mercredi 29 septembre 2010

قصة أم مرغ “نيني” كرامتها في الوحل


مراكش الحمراء

قصة أم مرغ “نيني” كرامتها في الوحل

فجأة، وجدت كريمة رضواني، سائقة سيارة أجرة من الحجم الصغير بآلبيضاء، نفسها في قلب عاصفة من الاتهامات، وتدثرت حياتها بسواد الحزن بعد أن اتهمتها جريدة المساء بترويج المخدرات والاتجار في الخمور.

‏حين استناقت كريمة، صباح يوم السبت الماضي، أدركت أن هناك خطبا جللا، فأثناء ممارسة مهنتها انتبهت إلى نظرات غريبة من بعض الزبناء إلى درجة رفض بعضهم ركوب السيارة، وعاينت أعينا تتفحص ملامحها جيدا، إلا أنها آثرت الصمت، وفضلت التريث لمعرفة سبب تغير أمزجة الركاب والأصدقاء.

‏احتلت كريمة الحيز الأكبر في كل نقاش زملاء المهنة، فقط لأن جريدة رشيد نيني ارتأت أن تضع صورتها في صدر الصفحة الأولى، وفي إحدى صفحاتها الداخلية تحت عنوان بارز خليجي يطلب من سائق طاكسي اقتناء الخمور له وفرنسي يرغب في قطعة حشيش، وفي عنوان آخر مغامرات وأحداث مثيرة يشهدها سائقو الطاكسيات ليلا، ولإضفاء نوع من الإثارة وضعت صورة كريمة بشكل كبير في الصفحتين معا، حينها وجدت كريمة نفسها في قفص الاتهام، رغم أن لا علاقة لها بترويج المخدرات أو اقتناء الخمور.

‏إنها المفارقة التي حولت سائقة إلى متهمة في نظر كل زملآئها، وبنبرة يملؤها الكثير من الغضب والحنق قالت: استيقظت لممارسة عملي فوجدت جميع سائقي سيارات الأجرة ينظرون إلي نظرة ريبة، لم أكن قد اطلعت بعد على جريدة المساء، وطيلة اليوم أصبحت مثار شبهات، دون أن أعرف السبب، مما جعلني في حيرة من أمري.

‏في صباح اليوم الموالي، أدركت كريمة أن هناك خطبا جللا، فقد عاد طفلها من المدرسة باكيا، وحين استفسرته عن سبب ذلك، أجاب بأن جميع التلاميذ يتهمونها بترويج المخدرات والخمور، استغربت الأمر، ثم بدأت خيوط الاتهامات تتضح لها حين أخبرها أحد الاقرباء أن المساء أقحمت صورتها وهي تقود سيارة أجرة في موضوع المخدرات والخمور والقصص المثيرة، واعتمدت على صورة قديمة التقطت لها من طرف مصور صحافي بإحدى الجرائد الفرنسية حول اقتحام العنصر النسوي لمجالات جديدة في العمل، ومنها قيادة سيارات الأجرة بالبيضاء، فتحول الأمر في المساء من الثناء على دور المرأة إلى اتهامها بترويج المخدرات والخمور، تقول كريمة، وقد علت ملامحها آثار الحيرة.

لم يسلم ابن كريمة ( 13 ‏سنة) من افتراء المساء، ويحكي الابن معاناته، وقد اغرورقت عيناه: حين كنت في المدرسة أحاط بي الأصدقاء من كل جانب، حاملين صفحة من المساء، واتهموني بالكذب، وقال بعضهم متهكمين: كيف تخبرنا أن والدتك سائقة طاكسي في حين أنها تبيع المخدرات والخمور؟ أصبت بالدوار، يقول الطفل، حتى كاد يغمى علي، وتفحصت الجريدة حيث وجدت صورة والدتي، ثم أسرعت الخطى في اتجاه المنزل باكيا.

‏تحرص كريمة على إثارة قضيتها أمام الرأي العام، خصوصا حين امتدت زلات نيني إليها، وتروي أنها لن تتساهل معه بعدما مس مستقبل طفلها بالخطر:ابني الآن يرفض التوجه إلى المدرسة، وأنا أعيش جحيما لا يمكن لنيني أن يتصوره، فقد أفنيت حياتي لتربية فلذة كبدي والمساء محته

في يوم واحد، ولم تراع أنني إنسانة بسيطة ما يهمني قوت يومي والعيش بسلام وتربية ابني، فهل يقبل على نفسه حشر صورته تاجرا للمخدرات؟ تقول كريمة.

‏دخلت حياة كريمة في نفق مظلم، ففي ذلك اليوم صادفت رجال أمن بالطرقات يسألونها عن علاقتها بالقصص المثيرة التي ادعتها المساء، بل أكثر من ذلك التف حولها عدد من المهنيين الذين تفهموا وضعها وأعلنوا تضامنهم واستعدادهم للدفاع عنها .

‏أصبحت كريمة في قلب حدث لا علاقة لها به، مما هدد مصدر رزقها الوحيد، فطفلها لم يتوقف عن البكاء، وأصدقاؤها ينظرون إليها نظرة ريبة وزملاؤها يتحسرون على مصيرها، حينها قررت التوجه إلى مقر المساء لتوضيح الأمر ورد الاعتبار إليها، كن صدمتها كانت قوية.

‏منعني حراس الأمن الخاص من لقاء المسؤول الأول عن الجريدةطالبت بلقاء رشيد نيني، لا أنهم رفضوا الأمر، رغم

‏أن من حقي معرفة سبب إقحام صورتي في موضوع لا علاقة لي به، وطريقة ‏حصولهم على صورتي من سمح لهم بنشرها،

‏( أن كل استفساراتي ذهبت أدراج الرياح، إذ ‏حاط بي الحراس من كل ‏جانب محاولين طردي، بل أن يخرج أحدهم،

‏يدعي أنه سكرتير تحرير العام، وحاول إقناعي باستحالة لقاء رشيد نيني، وقال بلغة لم تراع حتى ظروفي النفسية: سيري حتى تبردي أو نتكلموا، ونسي هذا الشخص أن المساء سبب غضبي، وأنها تهدد مستقبل أسرتي الصغيرة بالتشرد والضياع، دون جرم ارتكبته.

‏أصيبت كريمة بانهيار عصبي، خاصة أمام الاستقبال الذي لاقته بالمساء، وفقدانها ثقة الزبناء فيها . فكيف يمكن لشخص اطلع على التفاصيل المثيرة للسائقين واقتناء المخدرات والخمور أن يامن على نفسه معها؟، قالتها بحسرة، مشيرة إلى أنها طيلة مسارها المهني تفادت أي علاقات مشبوهة، ورفضت العمل ليلا درءا للشبهات وحرصا على تربية أبنائها، قبل أن تنسف المساء عناء سنين ومستقبل أسرة بأكملها .

‏لم تقف تداعيات صورة كريمة عند

‏هذا الحد، إذ تحكي إحدى قريباتها أنها أصيبت بانهيار عصبي استدعى زيارتها أحد الأطباء، وحين كانت متوجهة إلى الصيدلية لاقتناء الدواء، فوجئت بشخص من داخل المقهى يتوجه نحوها ويستفسرها عن المخدرات والخمور.. إنها وقائع تصادفها وتجعل حياتها ليلا دامسا . ماذا جنية حتى تكرفسني المساء؟ لقد كنت أعيش بسلام، وهل من حق أي صحافي نشر صورة لا علاقة بها بالموضوع؟ تتساءل كريمة

الصباحية

****************

البريد الرقمي

khllmouhamed@gmail.com

موقع الأشرطة المميز

http://kouhlal.skyrock.com

روابط هامة

*************

واه واه ..

http://kouhlalmarrakeche.blogspot.com/2010/09/blog-post_6137.html

***************

La photo de ssi kouhal cinq ans

http://kouhlalmarrakeche.blogspot.com/2010/09/blog-post_2853.html

***************

بوليس سلا الضرب المؤدي إلى اللحد / القبر

http://kouhlalmarrakeche.blogspot.com/2010/09/blog-post_6360.html

**************

مدونتي / بلوك المدونة السورية المعتقلة بسجون بشار, طلال الملوحي 19 عاما

http://talmallohi.blogspot.com/


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire