mercredi 11 février 2009

أين تدهب أموال العربان و الخربان..أبشاخخخ اللوززز



مراكش الحمراء // أخبار عامة.

مليارات العرب بين الدجل والشعوذة والأسلحة والمخدرات

سعاد سليمان


11/02/2009

في ما ينفق العرب أموالهم ؟ وهي أموال للعجب كثيرة جدا علي عكس ما يطلق علي المنطقة بأنها دول نامية ، وتعاني من اقتصاد ضعيف ، والذي يجعلني أوقن بأن الدول العربية غنية بل وشديدة الثراء هو الإجابة علي السؤال: فيما ينفق العرب أموالهم ؟!

نشرت دراسة حديثة ، صادرة عن المركز القومي للبحوث في القاهرة ، تؤكد أن إجمالي ما ينفقه العرب سنويا علي الدجل وأعمال السحر والخرافة يصل إلي 5 مليارات دولار سنويا ، وهذا بالتأكيد رقم مخيف جدا ، كما أشارت الدراسة إلي أن عدد الدجالين والمشعوذين بالوطن العربي يصل إلي 250 ألف دجال ومشعوذ ، وقائم بأعمال السحر ، وأن 55% من النساء العربيات يلجئن لأعمال السحر ، ويؤمنّ بالخرافة ، وأن نسبة 17% من الرجال العرب يلجئون أيضا للخرافة . وبالتأكيد الدراسة صادمة ومذهلة ، ولكن قراءة ما بين الأرقام والسطور يكشف عن عدة حقائق هامة ، أولها أن حالة العجز العربي ، ليس علي المستوي السياسي فقط ، ولكن علي المستوي الاجتماعي والحضاري ، وصلت إلي مرحلة غير مسبوقة من التدني ، بدليل هذه الدراسة ، والتي أوضحت كذلك أن هناك نسبة تصل إلي 20% من اللاجئين للدجل هم من المتعلمين والمثقفين وبعضهم أصحاب مهن راقية ومراكز عليا .

المذهل في الأمر أن التعامل مع الدجل كان سرا ، وكان الكثيرون ينفون لجوءهم إلي هذه الوسيلة ، الآن أصبح الاعتراف بذلك علنا ، ولا يعتبره مرتكبوه مشيناً علي الإطلاق ، بل أصبح له قنوات فضائية متخصصة تعمل علي توصيل "فك الأعمال" و"حجاب المحبة" إلي المنازل ، بل وإخراج الجن والعفاريت من أجساد الملبوسين بالعفاريت والملبوسات ، والممسوسين منهم والممسوسات ، وكأن العفاريت لم تجد غير أجسادنا لتسكن فيها ، بينما الحقيقة أن ما يسكن فينا هو عدم القدرة علي مواجهة أنفسنا بما نعاني منه من أمراض نفسية وعصبية وأخلاقية واجتماعية ، فكل ما نستطيع فعله ، ونعجز عن القيام به ، نرده إلي عالم الجن والعفاريت والأعمال والغيبيات .

ولكن لماذا نلجأ للدجل والشعوذة ؟ ألم نستطع حتي الآن مواجهة واقعنا فنحتاج إلي معجزة غيبية تحل لنا مشاكلنا وتحقق لنا أحلامنا ؟ وما هي أحلامنا ؟ هي ، في الغالب ، أحلام بسيطة و"عبيطة" لن تخرج عن البحث عن فرصة للزواج ، أو مشكلة الإنجاب ، وإرضاء الزوج ، والحصول علي عمل ؛ أي عمل بغض النظر عن النجاح في هذا العمل ، ذلك لأن الباحثين عن النجاح هم من الواقعية والعملية التي تجعلهم يصنعون هذا النجاح دون اللجوء للاستعانة بالغيبيات، وإذا فكرنا أن اللاجئين إلي الدجل والشعوذة يبحثون عن المجد والشهرة والابتكار ، فهذا المستحيل بذاته ، فهذه أشياء تحتاج إلي علم ، والعلم والخرافة لا يلتقيان .

وينفق العرب أموالهم وملياراتهم أيضا علي شراء الأسلحة ، وتتخطي الميزانيات العلنية والسرية لشراء أحدث أنواع الأسلحة ما يفوق ما يصرف علي العلاج والتعليم والبحث العلمي والثقافة مجتمعين ، ولكن لماذا يشتري العرب الأسلحة ؟ ويحاربون بها من ؟ ، والواقع يؤكد أنه منذ توقيع اتفاقية كامب ديفيد ، وقبلها بقليل ، وباستثناء حرب حزب الله مع إسرائيل عام 2006 ، وقبلها الحرب الإيرانية العراقية ، ولم يطلق العرب رصاصة واحدة في اتجاه العدو التاريخي إسرائيل ، ولكنهم يحرصون علي شراء الأسلحة المتطورة بل وشديدة التطوير ، وقيل في ذلك إذا كان الحكام العرب لا يحاربون ، ويفضلون السلام كخيار استراتيجي تنعقد من أجله قمم ومؤتمرات ومفاوضات تنتهي إلي لا شيء تقريبا ، فلماذا يشترون الأسلحة ؟ وكان الرد الساخر جدا هو لكي يؤدبوا بها شعوبهم .

أما الجهة الثالثة التي ينفق فيها العرب أموالهم فهي المنشطات الجنسية والمخدرات بكل أنواعها والتي يصل حجم الإنفاق فيها إلي 7 مليار دولار سنويا .

فهل بعد كل هذه الأرقام مازلنا نعتقد أننا شعوب فقيرة ؟ قد نكون كذلك فعلا ، ولكن ليس في أموالنا ، ولكن في عقولنا التي تفكر في المستقبل بطريقة " التقدم للخلف " .

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire