mercredi 25 février 2009

فضائح النظام الجزائري الفاسد..


مراكش الحمراء // أخبار النظام الجزائري الفاسد.

تاريخ النشر : 25/2/2009

أمراض الفقر تحاصر الجزائريين

صورة نشرتها أغلب الصحف الجزائرية لمواطنين يقتاتون من المزابل

الجزائر- آفاق

"كيف يموت طفل من البرد والجوع في دولة النفط والغاز؟" تساءلت صحيفة "لوريون" وهي تحكي تفاصيل وفاة طفل في السابعة من العمر على طاولته المدرسية في بلدية واقعة بالمدية (80 كلم جنوب شرق العاصمة)، بعد أن كشف الطبيب أن سبب الوفاة ناجمة عن الجوع والبرد الشديد في فصل دراسي كانت نوافذه مقلعة تتسرب من ثقوبها رياح الشتاء الباردة.

لكنها ليست الحادثة الوحيدة، فقد تم العثور على عائلة متكونة من ثلاثة أفراد ميتة في دوار يقع في دوار نائي بشرق البلاد، وكانت الأسباب نفسها الجوع والبرد والحالة المرضية المزمنة التي يعانون منها في غياب الرعاية الصحية والمال، حيث أن أقرب مستوصف يبعد عنهم أكثر من 25 كلم.

لكن الذي يثير جدالا كبيرا في الجزائر هو عودة ما أسمته صحيفة "لورويون" الفرانكفونية بأمراض الفقر، مثل مرض السل الذي انتشر بشكل مخيف في العديد من مناطق الجزائر، كانت آخرها الأرقام التي نشرتها صحيفة "الخبر": أكثر من 700 حالة جديدة لداء السل خلال عام 2008.

الجزائريون يموتون بالجوع والمرض قالت صحيفة "لوديغ" الفرانكفونية والصحافة المحلية تنشر الأرقام أسبوعيا مرفقة بصور الفقر والعائلات التي تقتات من المزابل، كما فعلت صحيفة الشروق اليومية التي خصصت صفحة كاملة للحديث عن الفقر في البلاد، وهو نفس التحقيق الذي قامت به صحيفة "لالجيري" للحديث عن غياب المسؤولين إزاء كل هذه المعانات اليومية لجزائريين يحتاج إليهم الساسة في أيام الاقتراع فقط، وينسوهم طوال العام على حد تعبير الصحيفة.

عشر ملايين جزائري معضلة الأرقام !

ما ركزت عليه الصحافة المحلية هذا الأسبوع، هو المقاربة التي قدمتها عن الجزائريين الذين يلهثون وراء لقمة العيش القليلة و الذين في ذات الوقت غير آبهين بالانتخابات الرئاسية المقبلة، ولأنهم يشكلون أكثر من عشر ملايين جزائري وجزائرية يقاطعون الانتخابات منذ 1992، حيث يصر أغلب المراقبين أنه لو خرج كل الجزائريين دون مقاطعة انتخابات عام 1992 التي فازت بها الجبهة الإسلامية للإنقاذ فما كانت ستفوز الجبهة بأكثر من 30% باعتبار أن المقاطعة حدثت في المناطق ذات الأغلبية الأمازيغية المناهضين للإسلاميين المتشددين وللسلطة على حد سواء.

وتوجد نسبة أخرى من المقاطعين في الشرق والغرب والعاصمة نفسها وهم يشكلون الرقم الصعب في معادلة يحاول المسؤولون طرق بابها من الجهة الخلفية على حد تعبير صحيفة "الشرق" التي ذكرت أن مخاوف السلطة تكمن في نسبة المقاطعة التي قد تفوت العشر ملايين مواطن.

وهذا يفسر حرص الداخلية على توجيه النداءات اليومية للشباب قصد التسجيل في قائمة الناخبين وهو ما تراه صحيفة "لوريون" مقاطعة الشعب لانتخابات يراها تحصيل حاصل لا أكثر، وإن كان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة يريد الذهاب إلى الاقتراع لعهدة ثالثة فهو يعي جيدا أنه يحظى بشعبية لا شك فيها، لكنها تبقى شعبية مجروحة إلى حد ما في غياب عشر ملايين جزائري صامت فقد ثقته في الساسة وفي السياسة لأن أوضاعه الاجتماعية بدل أن تتحسن تراجعت، على الرغم من أن إيرادات النفط وصلت عام 2008 إلى أكثر من 170 دولار للبرميل قبل أن تنحدر للحضيض دون أن يسجل المواطن أي تغيير إيجابي في حياته على حد تعبيرها.

بيد أن صحيفة "لاتريبون" تسخر بشكل واضح من عبارة "جرثومة باسيل دوكو" التي يتكلم عنها المسؤولين بأنها سبب انتشار السل في العديد من المناطق الجزائرية، وقالت في مقال مطول أن الجراثيم الكثيرة غالبا ما تجاوزها الجزائريون عدا جراثيم السياسة التي بكل أسف أخذوا الجزائريين إلى مليون من المرضى النفسانيين والمنهارين عصبيا، وإلى تسجيل خمسة محاولات انتحار في الدقيقة الواحدة في الجزائر، لأن الأوضاع الاجتماعية هي السبب على حد قول الصحيفة التي بدورها نشرت صورة امرأة تقتات من المزابل.

وإن بدأت الأرقام مرعبة أمام تزايد عدد الفقراء والمرضى واليائسين فتبدو رغبة الجزائريين في البقاء أكبر وأكبر ولعل الرغبة تكمن في أنهم لم يفقدوا روح النكتة حتى وإن كانت أغلبها سياسية !

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire