
مراكش الحمراء // أخبار انتخابات الصهاينة.
ضربوا الأعور على عينه .. نتنياهو يشبه ليفني
المحرّر السياسي
09/02/2009
ضربوا الأعور على عينه .. نتنياهو يشبه ليفني
ثمة تشاؤم بين الأوساط الفلسطينية من نتائج الانتخابات البرلمانية الاسرائيلية التي ستجرى غداً، مع ترجيح الاستطلاعات كفة اليمين المتطرف.
وهو تشاؤم قد يكون مبررا في وقت غير هذا؛ فليس هناك أكثر قتامة من الصور الحالية للواقع ولن يغير من الأمر ان تعتلي احزاب اليمين سدة الحكم في إسرائيل.
كما انه لا توجد فواصل جذرية بين الاحزاب المختلفة، أي انه لن يكون هناك فرق كبير بين يمين أو يسار، ومن ثم ستتوحد النتائج أيا ما كانت ستسفر عنه الانتخابات.
قد يزعج صعود اليمين الولايات المتحدة الامريكية بادارتها الجديدة، التي تحاول ان تبدو وكأنها مخلصة العالم، واعتلاء اليمين يمكن ان يحبط مخطاطتها في المرحلة القادمة، اما العرب فالامر سيان خاصة بعد هذا العدوان على غزة الذي كان ضمن الدعايات الانتخابية، وبعد كل الخراب الذي خلفه العدوان فانه لم يعد للفلسطينيين ما يخشون على ضياعه ومثلما يقال في الامثال الشعبية "ضربوا الأعور على عينه فقال خسرانة خسرانة" أي انه لا فرق في أن يأتي نتنياهو ويتحالف مع ليبرمان ليشكلا ائتلافا حكوميا متطرفا تماما، كما لن تتغير النتائج اذا جاءت ليفني الى الحكم وهي التي كانت من "الصقور" خلال العدوان على غزة، اما اليسار ففي خسر، مثلما قال الشاعر الراحل الكبير أمل دنقل، ففرصة باراك ضعيفة جدا في الانتخابات، وحتى اذا فاز فلن يحركم سكانا بشأن عملية السلام فيسار حزب العمل ليس مثل اليسار الذي تحدث عنه أمل دنقل، هو يسار بمواصفات خاصة.
اذ لا يلقى تقسيم الأحزاب الإسرائيلية بين معسكري اليمين واليسار قبولا واسعا لدى الشارع العربي والفلسطيني الذين لا يفرق بين سياسيات الحكومات الإسرائيلية المختلفة.
ومثلما ذكرنا لا توجد اختلافات كبيرة بين الأحزاب الإسرائيلية وبرامجها في قيادة الحكومات المتلاحقة فهم سواء في التعامل مع القضية الفلسطينية والمضي في الاحتلال.
لكن المتوقع أن تفرز الانتخابات المقبلة المزيد من التشدد في السياسة الإسرائيلية والمزيد من الجمود في العملية السلمية وتطلعات الوصول إلى اتفاق شامل للسلام.
فمؤشرات المعركة الانتخابية تفيد بأن معسكر اليمين يتفوق على اليسار بفارق لا يقل عن عشرة مقاعد، وتتوقع استطلاعات الرأي حصول اليمين المكون من أحزاب ليكود وإسرائيل بيتنا والبيت اليهودي وشاس ويهدوت هتوراه "يهودية التوراة" على 66 مقعداً على الأقل مقابل حصول اليسار المكون من كاديما والعمل وميرتس والجبهة والأحزاب العربية على 54 مقعدا في أحسن الأحوال.
وهذه الاستطلاعات تشير الى الناخب الإسرائيلي نحو اليمين والتشدد الذي لا يلقي بالا لمسألة السلام والدولة الفلسطينية.
وقد تأهبت الرئاسة الفلسطينية لمثل هذا التوقع وأعلنت انها لن تتعامل مع أي حكومة إسرائيلية لا تلتزم بعملية السلام بالكامل وبحل الدولتين وبخارطة الطريق ومبادرة السلام العربية ووقف الاستيطان.
وسبق ان اعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس مرارا استعداده للعمل مع أي رئيس وزراء في إسرائيل مهما كان حزبه من اجل السلام طالما عمل الطرف الأخر على ذلك.
ومعروف أن نجاح المفاوضات السياسية التي ستلي الانتخابات مباشرة مرتبط بقوة واستقرار الحكومة الإسرائيلية المقبلة، وخلال السنوات الـ13 الماضية وحدها تمت الدعوة إلى إجراء انتخابات مبكرة في إسرائيل ست مرات بعد سحب أحزاب تأييدها للحكومة.
وكانت مفاوضات ماراثونية جرت على مدار العام الماضي بين عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي المستقيل ايهود اولمرت لم تفض إلى تقدم جوهري باتجاه اتفاق قريب.
وطالما أن السلام مع زعيم كاديما ظل بعيدا، فإن الصورة أكثر تشاؤما مع زعيم ليكود القادم.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire