lundi 2 novembre 2009

و شهد شاهد من أهلها


مراكش الحمراء // فضائح الجيران

جزائريون يعرضون كلاهم للبيع

حسان. ط و محمد. ن و نعيمة. ف ، حالات لجزائريين قصدوا جريدة الخبر ليس للزيارة، بل ليحمّلونا نداء أثقل كاهلهم، ممثلا في عرضهم بيع كلاهم. فثلاثتهم ضاقت بهم السبل ولم يجدوا ما يرفع عنهم الفاقة التي يعيشونها رفقة أسرهم غير بيع أجزاء من أجسامهم, جيت ندلّل بكليتي ، هذا ما عبر به السيد حسان .ط ذو الـ 36 سنة الذي قصد، منذ أيام، مقر

جريدة الخبر . فبعد اتصال هاتفي معنا حول موضوع كان قد صدر بالجريدة عن مسألة التبرع بالأعضاء البشرية، أشار إلى وجود أكثر من 300 زوج جزائري بين متبرع ومتلقٍ ينتظرون عمليات زرع للكلى، دعوناه للتقرب من الجريدة نزولا عند طلبه لأن الموضوع الذي يريد التحدث إلينا بشأنه لا يمكن أن يناقش عبر الهاتف.

جاءنا الشاب الذي كان يجر وراءه أذيال خيبة أملا في بلد قال إنها غنية ببترولها الذي هو نعمة على البعض ونقمة على أمثاله . مشكلة حسان ، وهو أب لرضيعة لا تتعدى الـ 20 شهرا، تتمثل في عدم توفره على مسكن يأويه وعائلته، حيث كان يقطن رفقة عائلته الكبيرة ببيت مكون من 03 غرف بأحد الأحياء الشرقية للجزائر العاصمة.

وبعد وفاة الأبوين وتزوج الإخوة والأخوات بقي البيت العائلي لأخيه الأكبر وقرر هو بعد الزواج أن يلجأ للكراء، وتم له ذلك حيث استطاع أن يؤجر بيتا عتيقا مكونا من غرفة ومطبخ مع حمام جماعي مشترك بينه وبين الجيران في أحد العمارات القديمة بباش جراح، مقابل 4000 دج كان يقتطعها من مرتبه كعون نظافة في إحدى المؤسسات التربوية بالجزائر العاصمة، والذي لا يتجاوز الـ 16 ألف دج، يتصرف فيما يتبقى منه لسد حاجيات الأسرة. لكن قرار المالك إخراجهم من البيت قصد تهديم العمارة أدخل حسان في دوامة البحث عن بيت للتأجير، ليصطدم بالأسعار الخيالية المطلوبة، حيث كان أرخص سعر عرض عليه يتمثل في 17000دج مقابل غرفتين، ولدفع ثمن سنة من الإيجار اضطر السيد حسان إلى بيع ذهب زوجته واستلاف

المبلغ المتبقي لتسديد المطلوب. اليوم مرت أكثر من سنة لم يتمكن بعدها من تجديد الكراء سوى لثلاثة أشهر، وحاليا يعيش صاحبنا تحت وطأة ضغوط صاحب السكن الذي يطالبه بالخروج أو دفع مستحقات ثلاثة أشهر أخرى.. لتظلم الدنيا في عينيه خاصة أنه بات من المستحيل، حسبه، أن تجد من يقرضك قليلا من المال، وإن حصل يضيف محدثنا فمقابل فائدة يشترطها ليطالب مثلا بـ 5 آلاف دج زيادة مقابل مبلغ 15 ألف مقترض . وأمام هذه الوضعية يعرض السيد حسان. ط كليته للبيع، مؤمنا أنه لو تم ذلك لاستحق المبلغ عن جدارة لأنه دفع مقابله من لحمه. ليضيف ابن وادي شايح قائلا البلاد هاذي ما دراتلي والو.. حومتي فيها الخدمة، الزطلة وكاشيات الروش كاينة والكسب فيها كبير ، لكنه يرفض أن تيتّم ابنته في الحياة حينما يزج به في السجن، ويبقى أمله قائما في أن يجد مشترٍ لكليته المعروضة للبيع.

مثل حسان قصدنا محمد من مغنية و نعيمة من باش جراح، يعرض كلاهما كليتيهما للبيع بسبب الفقر الذي يعانيان منه، ويرفضان أن يرضخا لمساومات مقابل قليل من المال، ويفضلان التخلي عن عضو من أعضائهما البشرية مقابل العيش الكريم.. وغيرهما ربما كثيرون لم تصلنا بعد رغباتهم المماثلة.

والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا المضمار، هل بلغ حد الفقر والحاجة بفئة من الجزائريين حد عرض عضو من أعضاء أجسامهم النبيلة للبيع؟ في الوقت الذي شهدت بلادنا سنوات رخاء لا يضاهى، وتجاوز فيه محتوى خزينة الدولة الـ 04 آلاف مليار دج؟ أم أن المستفيد فئة من أكابر القوم على حساب الفقراء والمساكين.

الجزائر تايمز / ص. بورويلة الخبر


01.11.2009.37

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire