jeudi 6 janvier 2011

الجزائر و تونس و المغرب..تململٌ اجتماعي و غضبٌ شعبي يدفعُ نحو انفجارِ الأوضاع

شوارع الجزائر تحترق بعد قرار الحكومة الزيادة في أسعار المواد الغذائية

تترجم الاحتجاجات الاجتماعية العنيفة في تونس والجزائر تململا اجتماعيا عميقا يطال خصوصا الشباب من خريجي الجامعات، ما يفاقم الأزمة الاقتصادية ويزيد من ضعف النخب السياسية.

وتشهد تونس منذ 17 كانون الاول/ديسمبر الماضي ثورة اجتماعية غير مسبوقة انطلقت من الوسط الغربي للبلاد مخلفة اربعة قتلى، اثنان في تظاهرات واثنان في عمليتي انتحار.

وفي الجزائر اندلعت اعمال شغب في الايام الاخيرة في مدن البلاد للتنديد بالبطالة وغلاء الاسعار.

ويرى المحللون ان هناك نقاطا مشتركة بين البلدين ومع المغرب المجاور، فاقتصاديات هذه البلدان الثلاثة لم تتمكن من توفير آفاق للشبان الذين يدخلون سوق العمل وبينهم الكثير من حاملي الشهادات الجامعية.

وقال ادريس بنعلي الخبير الاقتصادي والاستاذ في جامعة محمد الخامس بالرباط انه “في هذه البلدان الثلاثة سجلت جهود في مستوى التعليم غير ان ذلك لم يواكبه تفكير في آليات دمج الشباب الخريجين في المجموعة الوطنية الامر الذي يمر بداهة بالعمل”.

وكان الشاب التونسي م

حمد البوعزيزي (62 عاما) الذي اضرم النار في جسده في كانون الاول/ديسمبر وتوفي الثلاثاء متاثرا بحروقه, احد هؤلاء الشبان الجامعيين.

وكان يعمل بائعا متجولا بسبب عدم عثوره على وظيفة, قبل ان تصادر الشرطة البلدية في مدينة سيدي بوزيد بضاعته.

وزادت الازمة الاقتصادية العالمية من حدة هذه الصعوبات وكذلك ارتفاع اسعار المواد الغذائية رغم انها مدعومة في هذه الدول. واثر اضطرابات الجزائر اكدت الحكومة ان “الدولة ستواصل دعم المواد” الاساسية.

مدينة سيدي بوزيد التونسية...الشرارة الأولى انطلقت من هنا

وقال بيار فيرميرن الاستاذ المحاضر في جامعة باريس1 “هناك الكثير من البطالة والكثير من اصحاب الشهادات العاطلين والوضع مستمر منذ فترة طويلة. وبقاء الوضع متماسكا رهن استمرار النمو الاقتصادي”.

واضاف “وعلاوة على ذلك اوقفت الازمة الاقتصادية الهجرة” التي كانت تشكل متنفسا لاقتصاد البلدان المغاربية حيث انها توفر حلا لبعض اصحاب الشهادات الجامعية.

وتابع المحلل انه بالاضافة الى ذلك, فان تونس والجزائر “بلدان يحكمهما نظامان سياسيان في ازمة” مع رئيسين هما زين العابدين بن علي وعبد العزيز ب

وتفليقة اللذان قال انهما يقتربان من نهاية عهديهما. واضاف انه في غياب بديل “ينشأ وضع سياسي قائم على الانتظار من دون افق” معلوم.

ومع ذلك, فان الانظمة السياسية في البلدان المغاربية مختلفة جدا حيث يقوم في تونس نظام موضع انتقادات شديدة بداعي غياب الحريات السياسية.

وقال انطون بصبوص من مرصد البلدان العربية “في تونس يتظاهرون لانهم يشعرون بالاختناق. العنف ليس فقط من طبيعة اجتماعية بل انه ايضا احتجاج على طريقة عمل النظام. ان نظام بن علي واسرته الغيا كل احتمالات تعويضهما. لم يعد هناك بديل للنظام وشاع الخوف”.

ويقول المحللون انه في الواقع فان الرئيس بن علي الذي يحكم قبضته على البلاد, لا تساوره مخاوف من ان تهدد ثورة اجتماعية نظامه.

في المغرب لعبة القط و الفأر بين الشرطة و حاملي الشهادات المعطلين لا تنتهي

ولاحظ كريم باكزاد من معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية بباريس انه “في المغرب الوضع ليس منغلقا الى هذا الحد. هناك معارضة قائمة. وبامكان الشبان العاطلين التظاهر لعدة اشهر امام البرلمان في الرباط”.

اما في الجزائر “فان حزب جبهة التحرير الوطني (الحاكم) يحتفظ بشرعية الحزب الذي قاد عملية التحرير الوطني” كما انه “بامكان احزاب المعارضة التعبير عن مواقفها في الفضاءات العامة”.

غير انه سيتعين على البلدان الثلاثة ان تاخذ في الاعتبار اثر الانترنت واحتمالات العدوى. وقال فيرميرن “الناس تتابع طوال اليوم الانترنت وفايسبوك والجزائريون يرون تماما ما يجري في تونس”, مشيرا ايضا الى دور قناة الجزيرة القطرية في نشر اخبار البلدان المغاربية.

doualia


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire