dimanche 12 décembre 2010

تراموي على ضفتي نهر أبي رقراق يثير فضول وغضب العاصمة المغربية وجارتها وسلا

تراموي على ضفتي نهر أبي رقراق يثير فضول وغضب العاصمة المغربية وجارتها وسلا


سلا (المغرب) - مروى سالم - وقف المهدي، ابن الثانية عشرة من عمره، وهو يمسك يد أمه، وأخذ يسألها عن تلك العربات المركونة (ترامواي) في حي كريمة الشعبي بمدينة سلا (غرب المملكة).


ترامواي يجوب شوارع العاصمة الرباط في إطار تجارب تقنية
ترامواي يجوب شوارع العاصمة الرباط في إطار تجارب تقنية
كان الطفل شغوفا لمعرفة كل شيء عن وسيلة النقل التي اعتقد أنها بمثابة قطار. حاولت الأم بكل ما أوتيت من معرفة بأن تقدم شروحات رغم بساطتها، إلا أنها كانت غير مقنعة بالنسبة للطفل المهدي، الذي تساءل مجددا عن متى سيتمكن من ركوب هذا القطار الرابط بين سلا والرباط. أسئلة المهدي يطرحها عديدون من سكان مدينة سلا الذين يعانون الأمرين مع التنقل اليومي. وبسبب الأشغال الجارية حاليا، التي تعود إلى أزيد من سنتين، أصبح من الصعب عبور المسافة بين المدينتين في الظرف الزمني الذي كان في السابق، ما زاد إلحاح الساكنة على ضرورة الإسراع بوضع ترامواي فوق سكته.

مواطنون أنظارهم مشدودة نحو وسيلة النقل الجديدة التي شرعت في تجربتها التقنية، فترامواي منذ فترة وجيزة أخذ يتجول، ولمست الساكنة مدى صحة الوعود التي كانت تقدمها وكالة تهيئة ضفتي أبي رقراق، التي أحدثتها السلطات المغربية وأوكلت إليها مهمة إحداث تغييرات على المحيط الرابط بين العاصمة وجارتها مدينة سلا، كما تكلفت الوكالة بمشروع ترامواي للتخفيف من الضغط الذي تتسبب فيه حركة تنقل بالنسبة لما لا يقل عن 400 ألف شخص يعبرون يوميا قنطرة مولاي الحسن الرابطة بين سلا والرباط.

تمنى رضا، طالب يقطن في مدينة سلا ويتابع دراسته في الرباط، أن تسرع الشركة في إخراج هذه الوسيلة إلى الوجود، والشروع عمليا في نقل الأشخاص. رضا يغادر بيت عائلته في حدود الساعة السادسة والنصف صباحا ليكون داخل فصل الدراسة على الساعة الثامنة صباحا. إنها معركة يومية مع وسائل النقل الحضري، "وأتوقع أن يحدث ترامواي انفراجا حقيقيا بالنظر إلى ما قيل لنا بشأن المشروع". لقد استبشر سكان مدينتي الرباط وسلا خيرا من المولود الجديد حيث هناك معاناة يومية تواجههم في قطع مسافة لا تتجاوز الأربع كيلومترات، إلا أنها تستغرق ساعات طويلة بسبب الازدحام والاكتظاظ في حركة السير. أما إذا خاض مهنيو النقل إضرابا عن العمل، فالأمر يصبح أكثر خطورة.

مسؤولون في وكالة تهيئة ضفتي أبي رقراق أكدوا أن مشروع ترامواي سيفك العزلة عن مدينة سلا التي يفضل عدد من المواطنين أن يقطنوا بها، لأسعار العقار المنخفضة مقارنة مع الرباط، ويشدوا الرحال يوميا إلى الرباط حيث مقرات عملهم.

تطمينات الوكالة تؤكد أن ترامواي سيساعد على التقليل من حدة مشاكل التنقل بين الجارتين (الرباط وسلا)، لكن لا بد من نفس طويل ومن جرعة زائدة من سعة الصدر، فالمشروع ضخم ويحتاج إلى وقت للانتهاء من الورش. الوكالة التي أحدثت بغرض تتبع إعادة تهيئة المنطقة بما في ذلك مشروع ترامواي، قدمت وعودا إلى الساكنة بأنها ستكون في الموعد، وبأنها ستسرع لإخراج ترامواي إلى الوجود. لقد لجأت الوكالة إلى فتح طلبات العروض لاختيار الشركة التي ستتكلف باستغلال شبكة ترامواي. مخاض طويل تولد عنه اختيار الشركة الفرنسية لتنمية النقل العمومي المعروفة اختصارا باسم "ترانس ديف". لقد دخلت هذه الشركة الفرنسية في خط المنافسة واستطاعت الفوز بالعرض مقابل دفع نحو 85 مليون يورو. وفي أواخر شهر أيار/مايو الماضي، تم التوقيع رسميا على الاتفاقية بين الوكالة والشركة الفرنسية التي تكلفت على مدى ست سنوات، باستغلال وصيانة خطوط التنقل التي ستقطع مسافة 20 كيلومترا، مع احتمال الزيادة في المسافة.

تمكنت الشركة من جلب أولى قاطرات ترامواي. احتشد سكان الحي الشعبي القريب من المحطة النهائية الموجودة في سلا وبالتحديد في حي كريمة. شكل الحدث بالنسبة للبعض عرس. فالعربات مزينة على الشكل التقليدي المغربي، تعكس جمالية الزليج البلدي الأصيل. كان البدء بعربتين فقط، تجربة قادت إلى قطع كيلومترين. وبعد انتهاء المشروع، وقدوم باقي العربات المحدد عددها الإجمالي بـ21 عربة، فإن ترامواي سيقطع خطا مزدوجا مسافته لا تقل عن عشرين كيلومترا، وسيتمكن من ضمان النقل لفائدة 180 ألف شخص يوميا، من خلال التوقف في 31 محطة موزعة بين مختلف أحياء سلا والرباط.

القائمون على المشروع يعملون جاهدين من أجل تهدئة غضب الساكنة الذين ينزعجون كثيرا من الأشغال الجارية في المنطقة، إذ يفاجئ السائقون يوميا بطرقات مقطوعة أو بممرات ضيقة يجبرون على قطعها. فحركة السير في الأماكن التي سيمر منها ترامواي ليست سهلة، ورغم الإنزال القوي لرجال الأمن المتخصصين في تنظيم حركة السير، إلا أن العديدين لا يسلمون من الحوادث التي تقع هنا وهناك بسبب الاكتظاظ والأشغال التي تعرفها أغلب الشوارع الرئيسية في مدينتي سلا والرباط. إنه ثمن التغيير الذي ينتظر فضاء النقل الحضري في مدينتين تتجاوز ساكنتهما ميلوني نسمة.

الوكالة تعتبر أن ترامواي بمثابة مشروع متكامل الغرض منه تنظيم شبكة النقل الحضري وفق منظور شمولي، إلا أن المواطنين يطرحون سعر الاستفادة من خدمات التنقل بواسطة ترامواي. فالحديث الذي يروج حاليا يفيد أن التذكرة ربما ستكون في حدود عشرة دراهم (يورو واحد) وهو ثمن لا يتناسب والقدرة الشرائية لأغلب الشريحة العريضة من الساكنة التي تتخذ من النقل الحضري وسيلة للتنقل. فالمنافسة ستكون حامية الوطيس بين ترامواي وحافلات النقل الحضري وأيضا سيارات الأجرة التي تقطع المسافة الرابطة بين سلا والرباط.

غير أن كل الاحتمالات تبقى مفتوحة بالنسبة لما سيتم العمل به من تسعيرة التذكرة. فالحرص على إنجاح المشروع الذي يعد الأول من نوعه في المملكة المغربية يمكن أن يترك مجال التفاوض مفتوحا على اعتبار أن أي نفور للمواطنين من هذه الوسيلة سيؤدي إلى عدم جدواها، الشيء الذي ترفضه الوكالة التي وضعت نصب أعينها تهيئة ضفتي أبي رقراق الذي يفصل مدينة سلا عن العاصمة الرباط والنهوض بجمالية المنطقة وجعلها قبلة للسياح. فالتهيئة استقطبت عددا من الشركات الأجنبية من بينها مقاولات خليجية متخصصة في العقار، تمكنت من الحصول على حق إقامة مشاريع سكنية وأخرى سياحية في كورنيش أبي رقراق

الاحد 12 ديسمبر 2010
مروى سالم


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire