mardi 25 janvier 2011

ثلاثةُ قتلى من بينهم شرطي و مئاتُ الجرحى..حصيلةُ أولِ أيامِ الغضبِ للإطاحةِ بمبارك

متظاهر مصري يحمل العلم المصري وسط سحابة من الغازات المسيلة للدموع[1]

متظاهر مصري يحمل العلم المصري وسط سحابة من الغازات المسيلة للدموع

طالب الاف المصريين بانهاء حكم الرئيس حسني مبارك الممتد منذ 30 عاما وقتل ثلاثة اشخاص في احتجاجات غير مسبوقة في انحاء البلاد استلهمت الثورة التي اطاحت بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي.

وهتف المحتجون في القاهرة “يسقط يسقط حسني مبارك”. واستخدمت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع ومدفع مياه في حين قذفها المحتجون بالزجاجات والحجارة.

وقالت مصادر امنية ان مجندا بالشرطة لقي حتفه في اشتباكات بين الشرطة والمحتجين بوسط القاهرة وان قتيلين سقطا في مدينة السويس في شرق البلاد. واضافوا ان العشرات اصيبوا في مظاهرات في انحاء البلاد دعا اليها نشطاء عبر الانترنت.

وقال مصدر أمني ان 36 من افراد الشرطة اصيبوا “واستشهد المجند احمد عزيز من قوات الامن المركزي متأثرا باصابة بالرأس نتيجة قصف بالحجارة.”

وضربت الشرطة بعض المتظاهرين بالعصي بقوة. وأظهر محتجون اخرون صمودا نادرا في مواجهة عملية امنية ضخمة وطاردوا بعض افراد الشرطة في شوارع جانبية. واظهرت لقطات لتلفزيون رويترز شرطيا ينضم للمتظاهرين.

وفي الاسواق المالية ارتفعت بشدة تكلفة التأمين على الديون المصرية من التخلف عن السداد أو اعادة التكلفة وذلك بسبب المخاوف من تدهور اوضاع عدم الاستقرار السياسي.

متظاهرون يحملون زميلا لهم أصيب في الإشتباكات مع الشرطة[2]

متظاهرون يحملون زميلا لهم أصيب في الإشتباكات مع الشرطة

وفي الاسكندرية قلب المحتجون مركبة للشرطة ومزقوا صورة لمبارك (82 عاما) وابنه جمال الذي يعتقد كثير من المصريين انه يجري اعداده لتولي المنصب حين يتنحى والده. وينفي الاثنان ذلك.

وفي القاهرة هتف المحتجون الذين خرجوا استجابة لدعوة عبر الانترنت “يا جمال قول لابوك كل الشعب بيكرهوك”.

ويعاني المصريون من نفس المشاكل التي دفعت التونسيين الى الشوارع مثل ارتفاع اسعار المواد الغذائية والفقر والبطالة والحكم المطلق الذي يكبح الاحتجاجات الشعبية سريعا وبأسلوب وحشي في الاغلب. وهتف محتجون “تونس.. تونس” اثناء المظاهرات.

ودعت الولايات المتحدة -وهي حليف وثيق لمصر ومانح كبير للمساعدات- كل الاطراف الى التحلي بضبط النفس لتجنب العنف.

وقالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون “تقديرنا هو ان الحكومة المصرية مستقرة وتبحث عن سبل للاستجابة لحاجات الشعب المصري ومصالحه المشروعة.”

وقال شهود عيان ان الاحتجاجات في القاهرة والمدن الاخرى ربما اجتذبت 20 الف شخص او اكثر. وقال بيان لوزارة الداخلية ان اكثر من عشرة الاف شخص تجمعوا في ميدان التحرير وحده بوسط القاهرة لكنها لم تعط تقديرا لاجمالي المتظاهرين في باقي الاماكن.

مصريون غاضبون يهاجمون سيارة تابعة للجيش المصري في القاهرة[3]

مصريون غاضبون يهاجمون سيارة تابعة للجيش المصري في القاهرة

ويصعب اعطاء تقدير دقيق بسبب انتشار المظاهرات كما أن وسائل الاعلام الحكومية لا تعطي سوى اشارة خاطفة لمثل هذه الاحداث.

وتجتذب الاحتجاجات المصرية عادة بضع مئات من الناس. وتكتسب احداث يوم الثلاثاء قوة غير مسبوقة منذ تولي مبارك السلطة عام 1981 بسبب الاعداد الكبيرة وحقيقة ان الاحتجاجات في العديد من المدن نسقت بطريقة لم يسبق لها مثيل.

وقال المحلل نبيل عبد الفتاح ان ما يحدث يوم الثلاثاء تحذير مهم للنظام. واضاف انها امتداد للاحباط المكبوت والاحتجاجات المستمرة. وقال ان الامر الجديد ايضا انه توجد اجيال جديدة تستخدم ادوات جديدة. واضاف ان الاحتجاج قد يكتسب قوة دفع ما لم تتحرك الدولة سريعا للتعامل مع مطالب الاصلاح.

وفي ظل تفكك أغلب جماعات المعارضة الرسمية وضعفها قاد نشطاء الانترنت الدعوات لمظاهرات الثلاثاء التي وصفت بأنها “يوم غضب” احتجاجا على الفقر والقمع.

وأظهر نشطاء الانترنت من خلال اجتذاب متظاهرين بهذه الاعداد ان دعواتهم للتغيير السياسي يمكن ان تصل لجمهور واسع. وحتى الان كان التعبير عن معظم الغضب يقتصر على صفحات الانترنت.

ومع دخول الليل اختلط افراد الشرطة والمحتجون في ميدان التحرير وتقاسم بعضهم الطعام. ولم يظهر بعض المحتجين علامة على الرحيل اثناء الليل.

وصدرت بعض الدعوات عبر الانترنت لمزيد من الاحتجاجات في الايام القادمة.

وقال ابراهيم (33 عاما) في المحلة الكبرى التي شهدت اعمال شغب عام 2008 بسبب نقص الخبز المدعوم وارتفاع الاسعار “تجمعنا هنا للمطالبة بحقوقنا. لا يمكننا العيش. كل شيء اسعاره غالية وتوجد بطالة. نريد خفض الاسعار. الحكومة سبب معاناتنا.”

وخرجت مظاهرات اخرى في الاسماعيلية والسويس في شرق البلاد وفي مدن اخرى في دلتا النيل مثل المنصورة وطنطا. وتجمع محتجون ايضا في شمال سيناء.

وهتف المحتجون في الاسماعيلية “يا حرية فينك فينك”. وفي الاسكندرية رددوا “ثورة ثورة زي

(مثل) البركان ضد مبارك الجبان.”

ومع اندلاع مصادمات في القاهرة هتف بعض المحتجين “سلمية.. سلمية.” ودعوا المتظاهرين الى عدم القاء شيء على الشرطة او الممتلكات.

وقال مصدر امني ان 15 شخصا اعتقلوا في القاهرة. وقالت جماعة للمحامين ان حوالي 85 شخصا اعتقلوا في انحاء مصر. وقال مصدر اخر ان ضابطي شرطة اصيبا في السويس بحجارة المحتجين.

يسقط حسني مبارك شعار انتشر في كل الجدران[4]

يسقط حسني مبارك شعار انتشر في كل الجدران

وفي شمال سيناء قال شهود ومصدر امني ان عشرات المحتجين اضرموا النار في اطارات وأغلقوا طريقا ساحليا الى رفح على الحدود مع قطاع غزة ودعوا لاطلاق سراح سجناء. وشهدت المنطقة توترات بين البدو والشرطة.

والقى بيان لوزارة الداخلية على جماعة الاخوان المسلمين بمسؤولية قيادة الاحتجاجات وقال انه

“بالرغم من النهج الاثارى الذى تبناه المحرضون على التجمع… بدعوى تصعيد مطالبهم وفى مقدمتهم جماعة الاخوان وما يسمى بحركتى 6 ابريل وكفاية وكذا الجمعية الوطنية للتغييرـ فقد تم السماح لهم بتنظيم الوقفات الاحتجاجية.”

واضاف “التزمت قوات الشرطة منذ بداية هذا التحرك فى حوالى الحادية عشر صباحا بتأمين تلك الوقفات وعدم التعرض لها.”

ودعا البيان الى “ضرورة انهاء تلك التجمعات تفادياً لتداعيها على نحو يخل بالامن العام.”

وتوقع محللون ان تتخذ السلطات موقفا متسامحا خشية اثارة غضب من النوع الذي دفع التونسيين الى اسابيع من الاضطرابات قبل الاطاحة بالرئيس زين العابدين بن علي الذي امضى 23 عاما في السلطة.

وفر بن علي الى السعودية. وهتف بعض المحتجين في القاهرة “يا مبارك يا مبارك.. السعودية في انتظارك.”

وتعاني احزاب المعارضة المسجلة في مصر من الضعف والتفكك. ولم توجه جماعة الاخوان المسلمين المحظورة التي تعتبر صاحبة اكبر شبكة شعبية في مصر نداءات لاعضائها للمشاركة في المظاهرات لكن قالت ان البعض سيشارك بصورة شخصية.

doualia

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire