مراكش الحمراء // قضية
صحافيون مغربيون: الجريدة الإلكترونيَّة مكمِّلة للورقيَّة المتراجعة
توقع حسن ندير، مدير نشر مجلة "مغرب اليوم"، تراجع الصحافة الورقيَّة في المغرب ليس فقط بسبب الأزمة الماليَّة بل "لأزمة القراءة السيئة في المغرب". إلا أن محمد أغبالو، سكرتير التحرير العام ليوميَّة "المساء"، اعتبر أن الجريدة الالكترونيَّة لا يمكنها أن تشكل إلغاء للجريدة الورقيَّة أو المطبوعة، بل دورها مكمل لها وذلك لما تتوفر عليه كل واحدة منهما من خصوصيات.
الدرا البيضاء: استهل مدير نشر مجلة "مغرب اليوم" حسن ندير حديثه لإيلاف بالتوضيح أن الأزمة المالية العالمية أرخت بظلالها على الصحافة المطبوعة وهذا يظهر في انخفاض عدد النسخ المباعة، خصوصًا بالنسبة إلى اليوميات، التي لا تتجاوز حدود 340 ألف نسخة مباعة يوميًا. إلا أن هذا التراجع لا يمكن نسبته فقط إلى العامل الاقتصادي أو الأزمة المالية العالمية، إذ إنه حتى قبل الأزمة، لم تكن مبيعات الصحف اليومية تتجاوز 350 ألف نسخة، في أحسن الأحوال.
معتبرًا أن هناك أزمة كبرى تتجاوز الأزمة الاقتصادية، ألا وهي أزمة القراءة في المغرب، حيث هناك عادات سيئة للقراءة في المقاهي مثلاً، وقراءة الجرائد داخل الأكشاك، ونسخ بعض المقالات الصحافية، كل هذه العوامل تساهم في ضعف المقروئية المغربية ، فضلا عن وجود عامل آخر ساهم في هذه الوضعية، وهو يتعلق بالعدد المهم للإصدارات اليومية، التي يتوزع بينها القارئ.
وحول قرار بعض الصحف العالمية وقف نسخاتها المطبوعة، والاكتفاء بنسختها الالكترونية لاحظ أنه في الآونة الأخيرة وجد الموظفون، ورجال الأعمال، والطلبة أيضًا في تصفح الجرائد الإلكترونية، وسيلتهم المفضلة في الاطلاع على الأخبار. موضحًا أن تحديث المواد، كلما جد جديد تشكل نقطة جذب قوية بالنسبة للقراء، وعلى هذا الأساس يمكن القول إن الصحافة الإلكترونية أضحت تنافس الصحافة الورقية، لكن من غير أن تقودنا هذه الملاحظة إلى الجزم بأن الصحافة الورقية ستغيب، بل على العكس ستظل صامدة كما صمد الكتاب أمام المكتبات الإلكترونية الكبرى. لكن الذي سيقع في المغرب، كما وقع في دول أخرى، هو أن عناوين صحافية ستتراجع أو تغيب من السوق، وسيبقى التركيز على الجرائد التي تقف وراءها مجموعات مالية كبرى، أو مجموعات سياسية، أو مصالح اقتصادية.
سكرتير التحرير العام ليومية "المساء" محمد أغبالو وافقه الرأي واعتبر في هذا الإطار أن الصحافة الالكترونية تشهد مدًّا كبيرًا ومتسارعًا في السنوات الأخيرة، لكن "لا أعتقد انه سيصل إلى درجة إلغاء الصحافة الورقية وأرى مبرر ذلك في مؤشرات متعددة إن صح التعبير، أولها إمكانية "الولوج" إلى الجريدة الورقية، إذ لا يتطلب الأمر سوى اللجوء إلى أقرب كشك للجرائد من أجل الحصول على الجريدة، في حين أن الجريدة الإلكترونية تتطلب توافر حاسوب، وأيضًا ارتباطًا بشبكة الإنترنت، وهو الأمر غير المتوافر للجميع على الأقل حتى الآن.
المسألة الثانية هو الطابع "الرومانسي" لقراءة الجريدة الورقية، إذ لا شيء يعادل لدى أجيال بأكملها تناول قهوة الصباح، وباليد الجريدة المفضلة، يقلب القارئ صفحاتها ويطالع محتوياتها مع إحساسه بالانتماء إليها والارتباط النفسي والعاطفي بها، وهو الشيء الذي يمكن أن يحصل بعد عقود مع قراء الجريدة الالكترونية ولكن ليس الآن. ولذاك فإن الجريدة الالكترونية لا يمكنها أن تشكل على الأقل في الوقت الراهن إلغاء للجريدة الورقية أو المطبوعة، بل دورا مكملا وذلك لما تتوفر عليه كل واحدة منهما من خصوصيات.
واعتبر ندير أن الصحافة الإلكترونية أصبحت تشكل مصدرًا للأخبار بالنسبة للعديد من الصحافيين، لكن يبقى هناك طريقة التعامل مع هذه الأخبار، لأن الكثير منها لا يمكن التعامل معها على أساس أنها أخبار موثوق منها. ويبقى على الصحافي أن يلتزم العمل بمهنية، فمثلا إذا وصلني خبر عن طريق الإنترنت، يجب التحقق من صدقيته من مصادر أخرى، لأن الصحافة الإلكترونية، علمت العديد من الصحافيين عادات سيئة، إذ إن الكثير من المقالات نصادفها في صحف ورقية هي أصلا مأخوذة من الجرائد الإلكترونية. إذًا الأمر سيف ذو حدين، فمن ناحية نحن نستفيد من الصحافة الإلكترونية، ومن ناحية أخرى فإنها تشكل مصدرًا لبعض الأخبار الخاطئة، التي تنقلها الصحف الورقية.
أغبالو رأى في هذا الإطار أن الجريدة المطبوعة تنقل الخبر وتتبعه بالتحليل والمناقشة من طرف المتتبعين والباحثين وهو ما لا تقوم به حتى الآن أغلب الجرائد الالكترونية التي تعتمد بشكل كبير على قصاصات وكالات الأنباء، على الأقل في ما يخص الجرائد الإلكترونية العربية. وفي المقابل، إن الجرائد الإلكترونية تتفوق على الورقية بقدرتها على توفير أرشيف يسهل الحصول على المعلومات حول كل المواضيع التي سبق التطرق إليها، وهو ما يساعد الباحثين على تدقيق بعض التواريخ المرتبطة ببعض الأحداث، وكذا الحصول على المعلومات حولها. إذًا يمكنني أن أخلص إلى أنه وفي الزمن المنظور فإن العلاقة بين الصحافة المطبوعة وزميلتها الالكترونية ستبقى علاقة تكامل، وليس علاقة إقصاء وإلغاء.
وللدلالة على التكامل وجود المواقع الالكترونية للجريدة مطبوعة ومن الأكيد أن هذا الموقع سيحصل على عدد قراء أكبر من قراء الجريدة الورقية لسببين يقول اغالبو، السبب الأول هو أن الموقع يمكن الإطلاع عليه عبر كل بلدان العالم، وهو ما يرفع من نسبة القراء لأن أينما وجد القارئ في أي بلد في العالم فسيستطيع الولوج إلى الموقع وقراءة محتوياته. والسبب الثاني هو الشعور النفسي لدى العديد من القراء بأن قراءة الجريدة بالموقع الالكتروني تتم مجّانًا وليس بالأداء ما دام أنه هو يؤدي ثمن الاشتراك بشبكة الانترنت إجمالاً وليس الجريدة بالتحديد، ما يدفع بالعديد إلى تفضيل الجريدة الإلكترونية على الورقية.
وختم سكرتير التحرير العام ليومية "المساء" "يمكنني القول إن الجريدة الورقية عشق رومانسي بالدرجة الأولى، وهي الحب الأول، وكما تعلمون من الصعب التخلي عن الحب الأول". فيما انهى مدير نشر مجلة "مغرب اليوم" حديثه بالإشارة إلى أن أول علاقة للقارئ المغربي، وخصوصًا جيل الصحافيين، مع الصحافة الإلكترونية كان عن طريق "إيلاف". فهذه الجريدة الإلكترونية خلقت حدثًا في حينها، بحيث أنها في ظرف وجيز استطاعت أن تكسب قراء كثر في المملكة، كما أنها تحولت إلى مصدر للمعلومات، وخاصة فيما يتعلق بالمجال الفني بالنسبة إلى الكثير من الصحافيين والجرائد، وهو الأمر الذي ما زال قائمًا حتّى يومنا هذا.
جريدة "إيلاف" توفقت في تجربة 10 سنوات، وأصبحت بالفعل مصدرًا للعديد من الأخبار. وليومنا هذا ما زلنا نلاحظ أن العديد من الصحافيين يستقون أخبارهم ومعطياتهم من جريدة "إيلاف" الإلكترونية، التي أتمنى لها التوفيق، وأتمنى أن نلتقي مجددًا بعد عشر سنوات أخرى إضافية في عمر "إيلاف".
إيلاف
******************************.
0663575438
حمير أو بخير..فبلاد الخير و لخمير ..
ضربونا أو فرشخونا.. بالمهراز و لا المطرقة و لا حتى بسطل ديال الزبل ..
حنا غير دبانة فلبطانة ..
لبلاد ليفيها مقدم عمرها ما تتقدم.. ولبلاد ليفيها قايد المواطن فيها غير زايد..و لبلاد ليفيها شيخ عمرها ما تطلع للمريخ .. و لبلاد ليفيها الفهري عمرها ماديماري..و لبلاد لي فيها عباس عمرها ما دير الساس..
محمد كوحلال ناشط حقوقي مستقل, عربي أمازيغي مراكشي قح بقلب فلسطيني مجهول الهوية .. ألف شكر إلى كل من التحق بركب منتدى الشعب الحر / مراكش الحمراء /
***********************
Kal-sim@hotmail.com
لمشاهدة كابينات بلاد المروك على الرابط
******************
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire