تناقلت بعض الصحف المغربية و وسائل الإعلام الإسبانية أنباءا عن تحريك المغرب لوحدات من القوات المسلحة المغربية،لإخماذ أي شغب قد يندلع في المدن المغربية على غرار ما جرى في تونس و مصر.
و حسب هذه الصحف فإن المملكة المغربية عملت على تحريك وحدات من القوات المسلحة الملكية المرابطة في الأقاليم الجنوبية بغاية الانتشار بضواحي مدينتي الرباط والدار البيضاء تحسبا لأي اضطرابات شعبية.
ووجه مغاربة دعوات عبر موقع الفيسبوك للتظاهر يوم 27 فبراير المقبل احتجاجا على تردي الأوضاع الإجتماعية في المغرب،فيما دعا آخرون إلى مظاهرة مضادة في الرابع من نفس الشهر من أجل ما أسموه “التعبير عن حب الشعب للملك”.
و ترفض الحكومة المغربية مقارنة ما جرى و يجري في تونس و مصر بالمغرب،بدعوى أن وضع المملكة المغربية مختلف،و أن الملكية في المغرب عامل استقرار و أن الشعب المغربي ملتف حول ملكه الشاب.
و أبلغ شهود عيان الدولية أن الشرطة المغربية و جهاز المخابرات زادا من مراقبتها لمقاهي الأنترنيت في جل المدن المغربية،خاصة في مدينة سيدي إيفني جنوب المغرب،حيث ترصد الأجهزة المغربية تحركات لتنظيم حركة تمرد و عصيام مدني على غرار ما جرى في مدينة سيدي بوزيد التونسية،انطلقت شرارتها الأولى من موقع فيسبوك للتواصل الّإجتماعي.
و يوجد ملك المغرب محمد السادس في فرنسا في إطار زيارة خاصة،سيجمعه من خلالها لقاء مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي،لن تغيب عنه بكل تأكيد تطورات الوضع في العالم العربي في ظل انتفاضات الغضب للشعوب العربية ضد أنظمتها الحاكمة.
و في أول رد فعل لها،كذبت الحكومة المغربية على لسان وزير الإتصال و الناطق الرسمي باسمها خالد الناصري هذه الأنباء جملة و تفصيلا.
و تقدم المغرب باحتجاج إلى الحكومة الاسبانية قائلا ان قناة تلفزيونية مملوكة للدولة في اسبانيا نشرت معلومات كاذبة عن نشر وحدات من الجيش المغربي لاخماد اعمال شغب محتملة بالبلاد.
واثارت ثورات شعبية لم يسبق لها مثيل في تونس ومصر المخاوف من خطر انتقال هذه العدوى الى دول عربية اخرى يعاني الكثير منها من نفس خليط المشكلات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي فجرت تلك الاضطرابات.
وقال الناصري إن وزيري داخلية وخارجية المغرب تحدثا مع نظيريهما الاسبانيين للتعبير عن “سخط المغرب واثارة انتباه السلطات الاسبانية غلى خطورة التمادي في مثل هذه الانحرافات الاعلامية المتكررة.”
وفي وقت سابق الاسبوع الماضي وصفت وكالتا التصنيف العالميتين فيتش وستاندرد اند بورز المغرب بأنه الدولة الأقل احتمالا في المنطقة بالتأثر بنمط الاضرابات السياسية التي أدت الى الاطاحة بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي،بحجة أن المملكة المغربية تستثمر في البنية التحتية وتحرز تقدما في مكافحة الفقر.
وقال الناصري “تلقت الحكومة المغربية باستياء شديد الانباء الزائفة التي رددتها التلفزة الاسبانية العمومية ولا سيما قناة كنال 24 العمومية ومعها منابر (اعلامية) أخرى.”
وخاضت الدولتان مواجهة عسكرية قصيرة وغير دموية في عام 2002 حول جزيرة صغيرة متنازع عليها تعرف لدى اسبانيا باسم برخيل ولدى المغرب باسم ليلى.
والحفاظ على علاقات طيبة بين المغرب واسبانيا أمر حيوي للاتحاد الاوروبي الحريص على مساعدة الرباط في وقف تدفق المهاجرين غير الشرعيين من افريقيا بالاضافة الى التصدي لتهريب المخدرات والاسلاميين الراديكاليين.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire