مراكش الحمراء // من داخل مهلة آل سعود
توقعات بفشل حملة شرطة الرياض التطهيرية ضد شباب "الكدش"
8/26/2009
إذا كنت شابا تعيش في مدينة الرياض ، وتضع قصة الشعر الأفريقية " الكدش" ، أو تطيله وتربطه ، فمن الأفضل لك أن لا تخرج من باب المنزل لأن ذلك سيعرضك للعقوبة ، حيث ستقوم أي سيارة شرطة أو هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، باحتجازك وحلق شعرك وأخذ تعهد عليك بعدم العودة إلى هذه القصة من جديد .
هذا ماحدث لعشرات الشبان في مدينة الرياض حيث أعلنت شرطة مدينة الرياض ليوم أمس في بيان قالت فيه إنها أوقفت ما يزيد على 800 شاب يضعون هذه القصة ، أو يرتدون بنطلون " طيحني " ، ونشرت الصحف صورا من الخلف يظهر فيها هؤلاء الشبان الذين كانوا إلى وقت قريب يمارسون حريتهم بدون مضايقات .
وقالت الشرطة في بيانها إن هذه الحملة التي وصفتها بالمنظمة تأتي في إطار متابعتها للظواهر الدخيلة الغريبة على المجتمع ، والخادشة للحياء ، موضحة أن هذه الحملة بدأت بالتطبيق منذ أكثر من شهر .
وتقوم سيارات الشرطة بإيقاف الشبان أمام حواجز التفتيش حيث – بحسب ما شهدت "السياسي"- يتم الطلب منهم الترجل من سياراتهم ، ومن ثم يتم نقلهم إلى مراكز الشرطة حيث تجري في حقهم الإجراءات الجديدة . كما يحق للشرطة أو الهيئة أن توقف أي شاب يمشي على قدميه ، أو سيارته ، لتقوم باحتجازه على الفور .
وتأتي هذه الحملة استجابة للقرارات الأمنية التي تؤكد على منع انتشار ظاهرة " الكدش" بعدما أصبحت واحدة من أشهر قصات الشعر المنتشرة لدى الشباب على نطاق واسع في العالم العربي ، والعالم بأكمله .
وكانت " السياسي" هي الجريدة الأولى التي كشفت عن تفاصيل هذه الحملة الجديدة لمحاربة " الكدش " حينما ذكر التقرير نية السلطات في السعودية إصدار قرارات لـ" محاربة الظواهر الدخيلة ".
وتعتبر هذه المرة الأولى التي تشن فيها القوات الأمنية مثل هذه الحملة المنظمة على قصات الشعر ، حيث ظل هذا الأمر منذ عقود من اختصاص الهيئة التي فشلت في فرض نمط معين من قصات الشعر ، والأزياء على الشباب .
وتركزت هذه الحملة الجديدة على مدينة الرياض فقط ، في الوقت الذي لم تقم الشرطة في مدن أخرى مثل جدة أو الدمام بتبني مثل هذه الحملة ، حيث لم تنشر لحد الآن أي أخبار تفيد بإيقاف شبان " الكدش".
ويتخذ الآن شبان " الكدش" تدابير احترازية حيث يقوم بعضهم بتغطية شعورهم لحين " انتهاء حالة الاستنفار " ، كما يقول عبدالرحمن محمد أحد الشبان الذي يضع هذه القصة ، ويبدو متأكداً أن هذه الحملة لن تنجح بسبب " عدم قدرة أحد على تغيير موضة أو ذوق معين لا يتم فيها الاعتداء على أحد " ، كما يقول
ويقول عبدالرحمن إنه بعد مرور أعوام على انتشار قصة " الكدش" لم يتوقع أن يتم إصدار قرارات من هذا النوع مشيراً إلى أن " عملية المنع والقمع هي أسلوب عقيم لم ينجح في السابق ، ولن ينجح الآن في هذا العالم المنفتح الجديد ".
من المتوقع أن تنجح هذه الحملة بإخفاء مثل هذه القصة عن الأنظار ، إلا أن هذا لا يعني انتهاءها من الوجود في الواقع " لأن التاريخ أثبت أن مثل هذه الحملات ذات الطابع الثقافي لم تحقق أي نتائج لا داخل السعودية وخارجها " ، كما يقول أحد المعلقين في حديث مع " السياسي".
ويضيف :" لأن الإنسان يتمرد ويقوم برد فعل عكسي لكل أحد يريد أن يلغي وجوده من خلال التعدي على خياره الشخصي الفردي ، فإني أتوقع زيادة لهذه القصات في المستقبل . ستقوم هذه الحملة بعكس أهدافها . لا يمكن أن تتحكم بمشاعر وعواطف شخص مهما كان صغيرا أو ضعيفا".
ومن المعروف أن شباب السعودية قد مروا بموضات متنوعة من قصات الشعر مثل "كابوريا" سابقا ، و"سيزر" لاحقاً وكلها مرت وانتهت بدون أن تحدث أي إشكالات وفوضى في قيم المجتمع السعودي مما أثار الانتقادات من هذه الحملة المؤدلجة التي تصرف الوقت والجهد الذي يجب أن يوظف في محاربة انتشار المخدرات أو حوادث السيارات المريعة أو عمليات اختطاف الأطفال ، وليس من أجل قصات شعر ستختفي من تلقاء نفسها .
وفي حين أعجبت هذه الحملة التطهيرية المعارضين للقصات ، انتقدت أطراف أخرى هذه التدابير الأمنية من أجل قصات شعر لشبان صغار في العمر ، ويتم تصويرهم بطريقة مهينة وكأنهم جناة ، في الوقت الذي تتصاعد فيها الانتقادات من دور الشرطة الضعيف في الحد من جرائم السرقة التي باتت شائعة ، وتزدهر أكثر خلال شهر رمضان.
بندر السليمان // السياسي
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire