية "كانت هناك هفوات أخرى أحرجت الحكومة البريطانية من خلال عمليات الترحيل السري عبر القاعدة الجوية في جزيرة دييغو غارسيا البريطانية، واستخدام الولايات المتحدة مطار بريستويك البريطاني في عام 2006 بشكل غير صحيح لنقل القنابل الموجهة بالليزر إلى إسرائيل لمهاجمة مخابئ حزب الله في لبنان، مما تسبب في احتجاج البريطانيين".

ونسبت إلى ويل جيسيت الذي كان يشغل وقتها منصب مدير مكافحة الإرهاب بوزارة الدفاع البريطانية قوله في رسالة "إن استخدام قواعد المملكة المتحدة للقيام بعمليات سرية أو مهمات مثيرة للجدل في لبنان أو تركيا يعني أن من المهم بالنسبة لنا أن نكون مقتنعين بأن الحكومة البريطانية لا تساعد بشكل غير مباشر على ارتكاب أعمال غير مشروعة من جانب تلك الحكومات".

وأضاف جيسيت "الدول الأخرى ولا سيما قبرص، يمكن أن تعترض عند معرفتها بطبيعة تلك العمليات، ولذلك أراد وزراء الحكومة البريطانية من الولايات المتحدة تزويدهم في كل مرة يجرون فيها هذه العمليات بتقييم عن أي مضاعفات قانونية أو آثار تتعلق بحقوق الإنسان يمكن أن تترتب عليها".

وقالت الغارديان إن صبر الولايات المتحدة نفد بعد أن أرسل لهم جون هيلمان المسؤول بوزارة الخارجية البريطانية رسالة شدد فيها على أن وزارة الخارجية الأمريكية نفسها وثّقت في تقريرها عن حقوق الإنسان حالات تعذيب واعتقالات عشوائية قامت بها قوات الجيش اللبناني، وحث الولايات المتحدة على ضمان رعاية السجناء في لبنان إذا كان هناك أي خطر من أن المعتقلين جرى توقيفهم عن طريق المعلومات التي جمعتها عملية مسح الأرز.

وأضافت أن السفارة الأمريكية في لندن "أرسلت عند هذه النقطة برقية إلى واشنطن دعت فيها إلى عدم السماح لقلق البريطانيين إزاء مسألة حقوق الإنسان بعرقلة عمليات مكافحة الإرهاب، واعتبرت مطالبهم غير واقعية عدا عن كونها عبئاً أيضاً، واقترحت إجراء اتصالات على مستويات أعلى لإسكاتهم".

watan

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire