samedi 8 janvier 2011

مفتي تونس يدعو إلى عدم الصلاة على المحتجين المنتحرين حرقاً زجراً لغيرهم

صوت سيده ...مفتي تونس يدعو إلى عدم الصلاة على المحتجين المنتحرين حرقاً زجراً لغيرهم


باريس - دعا مفتي تونس التي شهدت في الفترة الأخيرة حالات انتحار حرقا إلى عدم الصلاة على المنتحر "استنكارا لما صدر عنه وزجرا لغيره".


مفتي تونس عثمان بطيخ مع الرئيس بن علي
مفتي تونس عثمان بطيخ مع الرئيس بن علي
وقال الشيخ عثمان بطيخ مفتي تونس ، في تصريحات نشرتها اليوم جريدة "الصباح" اليومية على موقعها في شبكة الإنترنت إن "الانتحار ومحاولته جريمة وكبيرة من الكبائر، ولا فرق شرعا بين من يتعمد قتل نفسه أو قتل غيره".

وأضاف: ".. سيان، أكان القتل بسم أو بسلاح أو بحرق أو بغرق، فكله عمل شنيع، ومحاولة ذلك جريمة يعاقب عليها الشرع والقانون ، والمنتحر مرتكب كبيرة وليس بكافر فيغسل ويصلى عليه ويدفن في مقابر المسلمين ولا يصلي عليه الأفاضل من الناس استنكارا لما صدر عنه وزجرا لغيره".

وتابع أنه: "على المرء أن يكون عاقلا مسيطرا على انفعالاته متغلبا على الصعاب بالصبر والجد والاجتهاد ولا يستنكف من أن يعمل أي عمل شريف لئلا يكون عالة على غيره، وعلى المرء أن لا تهزه العواطف والأقاويل المغرضة، والتعاطف مع ضعفاء الحال لا يكون بالبكاء والصراخ وإنما بتقديم المساعدات المادية لهم".

وأضاف: "ولو أخرج الأغنياء زكاة أموالهم ووزعوها بالعدل على المناطق الأكثر احتياجا وفقرا، لكان خيرا لهم ولغيرهم".

وانطلقت يوم 18 كانون اول/ديسمبر 2010 شرارة احتجاجات اجتماعية وأعمال عنف غير مسبوقة في عدة مدن بمحافظة سيدي بوزيد (جنوب العاصمة تونس) غداة إقدام بائع متجول على الانتحار بإحراق نفسه احتجاجا على تعرضه للصفع والبصق على الوجه من قبل شرطية (امرأة) تشاجر معها بعد أن منعته من بيع الخضر والفاكهة دون ترخيص من البلدية، ولرفض المحافظة قبوله لتقديم شكوى ضد الشرطية.

سكب الشاب الذي يدعى محمد البوعزيزي /26 عاما/ البنزين على جسمه وأضرم النار في نفسه أمام مقر محافظة سيدي بوزيد يوم 17 كانون أول/ديسمبر 2010، ، ثم توفى مساء الثلاثاء الماضي (الرابع من كانون ثان / يناير 2011 ) بعد صراع مع الموت بأحد المستشفيات.

فجرت هذه الحادثة موجة احتجاجات اجتماعية لا تزال مستمرة بعد أن امتدت إلى عدة محافظات أخرى في البلاد، ويندد المحتجون بـما يسمونه "تردي ظروف المعيشة وتفشي البطالة والفساد".

أسفرت مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين يوم 24 كانون أول /ديسمبر 2010 في مدينة "منزل بوزيّان" التابعة لمحافظة سيدي بوزيد عن مقتل شخصين اثنين برصاص الأمن وجرح العديد.

وأقدم عدد من الأشخاص، أغلبهم من العاطلين، عن العمل على إحراق أنفسهم­في وقت لاحق­ بنفس طريقة البوعزيزي.

كانت دراسة أعدها ثلاثة من كبار أطباء الأعصاب في تونس ونشرت سنة 2005 أظهرت أن واحدا من بين كل ألف تونسي يحاول الانتحار، وأن نسب الانتحار في تونس ، التي يبلغ عدد السكان فيها أكثر من 10 ملايين ، أصبحت تفوق المعدلات في باقي الدول العربية.

قدرت الدراسة مجموع محاولات الانتحار التي يتم تسجيلها سنويا في تونس بحوالي 10 آلاف محاولة تنجح فرق الإسعاف في إنقاذ حياة أغلب منفذيها.

أعلن الدكتور أمان الله المسعدي أستاذ بكلية الطب ورئيس قسم الإنعاش الطبي بـ "مركز الإصابات والحروق البليغة" الواقع بمحافظة بن عروس (10 كلم جنوب العاصمة تونس) في تصريحات نشرتها جريدة "الصباح" التونسية في وقت سابق أن المركز استقبل منذ بداية 2010 وحتى تشرين أول /أكتوبر من نفس العام 280 حالة لأشخاص أقدموا على الانتحار بحرق أنفسهم.

وأفاد بأن "محاولات الانتحار تمثل 12 بالمئة من مجموع الحالات الوافدة سنويا على المركز.. في مجملها، تكون المحاولة بسكب كمية من البنزين على الجسم و إشعال النار وهو عادة ما تنتج عنها إصابة بحروق بليغة لأن النيران تلتهم الضحية من أخمص قدميه إلى رأسه".

السبت 8 يناير 2011
p:/د ب أd.

1 commentaire: