lundi 17 mai 2010

«حلم» اللبنانية تحيي اليوم العالمي لمكافحة رهاب المثليّة


مراكش الحمراء

«إيه أنا شاذ»: «حلم» اللبنانية تحيي اليوم العالمي لمكافحة رهاب المثليّة


كانت العيون كلها مصوّبة إليهم. تتفحّصهم من الرأس حتى أخمص القدمين. تلاحقهم حتى في هروبهم وخجلهم من الوجود في مكانٍ «هلقد عام». كانت النظرات ترقبهم، وكانوا هم يهربون بوجوههم. يندسّون في المجموعات التي تشبههم أمام مسرح المدينة، بمنأى عن «الفضوليين».
أمس، خارج المسرح، كان المثليون/ات ومتحوّلو الجنس... أو ما يمكن تسميته «م. م. م. م. م» يشبهون حالتهم: «شاذّين» في نظر مجتمعٍ يعدّ نفسه طبيعياً. غرباء في المجتمع الذي لم يقبل إلى الآن علاقة يضعها القانون في خانة «المخالِفة للطبيعة»، ويعاقب عليها في المادة 534 من «العقوبات». هذه الغربة في الخارج تنقلب فجأة حرية مبالغاً فيها داخل إحدى قاعات المسرح، حيث تحتفل جمعية حلم باليوم العالمي لمكافحة رهاب المثلية والتحول الجنسي. يكبر هامش الحرية. تصبح عبارة «إيه، أنا شاذ» طبيعية. تصبح قاعة المسرح مجتمعهم الذي لا تفصح جدرانه عن حكاياتهم، ولا يجدون هم تكلفاً في البوح بتفاصيل حياتهم المختلفة، فهم بالنهاية متشابهون... وهنا، لا «شذّاذ» بينهم. أمس، في قاعة المسرح، كان كل شيء يشبه الـ«م. م. م. م. م». الجدران كلها مزنّرة بشعارهم «إيه أنا شاذ»، والأبواب وطاولة الحوار والكتب التي يبيعونها والبائعون أنفسهم، حتى لتشعر في لحظةٍ أنك «شاذ» فعلاً بينهم، لأنك لا تشبههم. تضيع في مصطلحاتهم بين المثلي والمتحوّل والمتغيّر، ولكن مع ذلك قد تشاطرهم الرأي في أنهم أقلية.
«إيه، أنا شاذ»، هو العنوان لليوم الطويل الذي استمر حتى فجر اليوم، وهو تالياً الجواب عن سؤالٍ طرحه هؤلاء قبل أربع سنوات «مين شاذ؟». حينها، لم يجرأوا على البوح علانية بالجواب، أما الآن، فـ«لا مشكلة»، تقول هبة عباني من جمعية حلم. والسبب أن «الشذوذ لا يشمل المثلي فقط، بل هو أوسع من هيك، في فئات لم تدخل في إطار معين اسمه مجتمع». تضيف عباني إنه «إذا ما اجتمع هؤلاء، فهم يمثّلون قوة ضغط على أصحاب القرار للاعتراف بحقوقنا».
هذه كانت خلاصة اليوم الطويل. أما ما حدث فيه، فقد كان مقسوماً إلى أجزاء. بدأ الجزء الأول بعرض مسيرة 10 سنوات من النضال السياسي لـ«م.م.م.م.م.م». خلال تلك الفترة، تمكن هؤلاء من انتزاع رأي قضائي باستثناء المثليين من أحكام المادة 534 التي اعتبرت أن المثلية لا تدخل في خانة «المجامعة خلافاً للطبيعة»، إضافة إلى سلسلة نشاطات، منها تأسيس جمعية حلم لحقوق المثليين ومقاطعتها لتظاهرة المثليين في القدس رفضاً للاحتلال ومساعدة أطفال حرب تموز..
الجزء الثاني كان أساسياً في اليوم. هنا، اقترب الـ م.م.م.م.م من الواقع الذي يعيشونه من خلال أربعة «اسكتشات» أداها خمسة مسرحيين شباب.
راجانا حمية / الأخبار

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire