مراكش الحمراء // بلد الحزن العميق.
الجزائر العميقة
فيما أطلق 11 آخرون النار على زملائهم وعلى مواطنين
انتحر 10 من أعوان وإطارات شرطة منذ بداية السنة الجارية، بسبب ضغوطات مهنية ونفسية حادة، فيما حاول 6 آخرون الانتحار، وأطلق 5 آخرون النار على زملائهم أو على مواطنين، بسبب مشاكل اجتماعية.
أفادت مصادر أمنية مسؤولة بأن حالات الانتحار التي استقر عددها السنة الماضية، عاود الارتفاع خلال الأربعة أشهر الأولى من السنة الجارية. وكانت أبرز حوادث الانتحار، تلك التي أقدم عليها ضابط شرطة يعمل بمصلحة المحفوظات الوطنية للأمن الكائن مقرها بحيدرة في العاصمة، حيث وضع حدا لحياته بتاريخ 18 جانفي، بعد 25 سنة من العمل في سلك الشرطة. وكتب في وصيته يقول ''لقد تعرضت لتحرّشات وضغط من طرف مسؤولين في الجهاز''.
وقبله كان شرطي يعمل بمقر أمن دائرة سيدي عيسى بالمسيلة قد وضع حدا لحياته رميا بالرصاص، ووجدت جثة الشرطي البالغ من العمر 49 سنة، هامدة والمسدس بيده. وذلك بتاريخ 10 جانفي. وبيّن التحقيق أنه كان في وضعية صلاة ومصابا بطلق ناري على مستوى الرأس.
كما شهدت بلدية عين الترك في البويرة، انتحار شرطي يبلغ من العمر 35 سنة، من مواليد سور الغزلان ويعمل بأمن دائرة القادرية. وقد عثر على جثته داخل منزله بتاريخ 15 أفريل الجاري. كما انتحر شرطي بغرداية، وترك وصية يؤكد فيها بأنه تعرض لضغوطات مهنية.
وبلغ عدد محاولات الانتحار في صفوف نفس السلك، ما يعادل 6 حالات، حيث تم إنقاذ شرطية تبلغ من العمر 25 سنة، تعمل بأمن البوني في عنابة، والتي كانت أطلقت النار على 3 مواطنين أصابتهم بجروح، قبل أن تحاول وضع حد لحياتها. وذلك بتاريخ 28 جانفي.
كما تم بتاريخ 7 أفريل الجاري إنقاذ شرطي سابق بمدينة الجلفة من أعلى العمارة التي يقطن بها بأحد الأحياء المخصصة لموظفي جهاز الأمن الوطني أثناء الشروع في إخراجه هو وعائلته من المسكن الذي كان قد استفاد منه قبل توقيفه.
كما يوجد من بين 5 حالات لرجال شرطة أطلقوا النار على مواطنين، مثلما وقع نهاية شهر جانفي بعنابة، حيث أطلق شرطي في سيدي سالم النار على دركي بعد خلافات بينهما.
وأفادت الخلية المركزية للمتابعة النفسية بالأمن الوطني، سابقا، بأن عدد حالات الانتحار في سلك الأمن بلغت 40 حالة ما بين 2005 إلى نهاية السنة الماضية. وأعلنت أنه تم توظيف 24 أخصائيا نفسانيا.
وأمام الوضعية المهنية والنفسية الصعبة التي يعيشها رجال الشرطة، قرّرت المديرية العامة للأمن الوطني إرسال تعليمة إلى جميع مصالحها، تهدف إلى ''تقييم الموظفين من مختلف الرتب، وفي جميع المصالح حول ظروفهم المهنية والنفسية، بناء على وثيقة تتضمن أكثر من 150 سؤالا، تتعلق ببيانات عن الوضعية الاجتماعية والعائلية، وأبرز الأسئلة هو ''علاقة الموظف مع زملائه ومسؤوليه''. مع تحديد المشاكل التي تطرح أثناء تأدية المهام وطبيعة هذه الضغوطات. كما يلزم على المجيب بـ''نعم''، أن يحدد مصدر هذه التحرشات والضغوطات التي يتعرض لها.
وقال رئيس اللجنة الوطنية الاستشارية لحقوق الإنسان وحمايتها، في تصريح لـ''الخبر''، بأن ''رجال الشرطة يتعرضون باستمرار إلى ضغوطات نفسية صعبة، خصوصا أن عملهم في إطار حفظ الأمن ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة يعرضهم للكثير من المخاطر''.
وتابع المتحدث ''كما لا يجب أن لا ننسى بأن وضعيتهم الاجتماعية مزرية بعض الشيء، كما أن أغلبهم من عنصر الشباب الذين يعانون من ضعف في المستوى الثقافي''. وبرأي فاروق قسنطيني، فإن كل هذه الأسباب تدفعهم إلى حالة من اليأس.
كما يتسبّب نقص التأطير والتكوين النفسي والبيداغوجي لأعوان الأمن في تأزم الوضع. وعن الاختبار النفسي والتقارير التي انتهجت المديرية العامة للأمن الوطني العمل بها مؤخرا، أفاد المتحدث بأن ''الأمر جد مهم، خصوصا أنه يجب توظيف أعوان شرطة أكفاء وأصحاء نفسيا، وأمام الأعداد الهائلة من أفراد الشرطة التي تصل حدود 200 ألف عنصر، فإن المتابعة النفسية تبقى ضرورية''.
ويقترح رئيس اللجنة الوطنية الاستشارية لحقوق الإنسان أن ''يخضع رجال الشرطة إلى تكوين وتأطير مستمر من طرف إطارات ذات خبرة ومختصين نفسيا، للتخفيف من الضغوط الاجتماعية والنفسية والمهنية التي يتعرضون لها''.
/ الخبر /
المصدر :الجزائر: زبير فاضل
2009-04-21
قراءة المقال 1966 مرة
تعليق محمد كوحلال //
اوا الله يرحم السي بوضياف..
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire