مراكش الحمراء // حقوق الإنسان
ملف أسود لانتهاكات النظام السوري لحقوق الإنسان
الجمعة، 2 يوليو 2010
يبدو أن المتغيرات الكونية الهائلة على صعيد التقدم المضطرد في متابعة ملف حقوق الإنسان في العالم لم يحرك شعرة من جسد النظام القمعي الوراثي السوري الذي تفنن و ابدع في تعذيب الشعب السوري الذي يعيش مأساة قمع تسلطية إرهابية مستمرة منذ ما يقارب السبعة و الأربعين عاما أي منذ إعلان الأحكام العرفية في إنقلاب 3 مارس / آذار عام 1963 وحتى اليوم ، وحيث تحكي قصة عذاب الشعب السوري كل أساطير الإرهاب و القمع المنظم و تبدل أدوار و أطوار و رجال دولة العنف و المخابرات التي كانت إرهاصاتها قائمة منذ أن تسلط العسكريين في أوائل خمسينيات القرن الماضي و معروفة حكايات وروايات وسجون العقيد عبد الحميد السراج أو ( السلطان الأحمر ) الذي ساد في مرحلة ماقبل الوحدة المصرية / السورية ومن ثم خلالها ثم إنتهت قصته مع نهاية تلك الوحدة عام 1961 دون أن ينتهي القمع و الإرهاب الذي عاد بمتوالية حسابية رهيبة خلال مرحلة الإنقلابات العسكرية وهيمنة التيارات المراهقة و المتطرفة على مقاليد الأمور وصدامها مع قوى الشعب الحرة و تصاعد التطرف من جميع الأطراف مما أدخل سوريا منذ أكثر من أربعة عقود في أوضاع داخلية معقدة قوامها و عمادها التوتر و التشاحن و الصراعات التي تركت آثارها على بنية الدولة العامة ، ولكن بعد نهاية اللجنة العسكرية البعثية و مصارع الرفاق بطرق و أساليب مختلفة و هيمنة تيار و جماعة حافظ الأسد على السلطة المطلقة شهد العنف في سوريا وضعا جديدا و مختلفا في تجربة دموية لم تختلف عن التجربة الدموية العراقية في شيء إلا في التفاصيل الفرعية ، فمع ذبح البعثيين المعارضين أو إيداعهم في السجون حتى نهاية العمر كما حصل مع صلاح جديد الذي ظل في السجن حتى مات توالت التعديلات الدستورية التي جعلت من الشام بلدا متأزما و إستبداديا يحكم عن طريق أجهزة المخابرات العامة و أمن الدولة و ألأمن السياسي أو المخابرات العسكرية وخصوصا مخابرات القوة الجوية ( أم المخابرات ) وهي نظريا تابعة لوزارة الدفاع و لهيئة ألأمن القومي التابعة للقيادة القطرية للبعث السوري خصوصا و إن دستور عام 1973 المعدل قد أعط
ى لرئيس الجمهورية صلاحيات واسعة جدا ، فكان التركيز الأساسي على حماية النظام السياسي من الإنقلابات و من المعارضين الشرسين كالفرع الآخر من البعث المرتبط بالعراق ( قيادة عفلق القومية في بغداد ) و من الجماعات الدينية و ألأصولية المتعصبة المنشقة عن حركة الإخوان المسلمين الخصم التقليدي لنظام البعث السوري منذ أوائل ستينيات القرن الماضي و مواجهات حلب و حماه عام 1964 و غيرها فتضخمت أجهزة ألأمن السورية بدرجة مرعبة حتى أصبح حصة السوريين من رجال ألأمن طبقا لإحصائية خاصة هي رجل أمن و مخابرات لكل 150 مواطن سوري! وقد روعي في إختيار عناصر ألأمن في أن تكون من أطراف ريفية تدين بالولاء و الطاعة التامة و لا تناقش أي شيء وهي سمة التعيين و التوظيف المعروفة في مؤسسات الأنظمة الفاشية و القمعية و التي تمارس إرهاب الدولة!، وشهدت أواخر السبعينيات مواجهات أمنية شرسة بين السلطة و معارضيها سرعان ما عبرت عن نفسها حتى على المجال الخارجي عن طريق تنظيم عمليات الإغتيال و التصفية للمعارضين في الخارج و التي شملت محاولة إغتيال القيادي في الإخوان السيد عصام العطار وحيث لم تتمكن المخابرات السورية من قتله فقتلت زوجته المرحومة السيدة بيان الطنطاوي! ، ثم جاءت عملية إغتيال أحد مؤسسي حزب البعث وهو السيد صلاح الدين البيطار بكاتم للصوت في باريس في صيف عام 1980 و كان يصدر وقتها مجلة ( الإحياء العربي ) وهو الأسم القديم لحزب البعث العربي الإشتراكي! ، كما شملت الإغتيالات وقتذاك صحفيين لبنانيين من أمثال سليم اللوزي رئيس تحرير مجلة الحوادث و رياض طه دون أن نتجاهل إغتيال زعيم الحزب التقدمي الإشتراكي كمال جنبلاط قبل ذلك في مارس 1977 ، وقد ترافقت تلك الشراسة الأمنية في التصفيات مع شراسة مقابلة في الإعتقالات لجميع صنوف القوى السياسية السورية من إخوان و شيوعيين و يساريين و من مختلف الجنسيات العربية فهنالك آلاف من الفلسطينيين و مئات من اللبنانيين و كذلك العراقيين أودعوا في المعتقلات السورية بتهم سياسية و ليست جنائية و العديد منهم إختفت آثارهم بالكامل ، و كان وزير الدفاع السوري الأسبق مصطفى طلاس يقول دائما بأنه كان يوقع أسبوعيا قرارات إعدام تصل لعشرين قرار و على مدى عشرين عاما!! في سجن صيدنايا العسكري وحده فقط ؟ فتأملوا الكارثة ؟ و لكم أن تقدروا حجم المقابر الجماعية التي لم تكتشف بعد في سوريا في ظل الصمت الرهيب الذي يلف الشام ، كانت قمة القمع قد حدثت عام 1980 وهو للمصادفة الغريبة نفس عام إشتداد القمع في نظام بعث بغداد الراحل! ، ففي ذلك العام تم إصدار قانون رقم 49 الذي يعاقب بالإعدام كل من يثبت إنتمائه لجماعة الإخوان المسلمين!! وحيث كانت المواجهات بين جماعة ( الطليعة المقاتلة ) و أجهزة أمن النظام السوري قد بلغت الذروة مع أحداث تدمير مدينة حماة في ربيع 1982 و التي خلفت دمارا واسعا و أزالت أحياء سكنية كاملة من الوجود و بلغ عدد الضحايا ما يقارب العشرين ألف إنسان ، أما المعتقلات فقد غصت بروادها ولم يسلم حتى الأطفال من الإعتقال أو الأخذ كرهائن حتى تسليم ذويهم المطلوبين لأنفسهم!! وهي جريمة إنسانية بشعة لا مثيل لها حتى في ظل النظام النازي ، وحيث بلغ عدد الأطفال المعتقلين أو المغيبين أكثر من 147 طفلا كانت أعمارهم تتراوح بين 9 و 13 عام! ، ورغم تبدل ظروف و معطيات الصراع الداخلي و تغير القوى الكونية و خريطة التحالفات الدولية و سيادة عصر حقوق الإنسان إلا أن النظام السوري لم يتغير جوهريا ولم تتبدل أساليبه وواجه حركة ربيع دمشق السلمية بأقصى درجات العنف و القمع مستحدثا إتهامات جديدة و مضحكة و بائسة من أمثال ( إضعاف الشعور القومي )!! ( تسريب الوهن لحركة النضال العربي )!( تفتيت الجبهة الداخلية ) و ( معاداة الحمص و الفول و الطحينة )! حتى تحول النظام القضائي السوري لمهزلة في ظل نظام يتلاعب بالدستور كما يتلاعب المرء بخيط حذائه! وفي مهزلة و مقصلة لا تريد أن تنتهي ، وقد شمل النظام بأعطياته و كرمه القمعي حتى الفتيات اللواتي أودعن السجون السرية و معامل التعذيب الفاشية بتهم سخيفة و كيدية كما حصل مع الطالبة الجامعية آيات عصام أحمد ، وحتى كبار السن و المرضى لم يفلتوا من مقصلة النظام السوري كشيخ المعارضين الأستاذ ( هيثم المالح ) الذي تجاوز الثمانين حولا و ما زال يعاني ظلام السجن الرهيب ، لقد خبر أحرار سوريا مقارعة الطغيان، و كان قدرهم التاريخي أن يصارعوا البلوى فلا ينثنون أو ينحنون بل أن الطغاة سيجرفهم التاريخ و ستلاحقهم لعنات الشعوب و لن تنتكس إرادة الحرية أبدا ، لقد قالها المناضل السوري قبل عقود : يا ظلام السجن خيم إننا نهوى الظلاما...
وسيبزف فجر الحرية و سينتصر الأحرار الذين بتضحياتهم ودمائهم يكتب التاريخ..
ارام // داود البصري – أوسلو
>>>>>>>>>>>>>>>
رابط المهزلة الكبرى ب مراكش
************
إعادة نشر الموضوع الخطير بطلب, من احد المتضررين ..
القنبلة التي ستنفجر يوما ما في مراكش و ستهز أسوار , الحمراء , كارثة على وشك الوقوع.
http://kouhlalmarrakeche.blogspot.com/2009/10/blog-post_08.html
*************
البريد الرقمي الرسمي
موقع خاص بالأشرطة اليوتوبية
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire