mardi 11 janvier 2011

ضربة معلم يا ملك الأردن, الملك عبدالله يستبق غضب الشارع بخفض الأسعار


منبر , مراكش الحمراء , قاطرة التدوين للشعوب الحرة المقهورة

الملك عبدالله يستبق غضب الشارع بخفض الأسعار

العاهل الأردني يأمر الحكومة بالتحرك سريعا لاحتواء سخط شعبي يتزايد من تفاقم الغلاء ويكلف القوات المسلحة بتحمل فرق الكلفة.

جرس إنذار: السخط الشعبي يتزايد في المملكة

تستعد الحكومة الأردنية لاتخاذ إجراءات عاجلة من اجل خفض الأسعار، تماشيا مع توجيهات العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، حسبما صرح مسؤول أردني رفيع الثلاثاء، في وقت يتزايد فيه السخط الشعبي في البلاد.

وقال المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن اسمه ان "الملك وجه أمس (الاثنين) رئيس الوزراء (سمير الرفاعي) إلى اتخاذ خطوات فورية وفاعلة للتخفيف من آثار ارتفاع أسعار السلع الأساسية لتمكين المواطنين من تلبية احتياجاتهم الأساسية".

وأضاف ان "الملك أكد على ضرورة ان تكون هذه الخطوات ذات أثر سريع ومباشر يلمسه المواطنون، خصوصا فيما يتعلق بتوفير السلع الأساسية بأفضل الاسعار الممكنة".

من جهة ثانية قال بيان رسمي ان الملك وجه الجيش "بعدم رفع سعر أي مادة تموينية والمحافظة على السعر القديم وخاصة مادتي السكر والأرز، على الرغم من ارتفاع أسعار هذه المواد في الأسواق المحلية والعالمية وان تتحمل القوات المسلحة الأردنية فرق الأسعار لهذه المواد".

وتمتلك القوات المسلحة الأردنية مؤسسات استهلاكية عسكرية تقوم ببيع ما يزيد عن 80 منتج استهلاكي للأفراد العسكريين والأمنيين وعوائلهم فضلا عن المدنيين، تبيعها بأدنى الأرباح أو بلا أرباح.

وبحسب الأرقام الرسمية، فقد بلغ معدل التضخم في الأردن الشهر الماضي مستوى قياسيا جديدا بارتفاعه إلى 6.1%.

ويرى المراقبون ان قيام الدولة باتخاذ هذه التدابير يأتي بعد تزايد السخط الشعبي والاحتجاجات ضد غلاء المعيشة، فضلا عن العنف في المحافظات بسبب تدني فرص العمل.

وكان النقابي العمالي الزراعي محمد السنيد دعا إلى تنظيم احتجاجات في جميع أنحاء المملكة بعد صلاة الجمعة المقبل.

وقال زكي بني ارشيد القيادي في حزب جبهة العمل الإسلامي، الذراع السياسية للإخوان المسلمين وابرز أحزاب المعارضة في البلاد ردا على سؤال لوكالة فرانس برس، ان الحركة "لم تقرر بعد المشاركة في هذا الحدث".

ومن دون مشاركة الإسلاميين تبدو ان فرص نجاح هكذا حدث تكاد تكون معدومة.

وبالموازاة دعا العاهل الأردني أيضا في البيان الحكومة إلى "البدء بتنفيذ مشاريع إنتاجية وخدمية توفر فرص العمل وتعالج نقص الخدمات في جميع المناطق الأقل حظا، والمحتاجة لها في محافظات المملكة كافة".

ولم يحدد البيان ماهية هذه التدابير أو المشاريع.

ودعا المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن همام سعيد الثلاثاء الحكومة الأردنية لأخذ العبرة مما يجري في تونس والجزائر جراء انتفاضة المواطنين ضد الغلاء.

وقال سعيد، في بيان صحافي، ان ما يجري في بعض البلاد العربية من أحداث "مؤسفة" أدت الى وقوع عشرات القتلى والجرحى هو "جرس انذار". واعتبر أنه "يجب أن تستشعر الأنظمة العربية من خلاله "ضرورة تغيير السياسات عوضاً عن مواجهة الغضب الشعبي بالهراوات والغازات المسيلة والرصاص الحي".

وقال سعيد "نوجه هذا الكلام بنفس الدرجة إلى الحكومة الاردنية لتأخذ العبرة بما يجري حولها"، اذ ان "حالة الاحتقان الشعبي العالي والضغط المستمر على قوت المواطن وحاجاته الضرورية والتضييق على الحريات وتكميم الأفواه وإدارة الظهر لقوى الشعب الحية والعقلاء من أبناء الأمة وعدم السعي لإيجاد خطوط تواصل حقيقية مع القوى السياسية وتجاهل الملفات الخطيرة التي تهدد امن البلاد ومستقبلها ينذر بعواقب وخيمة".

وطالب سعيد الحكومة بالتصدي لحالة انفلات الأسعار الذي قال إنها "بلغت مستويات مهددة للأمن المجتمعي".

ودعا الى تفكيك حالة الاحتقان الشعبي من خلال اتخاذ خطوات "اصلاحية جادة"، مشيراً إلى ان "الضغط المستم"ر على المواطنين من شأنه ان "يولد انفجاراً لا تحمد عقباه".

كما طالب "بمراجعة شاملة" لسياسة الأسعار ولا سيما المشتقات النفطية وقال ان "على الحكومة أن تكون بالغة الحساسية وهي تقترب من الفقراء والمستضعفين من أبناء الشعب".

وتأتي تصريحات المراقب العام في الوقت الذي تتهيأ فيه قوى سياسية ونقابية وشبابية لتنظيم مسيرات احتجاجية على الغلاء في العديد من المدن الأردنية يوم الجمعة المقبل حيث يشكو الأردنيون من ارتفاع في الأسعار طال معظم السلع والخدمات.

وتظهر استطلاعات الرأي ان ارتفاع الأسعار يعد المشكلة الأولى التي تواجه الأردنيين في بلد لا يتجاوز فيه الحد الأدنى للأجور 155 دولارا شهريا.

وتقدر نسبة البطالة في المملكة التي يبلغ عدد سكانها نحو ستة ملايين نسمة وفقا للارقام الرسمية، بـ14.3%، بينما تقدرها مصادر مستقلة بـ25%.

ميدل ايست أونلاين/ عمان

*********

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire