مراكش الحمراء // أخبار عامة.
المغرب: إيران تحاول فرض وصايتها على العالم الإسلامي
وكالات
3/11/2009
قوى سياسية تؤكد إن الخلاف مع طهران لا علاقة له بـ"القومية"
قال الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية خالد الناصري إن إيران "تتقمص دور الناطق باسم الوحدة الإسلامية، والوصي على بلدانها، وهذا شأن لا حق لها فيه".
واستغرب الناصري رد الفعل الإيراني، عقب قراره قطع علاقاته الدبلوماسية مع طهران، مبينا أن "الجديد هو رد الفعل الإيراني، الذي نستغرب له، وهو شبيه بالمواقف الأولى للسلطات الإيرانية، المتمثلة في الهروب إلى الأمام".
وأوضح الناصري أن إيران "تريد أن توحي بأن الأمر يتعلق بالإساءة إلى وحدة الصف الإسلامي ويعني في النهاية الإساءة إلى التضامن الفلسطيني"، لكن المغرب "يرفض جملة وتفصيلا أقاويل من هذا النوع"، موضحا أن المغرب "يتعامل مع ملف ثنائي يتعلق بالعلاقات بين إيران والمغرب"، وأنه "ليس هناك من هو مؤهل ليعطي المغرب دروسا في التضامن مع الشعب الفلسطيني، وفي تثبيت لحمة التضامن الإسلامي، وقال إن "أفعالنا تتحدث عن مواقفنا".
وأكد الناصري أن "إيران تتقمص دور الناطق باسم الوحدة الإسلامية، والوصي على بلدانها، وهذا شأن لا حق لها فيه"، مبرزا أن موضوع "الوحدة الإسلامية ليس هناك من هو مؤهل ليدعي احتكاره، بهذه الصفة أو تلك. ولهذا وجب التوضيح بأن الموضوع بين إيران والمغرب يتعلق بملف ثنائي، ولا يجوز إقحام أي اعتبارات أخرى".
وفي ما يتعلق باحتمال طلب إيران من المغرب التراجع عن قراره، قال الناصري "لم تطلب إيران من المغرب التراجع عن قرار قطع العلاقات الدبلوماسية"، مضيفا أن "التراجع عن القرار لن يحصل بهذه البساطة، فالمغرب دولة ذات سيادة، وتعي ما تفعله، وليس هناك عاقل يمكن أن يتصور أن الأمر يتعلق بمجرد نزوة، جعلت المغرب يقرر الإقدام على قرار بمستوى هذه الجدية".
وبخصوص حيثيات المشكل الثنائي، أكد الناصري أنه يتكون من واجهتين، تتعلق الأولى برد الفعل الإيراني المتشنج وغير اللائق تجاه المغرب، عندما عبر عن موقفه الطبيعي والمبدئي والمنطقي مع البحرين، عندما تعرضت إلى التهجمات اللفظية والسياسية من قبل قيادي في أعلى الهرم السياسي الإيراني.
وقال "اعتبرنا أن تخصيص التعامل المتفرد للمغرب، من دون الدول الأخرى العربية وغير العربية، من إيران، مساسا بالاحترام الواجب للمغرب"، متسائلا في السياق ذاته "لماذا جرى اختيار المغرب وحده لهذا التعامل؟ خاصة بعد توجيه المغرب، بشكل رسمي، استفسارات إلى الجانب الإيراني، لكنه لم يتوصل، إلى يومنا هذا، بأي رد".
من جهة أخرى، قالت مصادر إن القصر الملكي المغربي أبلغ الأحزاب السياسية، التي تتوفرعلى فرق ومجموعات نيابية في البرلمان المغربي، بحيثيات القرار الذي اتخذته الرباط أخيرا بشأن قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران.
وأضافت أن لقاء مع قادة أحزاب، من الغالبية والمعارضة، ترأسه مستشار العاهل المغربي، محمد معتصم، وحضره الطيب الفاسي الفهري، وزير الخارجية، وشكيب بن موسى، وزيرالداخلية، عقد الليلة قبل الماضية، في الديوان الملكي بالرباط
وجدد المسؤولون المغاربة التأكيد على ان الخلاف مع إيران لا علاقة له بقضايا قومية، بل يتعلق بقضايا ثنائية محضة، وقالوا: إن تضامن المملكة المغربية مع مملكة البحرين مسألة مبدئية بالنسبة للرباط، مشيرين إلى أن المصالح الاقتصادية والتجارية مع العراق في عهد الرئيس السابق صدام حسين، على سبيل المثال، كانت قوية جدا، بيد أن المغرب اتخذ موقفا منسجما مع مبادئه وقناعاته حينما وقف ضد غزو دولة الكويت، واستباحة سيادتها.
ووصفت المصادر المغربية ذاتها السلوكيات الإيرانية إزاء الرباط بانها "سلوكيات احتقارية"، وانتقدت قيام بعض الجهات الإيرانية، في إطار توزيع الأدوار، بالترويج أن المغرب يدافع عن "اللولبيات الصهيونية المتوغلة فيه"، معتبرة القول أن القرار المغربي المتعلق بقطع العلاقات مع طهران تم بدافع صهيوني هو مسألة مرفوضة جملة وتفصيلا، كما تساءلت عما إذا كان تضامن الدول العربية مع البحرين، هو مسألة حركتها أيضا الآلة الصهيونية؟. وأوضحت المصادر ان رسالة الملك محمد السادس لعاهل البحرين لم تتضمن أي اساءة لأي كان في القيادة الإيرانية، ومن ثم فإن الرباط طرحت مجموعة من الأسئلة ضمنها:"لماذا استهداف المغرب لوحده عربيا ومغاربيا، عبر استدعاء الخارجية الإيرانية للقائم بالأعمال المغربي في طهران لوحده للاحتجاج على تضامن الرباط مع المنامة؟ وهل لان الإيرانيين ينظرون الى المغرب بأنه حلقة ضعيفة، واعتقادهم أن جبهته الداخلية هشة، يسهل اختراقها، والمضي قدما في نشر التشيع، كما هو الشأن في مجموعة من الدول الإسلامية؟.
وكشفت المصادر ان المغرب لم يكن لديه من خيار سوى توجيه رد واضح وصريح لطهران، هو قطع العلاقات، وليس تجميدها أو الاكتفاء باستدعاء السفير.
واعتبرت المصادر ان قطع العلاقات مع إيران ضروري لوضع النقاط على الحروف، موضحة ان طهران كانت تريد اختبار رد فعل المغرب، ولو ان الرباط اختارت التزام الصمت لسهل الأمر أمام أي عملية اختراق إيراني مذهبي، في المستقبل.
على صعيد آخر، قالت مصادر أمنية "إن المغرب عرف محاولات عديدة لنشر التشيع في مجموعة من مدنه، ضمنها طنجة ومكناس والدار البيضاء، مشيرة الى ان السفارة الإيرانية في الرباط تستغل بعض التظاهرات الثقافية المسموح بها في البلاد، لاستقطاب الناس للمذهب الشيعي.
وترى المصادر ذاتها أن إيران تعتبر أن المغرب لديه موقع استراتيجي، يصلح ليكون بوابة لتمرير المذهب الشيعي إلى أوروبا، عبر جاليته الكبيرة المقيمة فيها، وتمريره أيضا إلى بلدان المغرب العربي، من خلال استغلال الانفتاح المطرد.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire