vendredi 26 novembre 2010

أم سهى تطلق العنان لقلمها


به سير به الكنيف و سربيه/ الوطن الآن / عدد 400

*************

مراكش الحمراء

ريموندا ... في رثاء عرفات

November 25 2010 20:04

تحت عنوان : عرفات.. الكبير بحياته وبموته

نشرت الصحف الفلسطينية مقالا للإعلامية الفلسطينية ريموندا الطويل ( أم سهى ) هذا نصه

* شاء لي القدر أن أكون بالقرب من الرئيس الراحل أبو عمار، وأن أعمل معه لفترات مختلفة، ثم شاء القدر أن أكون اقرب إليه منذ أوائل التسعينيات، وقد رأيته في حالات كثيرة وأزمات كثيرة، وكتبت عنه الكثير، في الصحف والمجلات وفي بعض مؤلفاتي، ولكني أشعر دائما أنني لم أكتب كما يجب أن أكتب، وأن هناك الكثير مما لم أقله أو يقصر عنه قلمي. دائما أشعر أن أبو عمار أكبر من الكتابة وأكبر من التلخيص أو التكثيف، وكأنه رجل لا تستوعبه الجمل أو البلاغة، وقد قرأت مما كتبه الآخرون عنه، الأصدقاء والأعداء والخصوم، ولكني أشعر أن كل ما كتبوه، مدحا أو قدحا، كان لا يفي الرجل حقه. ولا غرو في ذلك إطلاقا، فأبو عمار رجل تاريخي بمعنى الكلمة، اقصد بهذا أنه رجل إشكالي، ككل الرجال الكبار العظام، هو إشكالي بثورته ودولته، وإشكالي بسلوكه ومبادئه، وإشكالي برؤيته وأدائه، ولهذا، أو ربما بهذا نفسر اختلاف الناس حوله وعليه ومعه

فإن شئت فهو رجل الثورات، وان شئت فهو رجل التكتيك والمناورات، وان شئت فهو ما شئت أيضا. فقد عاش في أضيق مناطق الجغرافيا، ولكنه نجا وأنجى، وعاش في هوامش وزوايا مظلمة ومعتمة، ولكنه أضاء ما حوله، وقد طورد ولوحق ومن ثم عومل كما يعامل رؤساء الدول، ولكنه ظل كما هو، لم تخيفه الملاحقات، ولم تبهره الرسميات، ومات وهو يلبس بدلة عسكرية مهترئة

إشكالية الرئيس الراحل تحسب له ولا تحسب عليه، ذلك أنه استطاع أن يكون ذروة آمال شعبه في ميلاد ثورته واسمه وهويته وكيانيته، واستطاع أن يعبر عن حاجة التاريخ إليه، باعتباره كان نداء من الأرض لميلاد شخص مثله. الشعوب المقهورة تلد أبطالها، والأجيال الموؤدة تبحث عن أملها وحلمها في رجال تلهمهم طموحاتهم، وكان على أبو عمار أن يكون كذلك، على قدر اللحظة وقدر المسئولية وقدر الحلم وقدر الطموح وقدر التاريخ، كان عليه أن يسحب الى منطقة الضوء شعبا كاملا أريد له أن يغيب الى الأبد، وان يهمش الى الأبد، وان يتحول الى أفراد لاجئين يكتفون بالمعونات الغذائية. كان عليه أن يؤسس لكيانية فلسطينية في عالم استطاع أن يشطب هذا الشعب على مستوى الإعلام والقانون والسياسة

ولهذا كله، كان على أبو عمار أن يكون ما لا يتوقعه منه أعداؤه أو أصدقاؤه، رفض التبعية والانقياد والتوظيف والاستخدام والاستقطاب، وصنع وحده – مع شعبه ورجالاته ثورته – قطبا ورقما صعبا لا ينكسر في منطقة لا تقبل الا الاستقطاب، وصنع – مع شعبه ورجالات ثورته – حالة ثورية في منطقة تضيق بالثورات ولا تريدها وتعمل على خنقها في مهدها. ولهذا أيضا كان عرفات غير متوقع، فجائي إلى درجة الإدهاش، مغامر إلى درجة الرعب، وفي الوقت ذاته، كان مرنا إلى درجة تدعو إلى الخشية من الانهيار، وكان سلسا وناعما وغير مفهوم إلى درجة يخشى معها الاستسلام، ولكنه ظل قابضا على قلبه وجمره وقضيته. واستطاع في لحظة انكسار هائلة وكارثية على المنطقة كلها أن يقفز إلى الصدارة، ولم تكن قفزة من أجل شخصه أبدا، بل كانت من أجل شعبه وقضيته. فعقلية الثائر لم تلغ ولم تقتل عقلية القائد التاريخي المسئول عن المصير والمستقبل، عقلية الثائر فيه لم تمنعه من رؤية المتغيرات وعوامل التعرية التي أصابت كل الأطراف، ولهذا كان اتفاق أوسلو الذي أراده الإسرائيليون مجرد رخصة لهم لتكريس الاستيطان وتعميق الاحتلال بتغطية فلسطينية، ولكن أبو عمار رأى فيه فرصة أخرى من فرص البناء والعمل والتقدم ولو خطوة إلى الأمام، رأى أبو عمار في هذا الاتفاق ما لم يره الآخرون، في لحظة حالكة السواد

اتفاق أوسلو، ورغم كل ما يقال فيه وعنه، كان فرصة استطاع أبو عمار أن ينتهزها لتظل القضية الفلسطينية حاضرة في وعي العالم كله، ولهذا لم يكن من المستغرب أن تحاول إسرائيل أن تدفن هذا الاتفاق – وهو ما حققت فيه الكثير

أبو عمار الذي نستذكره هذه الأيام للمرة السادسة بعد غيابه الأسطوري وموته المدهش كموت الأبطال جميعا، نقول فيه أن جثته حددت ميلاد دولتنا، لا دول بدون جثث، ولا تاريخ بدون دماء، ولا هويات بدون تضحيات، وقد قدم أبو عمار جسده وروحه فداء لكل هذا

وفي ذكراه السادسة، نستذكر رؤيته الإنسانية العظيمة التي لم يفهمها الإسرائيليون الذين لم ينضجوا بعد لسلام الشجعان، وهو التعبير المفضل لأ بو عمار. الآن قد نفهم معنى الشجعان، فالسلام لا يختاره المتطرفون الصغار، ولا المتعصبون الذين لا يجرؤون على مغادرة خنادقهم الضيقة، والسلام لا يصنعه إلا الكبار. لقد قدم أبو عمار للإسرائيليين سلاما أكبر منهم، ولهذا لم يستطع هؤلاء أن يصنعوا معه السلام أبدا، وبدلا من ذلك هدد اتفاق أوسلو بنية ونسيج المجتمع الإسرائيلي نفسه

وفي ذكرى الراحل العظيم نستذكر محاولاته الدؤوبة للتوفيق والتوحيد والبناء والتعمير واستكمال رحلة التحرير أيضا، وقد قدم في هذا نموذجا قد يقال عنه الكثير، ولكنه بالتأكيد كان النموذج العرفاتي الذي ينطبق عليه، إذ مارس القيادة بمزيج عجيب من الأب والعسكري والمدير وشيخ القبيلة والقائد التاريخي وصاحب القرار، وقد تفرد بأشياء كثيرة لان المرحلة والسيرة والتاريخ كانت تدعوه إلى ذلك كله

أبو عمار الذي عشت معه وبالقرب منه طويلا، والذي كتبت عنه كثيرا، أشعر الآن أني أرغب في الكتابة عنه أكثر وأكثر، لأقول للعالم كله، أن هذا الرجل، صانع الثورة وصانع السلام وصانع الدولة، وأنه الرجل الوحيد الذي استطاع الإسرائيليون وبجدارة أن يخسروا التعامل معه، وان الفلسطينيين لن ينسوه يوما، وسيتحول بفعل الزمن والحنين والإخلاص إلى أحد رموزهم الخالدة عبر التاريخ

*********

لا در درك يا جزائر

http://kouhlalmarrakeche.blogspot.com/2010/11/blog-post_20.html

***********

روابط هامة

عرب تايمز / أمريكا

http://arabtimes.com/

********

http://kouhlal.skyrock.com/

*************

بريد المدونة

Khllmouhamed8@gmail.com

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire