mercredi 25 mars 2009

اخر الأخبار و التعاليق النارة الساخرة..الصدق رابط بيني و بينكم..


مراكش الحمراء // من الواد.. لهيه.

لبويات العرب..من التمرد إلى الشذوذ

آيات فاروق.

حملة خليجية ضد البويات

تحت شعار "عفوا إني فتاة" دشنت وزارة الشئون الاجتماعية الإماراتية حملة تمتد طوال عام 2009 للتصدي لظاهرة "البويات" أو "الجنس الرابع" واللاتي يطلق عليهن المجتمع لقب المسترجلات؛ تلك الظاهرة التي تفشت في المدارس والجامعات والأماكن العامة.

وتأتي الحملة ضمن مبادرة "معا لمجتمع خالٍ من الانحراف" والتي ترعاها وزارة التربية والتعليم، وتحاول من خلالها توعية الفتيات بمخاطر سلوكياتهن عن طريق إقامة الورش والدورات التثقيفية حول الظاهرة وسلبياتها وكيفية الوقاية منها وعلاجها.

ظاهرة البويات خرجت إلى النور في الإمارات عندما استقبل أحد البرامج الإذاعية في عام 2006 مكالمة هاتفية من طالبة جامعية تشكو من تعرضها وزميلاتها لتحرشات جنسية من زميلاتهن المسترجلات.

الأمر لم يقتصر على دولة الإمارات فقط؛ ففي إحصائية سعودية غير رسمية رصدتها موظفات الأمن النسائي الداخلي في كلية الآداب للبنات بالدمام في نفس العام وصل عدد الطالبات المسترجلات في كلية الآداب فقط إلى 25 طالبة، بحسب جريدة الوطن.

وفي البحرين فجّر النائب عبد الله الدوسري قضية "البويات" في جلسة مجلس النواب عام 2007، محذرا من تفاقمها، وذلك بعد أن ذكرت بعض الصحف أن (البويات) انتشرت في مدارس البحرين الإعدادية والثانوية، حتى أصبح لا يوجد فصل دراسي يخلو من (بوية) واحدة على الأقل.

وفي دراسة كان قد أعدها الباحث الكويتي في علم النفس الإرشادي ورئيس مركز المرشد للاستشارات النفسية والاجتماعية د.عبد الله العوضي في يوليو 2007 حول "الجنس الرابع" بالكويت، نبه فيها إلى انتشارها ليس فقط بالمدارس وإنما داخل بعض الوزارات وقدر عدد البويات في دراسته بالآلاف.

ورغم تفسير البعض بأن الاسترجال مجرد مظهر للتمرد مرتبط بفترة المراهقة فإن الشيخة لطيفة الفهد رئيسة لجنة شئون المرأة في مجلس الوزراء الكويتي كانت قد طالبت رئيسة اتحاد الجمعيات النسائية في يوليو 2007 بفصل "البويات" العاملات بوزارة التربية والتعليم من أعمالهن؛ لمنع انتشار هذه الظاهرة بين الطالبات؛ مؤكدة تواجدهن في العديد من المدارس منذ فترة طويلة.

الهروب من الأنوثة

والبويات -جمع لكلمة "البوية" "Boya"- عبارة عن تأنيث كلمة (BOY) (ولد) بالإنجليزية، وهي اللفظ الشبابي الذي أطلقته الفتيات بدلا من استخدام لفظ "المسترجلة"، أو "الجنس الرابع"، وأخذت تنتشر بين الفتيات في الخليج العربي داخل المدارس العامة والجامعات ووصلت إلى الموظفات.

وعلى عكس ما قد يبدو عليه الأمر؛ فالظاهرة لا تبدأ عادة بالشذوذ وإنما تبدأ الفتاة في تقمص شخصية ذكورية فترتدي الأحذية الرياضية والبناطيل والقمصان الرجالية الواسعة، وتستخدم العطور والإكسسوارات الرجالية، وتقص شعرها في صالونات الرجال بعد إغلاق المحل، وتخفي معالم أنوثتها بحلاقة وجهها بشفرة الموسى لتبرز اللحية أو الشارب، وتغير صوتها ليأخذ نبرة خشنة، وفي النهاية ترتدي الضاغط على منطقة الصدر، ثم تختار لنفسها لقبا مستعارا مذكرا تنادى به بين البويات والفتيات كخالد أو فهد.

وقد يساعد الفتاة في تقمصها لهذا الدور وجود خشونة خفيفة في صوتها، أو أن يتعامل معها الأهل في المنزل بطريقة مساوية لمعاملة إخوتها الذكور فيعتمدون عليها في بعض الأمور الصعبة أو ينادونها بلقب مذكر كما تروي إحدى البويات عن تجربتها على أحد المواقع.

ثم تبدأ البوية في سلوك مسلك الشباب؛ فتمارس رياضات كرة السلة والطائرة وبعض ألعاب القوى للحصول على المظهر الجسدي الخشن، وتدخن السجائر والنارجيلة وتجالس الرجال والشباب، ومع ذهابها إلى مدرسة الفتيات تلفت أنظارهن بمظهرها ومعاملتها لهن باعتبارها ولدا؛ فتغازل هذه وتتودد إلى تلك ملقية على أسماعهن العبارات الناعمة فتقول إحدى الفتيات: "يسمعوننا أجمل كلمات الغزل ويشعروننا بأنوثتنا". بحسب إحدى الصحف البحرينية.

"بوية وأبغي ليدي"

ومع تزايد عدد البويات في المدارس تبدأ الفتيات بدورهن في لفت أنظار البوية وجذب انتباهها، فيحرصن على كامل زينتهن أثناء اليوم الدراسي، لتتخذ البوية في النهاية رفيقة لها من الفتيات -يطلق عليها لقب "الليدي" أو الحبيبة- يدخلان معا في علاقة عاطفية تصل أشكالها للتقبيل والتلامس الجسدي الذي قد يحدث في حمامات المدرسة أو داخل غرفة الفتاة أو البوية بمنزلها في غفلة من الأهل واطمئنانهم إلى أنهما في الأصل "فتاتين"، وهو ما تؤكده الفتيات في محادثاتهن على المنتديات من أن (البوية أستر وما يصيدونا).

وقد يصل الأمر في بعض الأحيان إلى تناول البوية لجرعات زائدة من العقاقير الخاصة بهرمونات الذكورة لتساعد في زيادة المظهر الرجولي لها، وهو ما يؤدي إلى ظهور بعض التغيرات العضوية، بحسب ما ذكر د.محمود العريان المختص بالأمراض النسائية في تصريح سابق لموقع العربية.

وعلى فضاء الإنترنت تجد البويات مصدرا خصبا للتعارف وإقامة العلاقات وتبادل القصص والحكايات؛ فيسمين أنفسهن بـ"البوية الخشنة" و"بوية سمر" و"أنا بوية" و"بوية تحب النعومات"، بل تستشير بعضهن بعضا في مشكلاتهن العاطفية مع الفتيات، على إحدى صفحات موقع مكتوب تشكو فتاة من حبها لإحدى البويات وحيرتها فيما إذا كانت تستمر في علاقتها معها أم لا، لتجيبها المشاركات بتشجيعها على الاستمرار مؤكدة لها ما ستجنيه من سعادة.

تحت أعين الأمهات

وتتعدد الأسباب والتفسيرات وراء تخلي الفتيات المتعمد عن أنوثتهن الناعمة مفضلات عليها الوجه الذكوري، لكن كل التفسيرات تؤكد غياب دور الأسرة، فعلى جريدة الشرق القطرية تروي الكاتبة ابتسام آل سعد ما حدث في ختام اليوم الأولمبي المدرسي للفتيات من حضور عدد كبير للبويات مصطحبات أمهاتهن بقولها: قالت لي صديقتي حينما أبديت هذه الملاحظة إن الأمهات يفتخرن بالنيولوك الجديد لبناتهن باعتبار أن هذا سيحميهن من السقوط في علاقات محرمة مع الذكور وسيعطيهن منظر الخشونة والقوة الذي سيجنبهن التودد للرجال!

وتؤكد إحدى البويات ذلك في حوار سابق على جريدة الرأي الكويتية قائلة: تعتبرني أمي مثل باقي إخوتي الصبية وتعتمد علي في أمور يقوم بها الشباب، وتعترف أخرى: نلتقي في الحدائق العامة والمجمعات التجارية والأيام الخاصة بالنساء في المناطق السياحية والأماكن الخاصة كالمنازل ونتعارف عبر الإنترنت والمحادثات الكتابية والصوتية ثم الهاتف واللقاء، وترجع سبب اتخاذها لهذا المسلك إلى تربيتها وسط إخوتها الذكور دون تفرقة.

وعلى نفس صفحات الجريدة توضح سماح المدهون –اختصاصية الإرشاد النفسي- أن السبب يرجع إلى فقدان مفهوم الذات وضياع الهوية "الجنسية" لدى البعض، وهو ما له دور كبير في الاتجاه نحو الاسترجال، فقد ترفض الأنثى فكرة انتمائها إلى جنسها لأن الأسرة منذ الطفولة لم تثبت لها مفهومها عن هويتها هل هي ذكر أم أنثى، والى أي نوع وجنس منهما تنتمي.

وعلى الجانب الآخر تبرر إحدى الفتيات استرجالها بسبب كراهيتها للرجال بعد أن اعتدى عليها والدها وهي في العاشرة من عمرها، وأخرى استرجلت لأنها ليست ذات جمال لافت وأقبلت على عمر العنوسة، وكان الدافع الأساسي وراء ذلك التحول هو رغبتها في لفت الأنظار بالإضافة إلى الحصول على الراحة النفسية.

د. نورة الشريم أستاذة علم النفس في كلية التربية بجامعة الملك سعود -في تصريحات لشبكة "إسلام أون لاين.نت"- حملت الأهل مسئولية تحول الفتاة إلى بوية، مشيرة إلى أن انشغالهم عن فتياتهم وحاجة الفتيات إلى العطف والحنان يجعلهن يتحولن إلى مسترجلات، مبينة أن المنزل الذي تنعدم فيه التربية الصالحة والتجاوب العاطفي من قبل الوالدين، تكون الفتاة فيه معرضة للانحراف، ومن أشكال الانحراف الاسترجال.

مبدأ النعامة

ير جع د. عبد الله العوضي أسباب انتشار الاسترجال بين الفتيات إلى سيادة قيم الاستهلاك والتقليد الأعمى للغرب في ظل الانفتاح الإعلامي بدلا من غرس القيم الروحية، بالإضافة لغياب الثقافة الجنسية والحوار مع الآخر داخل الأسرة.

مواجهة ظاهرة البويات لم تقتصر على دولة الإمارات، ولكن سبقتها في ذلك الكويت من عدة أعوام حين شكل مجلس الأمة لجنة لمناهضة الظواهر السلبية الدخيلة على المجتمع الكويتي، وجعل على أولوياتها هذه الظاهرة، وفي عام 2007 أصدرت إدارة الخدمات الاجتماعية والنفسية في وزارة التربية خطتها السنوية واضعة على رأس اهتماماتها مواجهة ظاهرة البويات، وفي السعودية يعاقب قسم الطالبات بجامعة الملك سعود المسترجلات بمنعهن من دخول الجامعة وفي بعض الحالات تحال البوية إلى التأديب.

لكن استمرار ظهور البويات للعيان في الأماكن العامة في مختلف دول الخليج العربي يؤكد أن تلك المحاولات الرسمية مازالت أضعف من مواجهة الظاهرة ومنع انتشارها، خاصة في ظل غياب أي إحصائيات رسمية في أي من الدول التي تعاني منها.

محررة في النطاقات الاجتماعية بشبكة اسلام أون لاين.نت


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire