samedi 15 janvier 2011

الأحزاب الجزائرية تدعو لانتخابات تشريعية مبكرة ومراجعة الدستور

أربعة ينتحرون على الطريقة "البوعزيزية" ممثل بوتفليقة ينفي التشابهة مع تونس

m4.JPG
وقفة احتجاجية في الجزائر العاصمة
الجزائر – سفيان سي يوسف
أجمعت مواقف الأحزاب السياسية في الجزائر بشأن الانتفاضة الشعبية الأخيرة التي تعيشها الشقيقة تونس، والتي أدت إلى سقوط الرئيس السابق زين العابدين بن علي، وطالبت الحكام العرب بضرورة الإسراع بإصلاحات اقتصادية اجتماعية مع فتح المجال السياسي والنقابي. وبينما انتحر 4 جزائريين على الطريقة البوعزيزية، نفى وزير الدولة الجزائري عبد العزيز بلخادم اليوم وجود أوجه تشابه بين الأحداث في تونس التي أدت إلى الإطاحة بالرئيس بن علي والاحتجاجات التي شهدتها الجزائر قبل أيام ضد غلاء المعيشة.
واعتبرت حركة مجتمع السلم الجزائرية المنخرطة في الائتلاف الحاكم (التحالف الرئاسي)، انتفاضة الشعب التونسي والإطاحة ببن علي، إنجازا تاريخيا ودرسا لباقي الأنظمة العربية، مؤكدة في بيان تلقت "العرب اليوم" نسخة منه "أن ما حدث في تونس من إنجاز تاريخي يعد بمثابة درس لكل الأنظمة العربية، إذ لم يعد ممكنا في عصر الانترنت والقنوات الفضائية والوعي المتزايد للشباب والتطلعات المشروعة للشعوب في الحرية والتتمية والرفاهية، إدارة البلدان بالأساليب والذهنيات القديمة مما يقتضي الاستفادة من هذا الدرس".
وأضافت أن "تونس تعيش لحظة تاريخية من حياتها، والنقطة المفصلية في هذا التحول تكمن في القدرة الجماعية وللقائمين على إدارة المرحلة على العمل مع كل القوى وتوسيع التشاور إلى أبعد الحدود".
وقالت حركة حمس "أن السند القوي لأي حاكم هو شعبه وقوة المؤسسات في بنائها على أسس صحيحة بتعاون جميع أبناء الوطن من خلال الحوار" مشددة على أن الحركة "تحترم إرادة الشعوب وخياراتها الحرة وتقف مع نضالات الشعب التونسي المشروعة وتحيي هبته الحضارية والراقية" مؤكدة في ذات السياق أن "الكرامة ليست فقط مظاهر ورفاه اجتماعي بل هي حرية وديمقراطية ومشاركة وتواصل وانفتاح بين الحكومة والمحكومين وتداول سلمي على السلطة".
و من جهته، دعا الأمين العام لحزب الإصلاح المعارض، جمال بن عبد السلام، الحكومة الجزائرية إلى "ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية في الجزائر، وتنظيم استفتاء شعبي لمراجعة الدستور من أجل تحقيق توازن القوى بين كل الهيئات، مع حل البرلمان و تنظيم انتخابات تشريعية مبكرة"، خوفا من حدوث انتفاضة شعبية أخرى مثل التي حدثت في تونس. وقال جمال بن عبد السلام فيما يخص أحداث تونس "نتمنى قيام نظام ديمقراطي بتونس" مشيرا إلى أنه من الضروري اليوم على كل الأنظمة القائمة أن "تستوعب الدرس مما حصل في تونس، و تتوجه بسرعة لمباشرة الإصلاحات الاقتصادية و الاجتماعية، و تشكيل حكومات ديمقراطية" معتبرا أن نظام بن علي المخلوع يتشابه مع النظام القائم بالجزائر خاصة فيما تعلق "بغلق المجال الإعلامي و السياسي إلى جانب مشاكل البطالة وأزمة السكن".
وفي السياق ذاته، قرر حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية المعارض، التمسك بمبدأ تنظيم مسيرة سلمية بالجزائر العاصمة يوم السبت المقبل على الرغم من رفض وزارة الداخلية الجزائرية طلبه بشأن تنظيم مسيرة بالعاصمة، للتنديد بالأحداث الدامية الأخيرة التي أودت بحياة ثلاثة متظاهرين وإصابة المئات واعتقال أكثر من ألف احتجاجا على غلاء المعيشة وأفاد بيان لحزب الأرسيدي أن قرار التمسك بتنظيم المسيرة جاء خلال انعقاد المجلس الوطني للحزب بالعاصمة، وقال الحزب الذي يرأسه الدكتور سعيد سعدي "إن وزارة الداخلية رفضت رفضا قاطعا من دون أي تبرير منح رخصة تنظيم المسيرة، معتبراً أن رفض المسيرة "اعتراف وتعبير عن نظام مفخخ بالانشقاق ومهوس بمصالحه الخاصة".
واعتبر حزب جبهة القوى الاشتراكية المعارض، وفي رد فعل مباشر على الأحداث الأخيرة بتونس، و رحيل الرئيس بن علي بأن "فوز الشعب التونسي هو فوز لكل النساء و الرجال المحبين للعدالة، الحرية و الديمقراطية في المغرب العربي" مؤكدا على أن "قوى التغيير ستجد كل الإمكانيات اللازمة، لإتمام المسار الديمقراطي بتونس". و فيما يخص الوضع في الجزائر، قال حزب أيت أحمد في بيان له "اليوم كل الجزائريات و الجزائريين يدركون بأنه من الصعب مواجهة النظام العنيف بطريقه سليمة و يظهرون في نفس الوقت عزمهم على مواصلة نضالهم حتى الإطاحة بهذا النظام.
في السياق نفسه، عاشت الجزائر في الـ 24 ساعة الماضية، تكرار محاولة انتحار أربعة مواطنين على طريقة التونسي محمد البوعزيزي بسبب البطالة والسكن. فقد لفظ أنفاسه الأخيرة المواطن الجزائري محسن بوطرفيف، البالغ من العمر 28 سنة، وهو أب لطفلة وعاطل عن العمل، مساء اليوم السبت في حدود الساعة السادسة بالتوقيت المحلي في مستشفى ابن رشد بعنابة، بعدما أقدم صباح اليوم نفسه على حرق نفسه بالبنزين في بلدة بوخضرة التابعة لولاية تبسة الحدودية مع تونس، على خلفية الوضعية الاجتماعية التي يعيشها جراء البطالة وانعدام السكن. وأفادت مصادر محلية لـ"العرب اليوم" أن الشاب الضحية اتصل صبيحة السبت برئيس البلدية وطلب منه مساعدته في الحصول على عمل يضمن به لقمة عيشه وأفراد عائلته. غير أن رئيس البلدية، حسب الرواية المتداولة قال له بأنه لا يملك مناصب العمل ولا مفاتيح السكن فهدد الشاب بحرق نفسه، فرد عليه رئيس البلدية بالقول إذا كانت لديك جرأة محمد البوعزيزي، فما كان من الشاب إلا انصرف من البلدية ونفذ تهديده وأضرم النار في جسمه. ليقوم بعدها أكثر من 100 شخص بحركة احتجاجية غاضبة تدخلت على إثرها قوات الدرك الجزائرية لتفريق المحتجين، وقد تنقل والي الولاية إلى المكان نفسه وقرر توقيف المسؤول المحلي.
والحادثة تكررت في مدينة جيجل، شرق العاصمة الجزائرية، ليلة الجمعة بعدما حاول مواطن جزائري آخر يبلغ من العمر 26 سنة، ويقطن بحي الفرسان، لوضع حد لحياته على الطريقة البوعزيزي نفسها، حيث أضرم النار بجسده، في بشارع الأمير عبد القادر بوسط مدينة جيجل في حدود الساعة التاسعة ليلا بالتوقيت المحلي، وسارع المواطنون الذين كانوا لحظتها في الشارع المذكور، وشرعوا في إخماد النيران التي التهمت ملابسه وأجزاء من جسمه، قبل أن يتم نقله إلى مستشفى محمد الصديق بن يحي حيث يخضع للعلاج المكثف.
كما أقدم شاب في بلدية عين البنيان في العاصمة الجزائرية، ليلة أمس الجمعة أيضا، على إضرام النار في المسكن الفوضوي الذي يقطنه رفقة عائلته، احتجاجا على أزمة السكن، وتسببت النيران في إصابة والده الذي كان يرقد في غرفته. وأفاد مصدر أمني بأن الشاب كان في حالة سكر، وانتقد الوضع الاجتماعي الذي تعيشه أسرته منذ سنوات. وقرّر في لحظة يأس أن يلفت الانتباه إلى حالته الاجتماعية بالتخلص من المسكن الفوضوي، للاستفادة من مسكن اجتماعي من البلدية.
وفي بلدة برج منايل ببومرداس 60 كلم شرق العاصمة، أقدم المواطن ''ع. محمد'' الأربعاء الماضي على إضرام النار في جسده، بعدما تم إقصاؤه من قائمة المستفيدين من السكن الاجتماعي، الذي ظل ينتظره منذ 11 سنة كاملة.وكانت محاولة الانتحار في مكتب رئيس الدائرة، احتجاجا على أزمة السكن التي يعاني منها لسنوات.
من جهته، دعا وزير الدولة الجزائري عبد العزيز بلخادم، الممثل الشخصي للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، اليوم السبت إلى احترام إرادة الشعب التونسي، في إشارة إلى الثورة الشعبية التي أطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي.
وقال بلخادم في تصريح للصحافيين تعقيبا على أحداث تونس "إنه لا بد أن تحترم إرادة الشعب التونسي وهو سيّد في أن يختار من يريد ليكون مسؤولا عنه". ونفى بلخادم اليوم وجود أوجه تشابه بين الأحداث في تونس التي أدت إلى الإطاحة بالرئيس زين العابدين بن علي والإحتجاجات التي شهدتها الجزائر قبل أيام ضد غلاء المعيشة.
وقال ردا على تشبيه البعض الحالة التونسية بالحالة الجزائرية، "لقد قالوا بأن هناك عدوى سيدي بوزيد (المدينة التونسية) في الجزائر، إنهم لا يعرفون نفسية الجزائريين".
وأوضح أن "الجزائر سبقت سيدي بوزيد من خلال احتجاجات في العام 1988، ثم إنه لا يمر يوم في الجزائر دون أن تكون هناك احتجاجات في هذه القرية أو تلك البلدية بسبب الكهرباء أو عدم إنجاز الطرق أو غيرها". ,قال بلخادم "إن العمل الاحتجاجي صار تقريبا يوميا في الجزائر".
وكانت الجزائر شهدت قبل أيام احتجاجات عارمة بسبب ارتفاع أسعار بعض المواد الغذائية الأساسية أسفرت عن مقتل ثلاثة متظاهرين وإصابة أكثر من 800 معظمهم عن عناصر الشرطة، لكنها سرعان ما خمدت بعد إعلان الحكومة عن تخفيضات كبيرة لمواد الاستهلاك.
كانت حادثة إقدام شاب تونس في ديسمبر/كانون الأول الماضي، على إحراق نفسه بسبب منعه من العمل كبائع خضار متجول بسبب عدم امتلاكه رخصة من البلدية المحلية، إلى اندلاع موجة من الاحتجاجات الدموية استمرت أربع أسابيع للمطالبة بمحاربة البطالة والفساد، ثم تطورت إلى المطالبة بتنحي الرئيس زين العابدين بن علي عن السلطة، وهو ما حدث بالأمس عندما فر الرئيس مع عائلته من البلاد.
وتولى رئيس البرلمان التونسي فؤاد المبزع مقاليد الرئاسة بعد تأديته في وقت سابق من اليوم اليمين الدستورية كرئيس موقت لتونس بموجب المادة 57 من الدستور خلفا للرئيس الفار إلى المملكة السعودية.
وكلف المبزع رئيس الوزراء محمد الغنوشي بتشكيل حكومة "وحدة وطنية
العرب اليوم

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire