vendredi 14 janvier 2011

الغارديان: "ثورة الياسمين" في تونس تهز أركان الحكومات العربيّة


الإضرابات الدامية غير المسبوقة التي شهدتها شوارع تونس
أحدثت الإضرابات الدامية غير المسبوقة التي شهدتها شوارع تونس أصداءً وردود أفعال هائلة في كافة البلدان العربيّة التي ترقب باهتمام بالغ تطورات الأوضاع في تونس، لاسيما وهي ترى النظام التونسي، باعتباره واحدًا من أكثر النظم القمعيّة في المنطقة، وهو يقدم تنازلات بعيدة المدى أمام القوى الشعبيّة.
وشهد هذا الأسبوع عددًا من الإجراءات والتدابير الاقتصاديّة الطارئة في كثير من البلدان العربيّة، بداية من الأردن وحتى ليبيا والمغرب، وذلك في أعقاب التظاهرات الاحتجاجيّة التي نشبت بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائيّة والوقود، وقد أثارت المشاهد الدراميّة الداميّة، التي شهدتها شوارع تونس، بعض الهلع في بعض الأوساط الرسميّة العربيّة، والمخاوف من امتداد عدوى ما شهدته شوارع تونس إلى بقيّة البلدان العربيّة الديكتاتوريّة المجاورة التي تعاني شعوبها من البطالة وتقييد الحريّات.
كما شهد موقع تويتر على شبكة الإنترنت، وهو موقع التواصل الاجتماعي، تعليق أحد المواطنين المصريين "إن كل زعيم عربي يعيش حالة من الرعب الآن، وهو يرقب ما يحدث في تونس، كما أن كل مواطن عربي يتطلع إلى ما يحدث في تونس، وتحدوه آمال عريضة، ومشاعر التضامن مع الشعب التونسيّ".
وأشارت صحيفة الغارديان البريطانيّة إلى أن التأثير الذي أحدثته الاضرابات في تونس كان هائلا وعظيمًا، وذلك في ضوء أن الرئيس التونسي زين الدين بن علي، الذي كان ينظر إليه كل أفراد شعبه، ممن عانوا خلال فترة حكمه، باعتباره رجلا فرض نفسه على شعبه رئيسًا مدى الحياة، وكان معروفًا في الأوساط الغربيّة باعتباره واحدًا من أكثر الزعماء العرب الديكتاتوريين قدرة وفعاليّة في فرض حكمه المطلق على شعبه، وبصرف النظر عمّا سوف تشهده البلاد في المرحلة المقبلة، فإن مجرد إعلان الرئيس التونسي عن نيّته في عدم التجديد لفترة رئاسة أخرى في المستقبل، وما تبع ذلك من تعذّر قيامه بممارسة مهام الرئاسة، وتولي رئيس الوزراء التونسي محمد الغنوشي السلطة موّقتًا، هو حادث جلل يصب في مصلحة التوجهات الإصلاحيّة في تونس.
كما أشارت أيضًا إلى مصر، وهي أكثر البلدان العربيّة ازدحامًا بالسكان، باعتبارها مثالا صارخًا لما يمكن أن يتعرض لما تعرض له تونس، وذلك في الوقت الذي يسعى فيه الرئيس حسني مبارك، البالغ من العمر 82 عامًا، إلى فترة رئاسة جديدة خلال العام المقبل، بعد أن أمضى في الحكم أكثر من ثلاثين عامًا، وتقارن صحيفة الجارديان بينه وبين الرئيس التونسي بن علي، وتقول بأن حسني مبارك يقف بقوة ضد اقتراب الإسلاميين في البلاد من السلطة، في الوقت الذي يتسامح فيه مع بعض قوى المعارضة العلمانيّة الضعيفة.
وتصف الغارديان خروج الرئيس بن علي، البالغ من العمر 74 عامًا، بأنه خطوة على طريق التقدم نحو الديموقراطيّة، كما تصفه بأنه بمثابة إنذار خطر في المنطقة يحذّر كافة أنظمة الحكم الجمهوريّة في كل من سوريا وليبيا ومصر، التي تعمل على توريث الحكم وعدم تداول السلطة، على نمط أنظمة الحكم الملكيّة المتوارثة في دول الخليج العربي والمغرب.
وأشارت الجارديان إلى حرص قناة الجزيرة العربيّة في الوقت الراهن، باعتبارها القناة التليفزيونيّة الأكثر تحررًا والأكثر تحريضًا، على إبراز حالة الهياج في الشارع العربي، وقيامها بنقل صورة الصدام بين المتظاهرين في تونس وقوات الأمن التونسيّة المسلحة بكافة العتاد، كما لعبت مواقع تويتر والفيس بوك وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت، دورًا في التغلب على الرقابة التي تفرضها السلطات التونسيّة، وفتح مناقشات واسعة حول تأثير ما أسمته، ثورة الياسمين، أو انتفاضة الشباب، نسبة إلى الانتفاضة الفلسطينيّة في إسرائيل، ومن بين الرسائل التي جاءت على هذه المواقع رسالة تونسيّة تقول "شكرًا إلى كل العرب الذين ساندونا، وإن شاء الله ستعُمُّ الحريّة العالم العربي من الخليج إلى المحيط"، ورسالة أخرى تقول "إلى كل الأخوة والأخوات في تونس، استمروا فيما أنتم عليه، فالشعوب العربيّة تحسدكم على ما فعلتموه، وتنظر إليكم بإعجاب".
تونس ـ العرب اليوم

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire