لم ينتبه أحد من الصحافيين العرب و الفرنسيين الذين جضروا إلى قصر الإيليزي لتغطية لقاء الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي و نظيره السوري بشار الأسد أن هذا الأخير قطع المسافة التي تربط بين فندق “البريستول” الذي أقام فيه و مقر الرئاسة الفرنسية راجلا و دون سيارة رسمية.
و لاحظت الدولية التي كانت موجودة في عين المكان كيف أن الرئيس السوري،وبمجرد ما أطل من بوابة الفندق الفرنسي الفاخر المجاور لمقر وزارة الداخلية الفرنسية في الدائرة الثامنة في باريس،اعتذر بلباقة لسائق السيارة الرسمية التي كانت ستنقله إلى قصر الإيليزي،ملوحا للوفد الرسمي المرافق له بأنه سيتوجه للقاء ساركوزي راجلا.
و ظهر ارتباك كبير على فرق الأمن التي كانت موجودة في عين المكان خصيصا لمرافقة و حراسة الرئيس السوري،حينما فوجئت بالرئيس الأسد يسير عكس البرتوكول المسطر سلفا،و يتوجه راجلا بين عامة الناس في شارع “فوبور سانتونوري” نحو قصر الإيليزي،و الوفد الرسمي يسير خلفه.
و في الطريق كان المارة الفرنسيون يحييون الرئيس السوري و يلقون عليه التحية،بينما كان يرد عليهم مبتسما.
و قد قطع الرئيس السوري وفق ما لاحظته الدولية المسافة راجلا من الفندق إلى بوابة الإيليزي،حيث فوجئ الفرنسيون بالرئيس السوري و هو يتمشى إلى جابهم في الشارع الفرنسي،ويحاول تفادي المطبات بسبب كميات الثلوج التي تهاطلت على العاصمة الفرنسية و تسببت في إرباك كبير في الحركة و التنقل فيها.
و عندما و صل الرئيس السوري إلى بوابة قصر الإيليزي راجلا،أصيب أفراد الحرس الجمهوري و الشرطة في بابه بالذهول،وهم الذين كانوا ينتظرون وصوله في موكب رسمي تحيط به سيارات و دراجات الشرطة كما جرت عليه التقاليد و الأعراف الدبلوماسية في الرئاسة الفرنسية.
و في بهو الإيليزي كان العشرات من الصحافيين العرب و الفرنسيين ينتظرون وصول سيارة الرئيس السوري في الموعد الذي حدد لها،و حينما فتحت البوابة الرئيسة لقصر الإيليزي،ذهلوا لدخول الرئيس الأسد راجلا منها عكس ما تعودوا عليه مع زعماء و رؤساء العالم الذين يقومون بزيارات رسمية إلى باريس.
و اعتبر الرئيس السوري بشار الاسد في ختام لقاء مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في قصر الاليزيه، ان “لا مصلحة لاي طرف في لبنان بالفتنة”.
وردا على سؤال حول الاتصالات التي تجري بين المملكة العربية السعودية وسوريا لتهدئة الوضع في لبنان مع اقتراب موعد صدور القرار الاتهامي بجريمة اغتيال رفيق الحريري، قال الرئيس السوري انه “لا توجد مبادرة” سعودية سورية، بل محاولة من البلدين “لتسهيل الافكار التي تطرح لبنانيا”.
وقال الاسد “بالنسبة لموضوع المسعى السوري السعودي، هناك ايضا تنسيق سعودي فرنسي منذ أشهر، وايضا تنسيق سوري فرنسي، لكن لا يوجد مبادرة كما يطرح، ففي المحصلة الحل هو حل لبناني وليس فرنسيا ولا سعوديا ولا سوريا”.
وتابع الرئيس السوري ان “ما نريد القيام به هو كيف نسهل الأفكار التي تطرح لبنانيا لكي نرى أين تلتقي هذه الأفكار من خلال الاجراءات، ونعتقد ان كل الأطراف ليس لها مصلحة في فتنة في لبنان”.
واضاف الاسد “ان الموضوع داخلي لبناني وانطلاقا من احترامنا للسيادة والاستقلال لم نتدخل” في الشأن اللبناني.
وفي تعليقه على إقرار إسرار قانون يفرض إقامة استفتاء على أي قرار بشأن الإنسحاب من هضبة الجولان و القدس المحتلتين،رد شبه الرئيس السوري إسرائيل بسارق يسرق شيئا ثم يأخذه إلى سوق “الحرامية” ليبيعه من جديد.
و قال : ” فى هذا الإطار إسرائيل تقوم بدور السارق الذى يأخذ شيئا لا يمتلكه، ويذهب إلى سوق الحرامية لكى يبيعه، وهذا أمر مرفوض منطقيا وقانونيا وأخلاقيا.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire