lundi 20 avril 2009

نمودج لخنازير خليجية قصص الحزن و الدموع و الفقر بطل كل القصص..


مراكش الحمراء // جرائم الغرف

أترياء ووجهاء سعوديون يتزوجون فتيات جميلات فقيرات للمتعة واللذة

بندر السليمان

كانت فاتن تسكن برفقة عائلتها الكبيرة في واحد من أكثر الأحياء فقرا في مدنية الرياض. دور شقة صغيرة ومتآكلة وليس هناك دخل ثابت، وتتلقى العائلة بين فترة وأخرى مساعدات تقدم بطريقة لبقة من الأقرباء، حتى لا تتسبب بجرح مشاعرهم. ولكن كل ذلك كان في الماضي وتحديدا في بداية التسعينيات الميلادية.

لقد انتقلت هذه العائلة بسرعة خاطفة من الطبقة المسحوقة إلى الطبقة المخملية. السبب هو أنهم استثمروا كنزا لديهم. ليس مالا ولا ذهبا ولا مسابقة تلفزيونية تقدم الملايين. الكنز كان فاتن نفسها. كانت في عمر الـ19 باهرة الجمال؛ شعر بني غامق أجعد ينسدل على بشرة بيضاء رخامية.. قوام ممشوق وملامح رائعة. لقد كان جمالها صاعقا الأمر الذي يفقدها للحظات وجودها البشري لتتحول إلى نطاق اللامتخيل الملائكي.

هذه الفتاة الملائكية كانت سببا في نقل أسرتها هذه النقلة الرهيبة من الفقر إلى الثراء بغمضة عين، حيث تقدم لها واحد من كبار الأثرياء في السعودية، بعد أن شاع خبر جمالها الباهر.

بمبلغ مالي كبير وقصر ينقل أسرتها جميعا إليه، وحساب خاص لها. قدم هذا التاجر إغراءاته الكبيرة لهذه الفتاة الجميلة حتى يتجاوزوا عن عيبه، وهو بلوغه الـ80 من العمر ولديه ثلاث زوجات أخريات، ويملك تاريخا معروفا من الزواج بالجميلات وتطليقهن بعد مدة بسيطة. لقد كانت إذن عملية بيع ومقايضة رسمية. تمنح فاتن جسدها الجميل مقابل أن يمرغ هذا الرجل الهرم شفاهه المتغضنة في كل مكان فيه، وتحصل هي وأهلها على المال، ومن المتوقع بعد أشهر أن يقوم بتطليقها.

تقول إحدى النساء المقربة من هذه القصة لـ"السياسي": "لقد سألتني أمها وكانت مترددة. هل نقبل أم لا. كانت تعلم أنها عملية غير أخلاقية ولكنهم مضطرين لها. أجبتها: إذا قبلت فاتن يجب أن تقبلوا. وهذا ما حدث بالفعل فقد قبلت فاتن الزواج والتضحية بجسدها الرائع مقابل عقد هذه الصفقة التي ستدفن فيها مع عائلتها الفقر إلى الأبد.

وبالفعل لقد قام هذا التاجر الهرم بالزواج من فاتن ومنح أهلها قصرا بجانبهما، مع أسطول كامل من السيارات الفخمة.. وبعد 8 شهور تقريبا قرر أن يطلقها. وعلى الرغم من أنه لم ينجب منها، إلا أنه قرر أن يمنحها راتبا شهريا ضخما، وجعل والدها من المقربين لديه.

بعد عامين تقريبا مرض هذا التاجر، وبعد مدة بسيطة مات. بعد ذلك بمدة تزوجت فاتن من أحد الشباب الذي ارتبط معها بعلاقة عاطفية وهي الآن تعيش معه. أما أسرتها فباتت مخملية بشكل مبالغ فيه، حيث قطعت علاقاتها تماما مع ماضيها القديم، ويتصرف أبناؤها على الطريقة البراجوزية المتكلفة.

ربما تبدو هذه القصة غريبة ولكن هناك بالفعل مئات القصص المشابهة لها تحدث بشكل مستمر، بطلاها على الدوام فتاة جميلة فقيرة تتعرض للإغراء، من قبل أحد التجار أو الوجهاء والمتنفذين، بالمال ومساعدة أسرتها، وتضحي الفتاة بنفسها وتقبل الزواج على الرغم من معرفتها بأنه سيطلقها بعد مدة بسيطة.

ويحدث هذا الزواج بطرق متعددة عن طريق انتشار خبر جمال فتاة عن طريق الخاطبات المرتبطات بالأثرياء الذين يسارعون الى قطف هذه الوردة والتمتع بها، ومن ثم رميها بعد ذلك. ولكنه يترك لها الكثير من المال كتعويض لها ولأسرتها.

وفي أحيان يحدث أن يقوم أحد الآباء بعرض ابنته للزواج من أحد الوجهاء حتى يحظى بمكانة لدى هذه الشخصية المتنفذة، على الرغم من معرفته بأنه يقدم جسد ابنته المسكينة قربانا لهذه العلاقة.

ويشترط هؤلاء الرجال أصحاب هذه الهواية عند التزوج من الفتيات الجميلات ألا ينجبن منهم أولادا. إنهن نساء للمتعة فقط، وليس للأولاد الذين يأتون من زوجاتهم الأخريات اللاتي ينتمين في العادة إلى نسَب أكثر احتراما– كما يرون، ففي أوساط هؤلاء الرجال هناك نساء للمتعة "الفقيرات" ونساء للخلفة "البشعات ولكنهن من عائلات شهيرة".

ولكن تحدث أحيانا إشكالات متعددة بسبب إنجاب بعض هؤلاء الفتيات وعدم تقيدهن بالشروط المسبقة، الأمر الذي يمثل في العادة مأزقا يدفع هؤلاء الرجال إلى عدم الاعتراف بأبنائهم منهن.

في إحدى القصص الشهيرة تزوج أحد هؤلاء من فتاة، وطلب منها أن تبتلع أمامه حبوب منع الحمل ولكنها أخفتها فقط في فمها. وبعد أيام من المعاشرة الجنسية قرر أن يطلقها وغادر. بعد مدة أخبره أهل هذه الفتاة بأنها حامل، ولكنه نفى أن يكون هو السبب.. واستمر في رفضه حتى بعد أن كبر الطفل ولكنه بعد تهديدات بالشكوى قرر أن يعترف بابنه

تعكس هذه القصة مأساوية هذه الظاهرة حيث يصبح طفلٌ لعبةً للصراع على المال، بين عائلة فقيرة تريد أن تحمي نفسها بابن صغير يعود لعائلة متنفذة وقوية، وبين رجل يرفض أن يعترف بطفله بحجة أن أخواله أقل شرفا منه. حول هذه الظاهرة يقول أحد المعلقين لـ" السياسي": "هذه ظاهرة قبيحة وغير إنسانية. إنها أشبه بعملية دعارة لا يعترف فيها الجميع. أدفع مالا وأحصل على ابنتك الجميلة. يعتبر هذا استغلالاً وضيعا للفقر والحاجة يدفع بهؤلاء المساكين الى التضيحة ببناتهم من أجل أن يتجاوزا عتبة الفقر المذلة. إنهم يبيعون بناتهم بسبب الفقر. قاتل الله الفقر".

وتقول الباحثة الاجتماعية "هيا السويد" إن الضحية في كل ذلك هي الفتاة التي تتعرض لاضطراب نفسي كبير، وتشرح أكثر "هذه الفتاة تشعر بأنها سلعة لا قيمة لها إلا جمالها. وهي تتعرض من العائلة لضغط كبير بسبب المال والنفوذ. وبالتأكيد هي ستترك كل أحلامها الطبيعية بأن ترتبط بشاب من عمرها. وتتعرض بعد ذلك لاشمئزاز من معاشرتها الجنسية لرجل عجوز وهي الجميلة. وبعد ذلك تتعرض للطلاق. أضف إلى ذلك نظرة الناس اليها بأنها باعت نفسها. كل ذلك يدمر الفتاة حتى لو حصلت على المال".

ولكن هناك من يرى أن هذه وسيلة مبررة للخروج من مأزق الفقر المذل، حيث تنعدم الوسائل وينعم عليك الحظ بفتاة جميلة تكون هي أغلى من كل الجوائز وحظوظ اليانصيب.

الآن يوجد كم كبير من الفتيات الجميلات المطلقات بسبب هذه الظاهرة المتصاعدة حتى الآن. ومن المثير أن بعض أهالي هؤلاء الفتيات الجميلات يرفضون تزويج بناتهم بعد ذلك من أي شخص، بحجة أنها طليقة شخصية كبيرة حتى لو أقام معها لشهور فقط للمتعة.

ربما تبدو هذه قصة حزينة، ولكن ليس بالنسبة لعائلة فاتن التي لم تتذكر الماضي وسط البريق الساطع لسيارات الأودي واللكزس.

/ السياسي /

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire