mardi 27 avril 2010

حق الحياة مقدس و لا يجوز التعدي على شخص له هوية جنسية مختلفة


مراكش الحمراء // سوليما

سينمائي يمني دافع عن المثليين: سأقاضي الذين كفّروني وحرضوا على قتلي

كتب: سلامة عبد الحميد

ردا على مقال نشره في إحدى الصحف المحلية، فوجئ المخرج السينمائي اليمني حميد عقبي بتكفيره وهدر دمه في بلاده التي غادرها قبل أعوام طويلة، ليقيم في باريس، لكنه مع ذلك لم ينقطع عن هموم اليمن ومشكلاتها التي يناقشها في مقالاته ويعرضها عبر مقابلاته التليفزيونية ومشاركاته في المنتديات والمهرجانات السينمائية التي يحضرها حول العالم .

كتب حميد عقبي في صحيفة حكومية هي "الثقافية" عن الفيلم المصري "حين ميسرة" وتحدث عما وصفه

بـ"الإرهاب الاجتماعي والقمع الفكري"، كما تطرق أيضاً إلى حقوق المثليين باعتبارهم "بشراً" قبل أي شئ، وبالطبع لم يلق ما كتبه قبولاً لدى المتشددين في بلاده، الذين أثاروا ضده المجتمع، ليجد نفسه محاصراً بتهم "الكفر والإلحاد والتجديف والدعوة للرذيلة"، مطلوبا قتله على ذنب ينفي أن يكون قد اقترفه بالأساس، حتى أن الصحيفة تم اغلاقها كعقاب لها على نشر مقاله الذي أثار أزمة مازالت تداعياتها تتوالى حتى الآن .

وفي مقابلة خاصة قال عقبي لـ"الأزمة" خلال اتصال هاتفي من باريس إنه يعيش صدمة شديدة بسبب حجم الإهانات والإتهامات التي نالته من جانب شخصيات معروفة في بلاده وبينهم برلمانيون وإعلاميون كبار اتهموه ضمن تهم كثيرة بالشذوذ الجنسي وطالبوا بمحاكمته واعدامه بدعوى أنه يروج للزواج المثلي.

وأضاف "إن من أثاروا القضية المختلقة أشخاص يعتبرون أنفسهم وكلاء الله في أرضه ويتصيدون أخطاء الناس ويحاولون تشويه أي فكر ليبرالي رغم أنهم أنفسهم يبيحون زواج القاصرات ويقفون بالمرصاد ضد صدور قانون لتحديد سن الزواج وضد منح الحرية للمرأة بينما يسكتون في المقابل عن الفساد الحكومي".

سطوة المؤسسة الدينية

وفي السياق ذاته أعرب عقبي عن اعتقاده بأن "حملة الترويع ضده تعد انتقاما صريحا ليس بسبب هذا المقال فقط بل الكثير من آرائه ومقالاته المنشورة في عدة صحف ومواقع إليكترونية يمنية تحدث فيها عن الإرهاب والتسلط والتعصب الديني وغياب الرؤية لدى رجال الدين واستغلالهم الدين لخدمة أغراض شخصية أو سياسية"، على حد تعبيره .

غير أنه استدرك قائلاً : "لم أقل مطلقاً إن على الدولة اليمنية أن ترخص المثلية ، أو تدعم نوادي اللواط والسحاق وتشجعها، بل كل ما طالبت به هو ضرورة دراسة هذه الظاهرة بشكل دقيق وموضوعي، وإعطاء هذه الشريحة فرصة التعبير عن أنفسهم وبحث وسائل اندماجها في المجتمع وعدم التعامل معهم بأسلوب عنصري، لأن حق الحياة مقدس ولا يجوز بأي حال التعدي على هذا الحق لمجرد أن شخصا من الناس له هوية جنسية مختلفة".

وكتب عقبي في 7 مارس الماضي مقالا بعنوان "المضمون الإجتماعي والسياسي والإغراء الجنسي في أفلام خالد يوسف" نشر في العدد 524 بصحيفة "الثقافية" الصادرة عن مؤسسة "الجمهورية"الحكومية قال فيه: "المثلية الجنسية جزء وشريحة من مجتمعاتنا ولا يمكن أن نلغيها أو نستمر في ازدرائها وعزلها بل علينا أن نطور القوانين المدنية ونوسع من حرية التعبير لتجد هذه الفئة المناخ الملائم للتعبير عن نفسها واندماجها مع الآخرين".

طالع مقال حميد عقبي الذي أثار "أزمة" في اليمن :

ومضى قائلاً : "ربما بعد عشرين عاما يصبح حضور مراسم زواج مثلي جنسي في بلد مثل اليمن أمرا عاديا ليس فيه أي نوع من الغرابة أو الدهشة فنحن نعيش في عالم السموات المفتوحة والتغيرات السريعة ونحن جزء من المجتمع الإنساني ولا يمكننا أن نظل معزولين عنه ومن الأفضل أن نناقش مثل هذه القضايا بشكل علمي بعيدا من سطوة وتأثيرات أخرى كالدين والعادات والتقاليد"، على حد قوله .

وأثار (المقال ـ الأزمة) جدلا واسعا في اليمن حتى أن رئيس مؤسسة "الجمهورية" أصدر قرارا بايقاف الصحيفة وتحويل طاقم التحرير إلى التحقيق وانتقلت ردود الفعل بعد ذلك إلى الخطباء في صنعاء وعدد من المدن اليمنية مطالبة بأقصى العقوبات ضد الكاتب وسرعة محاكمته قبل أن يصل الأمر إلى البرلمان الذي هاجم فيه النائب المتشدد محمد الحزمي المقال وكاتبه واتهمه بالشذوذ.

طالع مقال محمد الحزمي:

وحول إقامته لدعوى قضائية ضد النائب الحزمي قال عقبي: "اتصلت بهيئة حقوقية وعرضت الموضوع على أحد المحامين ونحن بصدد تجهيز قضية ضد الحزمي الذي نشر مقالا يهاجمني فيه ويصفني بأفظع الصفات ويتهجم علي ولم يرد بأسلوب حضاري".

وأضاف عقبي "كان لمقال الحزمي أثر سلبي كبيرفي الأزمة حيث تناقلته الكثير من المنتديات الاسلامية وتعددت عليه وحوله التعليقات الغاضبة التي يدعو بعضها لقتلي وسحلي وتطبيق الحد حسب تعبير الحزمي، والحد يعني قتلي كونه يعتبرني مرتدا خارجا عن الدين".

وأوضح "من حقي أن أقاضي الحزمي في أي محكمة أوروبية بعدما حرض على قتلي بشكل علني وقد تقوم جمعيات حقوقية فرنسية بمقاضاته باعتباره يدعو للكراهية ويحرض على العنف ضد شريحة اجتماعية هي "المثليون جنسيا"، وهي شريحة يحميها القانون الفرنسي والدولي"، حسب تعبيره .

في الإطار نفسه تعجب السينمائي اليمني من صمت نقابتي الفنانيين والصحفيين باليمن "مازالوا في صمتهم ولم يحرك أحد منهم ساكنا وكانت تصريحات النقابة ضعيفة وهشة، ولا تحمل أي تضامن واضح معي وهناك من تضامن مع الصحيفة لكنهم يعتبرونني مذنباً، وكذا قام رئيس مؤسسة الجمهورية سمير اليوسفي بإدانتي واعتذرت الصحيفة عن الموضوع.

موقع // الأزمة

******************

الدين لله و الوطن للجميع

Sim-kal@hotmail.com

00212663575438

Marrakech / Morocco

على منبر الدراويش و صوت لمن لا صوت و نافذة على الحق, / مراكش الحمراء / القلم الرشاش موجه إلى صدور الفاسدين .و ساطور على أعناق المتكالبين.

أستودعكم الله والسلام عليكم

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire