مراكش الحمراء // مساهمات شباب الفيسبوك
يعقوب و الإله
ميد العروسي
ذكر في العهد القديم أن الإله يهوه كان ذات ليلة يتجول فوق كوكب الأرض ، فإذا بالنبي يعقوب يدخل معه في صراع بالأيادي ـ لم يوضح سبب الصراع و لا من بدأه ـ على نحو المصارعة الحرة WWF. و امتد الصراع بينهما ليلة كاملة حتى جاوز الفجر على الطلوع. و لما رأى يهوه نفسه عاجزا عن تخليص نفسه ، توسل إلى عدوه و طلب منه إطلاق صراحه لأن الفجر شرف على الطلوع و عليه أن يعود إلى السماء.وبديهى يرفض يعقوب أن يطلق سراح ” الإله ” ..!!! ففرصه لن تعوض أن يمسك يعقوب بـ ” الإله ” ويطلقه بدون أن يملى عليه شروطه ..!!! وفعلا يملى يعقوب شرطه على الإله وهو أن يباركه. ولم يجد الإله بدا من الرضوخ ليعقوب وشرطه ، وإلا فلن يستطيع الفكاك من بين يديه ( أى من بين يدى يعقوب ) ويبارك الإله يعقوب وهو مكره.حتى يستطيع أن يخلص نفسه من هذا المأزق الحرج ، فالصبح قد اقترب وكان عليه ـ أي كان على الإله ـ أن يعود إلى السماء قبل بزوغ الشمس.
[ (22) ثم قام ( يعقوب ) فى تلك الليلة وأخذ امرأتيه وجاريتيه وأولاده الأحد عشر وعبر مخاضة يبوق (23) أخذهم وأجازهم الوادى وأجاز ما كان له (24) فبقى يعقوب وحده . وصارعه إنسان حتى طلوع الفجر (25) ولما رأى أنه لا يقدر عليه ضرب حق فخذه . فانخلع حق فخذ يعقوب فى مصارعته معه (26) وقال أطلقنى لأنه قد طلع الفجر . فقال لا أطلقك إن لم تباركنى (27) فقال له ما اسمك . فقال يعقوب (28) فقال لا يدعى اسمك فى ما بعد يعقوب بل إسرائيل . لأنك جاهدت مع والناس وقدرت (29) وسأل يعقوب وقال أخبرنى باسمك . فقال لماذا تسأل عن إسمى . وباركه هناك (30) فدعا يعقوب اسم المكان فينيئيل . قائلا لأنى نظرت الله وجها لوجه ونجيت نفسى (31) وأشرقت له الشمس إذ عبر فينوئيل وهو يخمع على فخذه ] ( الكتاب المقدس : تكوين {32} : 22 – 31 ) وكلمة ” إنسان ” فى هذا النص هنا تعود على ” الصورة التى ظهر بها الله ليعقوب ” ولا تعني مجرد إنسانا عاديا.
هذه الخرافة و إن كانت تبدو عجيبة فإنها تحمل بين طياتها دلالات و رسائل عميقة جدا. أولا،بدأت القصة بتجاوز يعقوب و أسرته للوادي ، بمعنى الإنتقال من مكان إلى آخر أي تغيير المكان و المنظور. ثانيا،ظهور العائق المتمثل في الإله. ثالثا،بداية معركة حامية الوطيس مع الآخر الذي يوجد في الضفة الأخرى من النهر. رابعا،الأثر المسجل على جسد يعقوب محفور بأحد أشكال الصراع حتى الموت. خامسا،هذا الأثر هو من سوف يعطي ميلادا للكلمة. سادسا،التعنت و المقاومة الشرسة أمام العائق و صراع هذا الاخير من أجل تركه يعبر إلى السماء. سابعا،المطالبة بالتآلف مع الآخر (المباركة). ثامنا،الإنتقال من مرحلة العنف إلى مرحلة الحوار و القبول بالتحول الذي فرضه الآخر( من يعقوب إلى إسرائيل). تاسعا،اكتساب اسم جديد و هوية جديدين. عاشرا، إسرائيل انتصرعلى الآخر و أرغمه على الإعتراف به وإنتزاع الهوية منه !!!!
تشابه كبير بين ما ذكر في العهد القديم و ما نعيشه الآن!!!
طالب من الرباط // من شباب الفيسبوك
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire