vendredi 14 janvier 2011

اصحاف جلالة وفخامة وسمو وحولهم زمر من المستشارين وكاتمي الأسرار يغرقونهم في الفساد


منبر , مراكش الحمراء , قاطرة التدوين للشعوب الحرة المقهورة

من أغادير غرباً حتى المحرق شرقاً حق عليهم كلام هيلاري كلينتون في الدوحة

حكام عرب بمستشارين مزورين يغرقونهم في الفساد !

اصحاف جلالة وفخامة وسمو وحولهم زمر من المستشارين وكاتمي الأسرار يغرقونهم في الفساد

كتب نصر المجالي

مع اعتراف الرئيس زين العابدين بن علي "الجنرال الأمني السابق" بالمسؤولية وهو موقف "شهم" لم يبادر إليه من ذي قبل أي زعيم عربي وصل السلطة لى متن دبابة كان أو بـ "الوراثة" او بـ "التحول" أو التصحيح" وهي مصطلحات صارت ثابتة في الذاكرة العربية كقرآن منزل أو حديث منسوب للنبي، فإن الزعيم الليبي معمر القذافي عميد كل الزعامات الواصلة إلى الحكم بانقلاب استغل المناسبة عند الجار الغربي الذي يحاصر أهله بما يجود به من المشتقات النفطية بين حين وآخر أو عبر "سياحة ممجوجة" ثم غلق الحدود على هواه ليدلي بما لدية من "حكمة" المشاركة الشعبية في السلطة.

والعقيد الذي أطلق لجانا شعبية ومؤتمرات في سبعينيات القرن الفائت ومعها أطول اسم لدولة في "الجماهيرية الشعبية الاشتراكية العربية الليبية" نصب بالأمس من نفسه مفتيا في مسالة حقوق الشعوب العربية في ممارسة السلطة. وكأن العقيد القذافي نفسه سمح منذ الانقلاب على الشرعية قبل 42 عاما أشرك شعبه في قرار من يومها أو أنه منحه نافذة يتنفس منها اللهم إلا سباقات الخيل والإبل ومهرجانات الخطابات في مديح نبي الصحراء وعميد الأشراف وسلطان سلاطين إفريقيا وملك ملوكها و.و..وما إلى ذلك من ألقاب جاه وعز وسلطان .. وديكتاتورية ومطاردات للمعارضة وقتلا في عواصم الأرض بالسم أو الرصاص بينما معارضي الداخل ليسوا بأفضل حظاً فالقيد "حشرهم في سجن كبير" لعل سجن أبو سليم النسخة المصغرة عنه.

لا فض فوه، قال الخميس ان مظاهرات شعوب العالم ضد حكوماتها إلى حرمانها من ممارسة السلطة، وحل مشاكلها بنفسها من خلال جلوسها على الكراسي في مؤتمرات شعبية وفق النظام الجماهيري الذي تطبقه بلاده.

وتابع في خطاب أمام أحد المؤتمرات الشعبية في مدينة سبها عبر التلفزيون الليبي مباشرة قائلا: "لو أن كل الشعوب جالسة على الكراسي في المؤتمرات الشعبية تمارس السلطة وتحل مشاكلها لما وُجدت أزمة في العالم ولا مظاهرات ولا تمردات ولا إطلاق نار أو رصاص أو حرائق في كل مكان في العالم".

واعتبر صاحب الكتاب الخضر، في هذا الخصوص أن كل الأحداث التي تجري في العالم هي من صنع "حفنة من البشر" الذين يتحكمون في مصير الشعوب ويقدمون لها "برامج مزورة" خلال الانتخابات يتضح فيما بعد بأنها مجرد "دعاية انتخابية".

وشدد في هذا الصدد، على ضرورة أن تتولى الشعوب بنفسها السلطة، "لحل مشاكلها ومعالجة ظروف معيشتها"، مذكرا بأن الذين يمارسون السلطة نيابة عن هذه الشعوب قد "وقعوا في مشاكل كثيرة". ولفت إلى الأنظمة النيابية فشلت في تحقيق طموحات ورغبات هذه الشعوب، مدللا على ذلك بخروج الناس للشارع باعتباره "مؤتمرها الوحيد في هذه الحالة".

ونبه القذافي إلى أن السلطة في هذا العصر تختلفا عنها في العصور التي قبلها، مبينا أن السلطة أيام كان يتحكم فيها الملوك والأباطرة والسلاطين "تختلف عنها اليوم لأنه أصبحت تخص معيشة الناس".

ولم يكتفي العقيد بنقد واقع الحال في محيطه العربية حيث الديكتاتوريات المحنطة هي صاحبة القرار ومثلها الابهى موجود في جماهيرية العقيد ننفسه، بل انه امتد في كلامه إلى قلاع الديموقرطية ذاتها، فهو يتسال: "لماذا تخرج الجماهير بالملايين في الشوارع بأميركا وبريطانيا ضد الحرب في العراق أو أفغانستان"؟ موضحا أن السبب يعود إلى أن تلك "الجماهير لم تقرر ذلك".

وقال "لو كانت السلطة بيد هذه الشعوب وجلس الشعب الأميركي والشعب البريطاني كل واحد منهما، في مؤتمرات شعبية، لقرر كل واحد منهم عدم إرساله أبنه؛ لكي يموت في مستنقعات العراق أو جبال أفغانستان".

ولفت في هذا الصدد إلى أن شعوب الغرب ليست كلها تعادي في العرب أو الشرق "ولكن حفنة من الحكام الذين يحكمونها هم الذين يعادون الآن في العرب أو الشرق ويحاربون في الإسلام وفي العرب وفي أفغانستان وفي العراق".

هنا نجدها مناسبة ليس للرد على العقيد أو تحليل ما جاء به الرئيس التونسي من اعترافات قد تكون هي الأخطر في تاريخ حاكم في العالم على الإطلاق، وحيث ان العقيد صار "عقدة أبدية لا حل لها في الحال الليبي المحاصر" فانه مع اعترافاته كان المؤمل من زين الابدين بن علي سيد قصر قرطاج أن يعلن تنحيه بعد الخطاب.

وخطوة مثل ما كنا نأمل ويأمل معنا الشعب التونسي "وهي إعلان الاستقالة" كان يُمكن لها أن تُدخل الرئيس بن علي التاريخ من أوسع بواباته ثم انها قد تكرس شرعة ومنهاجا يجتبيها كثيرون من حكام العالم العربي والإسلامي سواء من أتي منهم للحكم بالوراثة في ملكيات كل منها يدعي شرعية اختلقها لنفسه أو على متن دبابة حاصر بها الحاكم السابق واطاحه كونه طاغية لا يستجيب لمطالب الجماهير.

صحيح ان الرئيس التونسي اعترف بأنهم "غلّطوه وقدموا له التقارير الغلط" لكن هذا لا يعفيه شخصيا من المسؤولية .. مسؤولية اختيار وتعيين هؤلاء هؤلاء الوزراء والمستشارين والخدم والحشم الذين منحوا السلطات كاملة في القصر الجمهوري وفي ساحة الشعب والسلطة، ومن أعطاهم المسؤولية عن الاستماع اليهم وحدهم دون غيرهم، وتصديق ما يقولونه في أذنه، والأخذ بتوصياتهم بل ودسائسهم، واحتقارهم للشعب ومطالبه.

بالتأكيد ليس الحل الاعتراف أمام الشعب التونسي بتحمل المسؤولية بالأخطاء وحسب، كان ما "يُشفي غليل التونسيين" هو الاستقالة ولا غيرها، وساعتها يمكن ان يختط زين العابدين بن علي ما لم يختطه قبله من ذي قبل، قبل أن يجيء ضابط أو جنرال ليقوم بمهمة "التحول أو التصحيح" من جديد وهكذا ..

كثيرة هي زمر المستشارين والبطانات التي تحيط بالحكام العرب، هذه الزمر من الناس موجودة حيثما كان في قصور رؤساء وملوك العرب وحكامهم، بالطبع ليست هي الشعوب التي جاءت بهم ونصبتهم قيمين على السطوة والقرار. وليست هي مصادفة أن يبادر في الشرق العربي الملك عبدالله الثاني إلى إصدار أوامره إلى حكومته بضرورة تلمس احتياجات المواطنين وضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لتخفيف أعباء الأزمة الاقتصادية وخفض أسعار المشتقات النفطية التي رفعتها حكومات الملك المتعاقبة تسع مرات في غضون ثلاث سنوات.

الم يكن الملك عبد الله الثاني يحس بمعاناة شعبه وهو الزائر الدائم لنواحي مملكته بادية وأريافا ومدنا ومخيمات ؟ أم ان تلك الجولات لا أكثر من "بروتوكولات" ينفذها مستشارون ووزراء مقربون صار بيدهم الحل والربط وصولا إلى "المكياج الإعلامي للملك" وعرض صوره معانقا هذه العجوز أو ذلك الكهل في هذه القرية أو ذلك المخيم وكان أمرا إعلاميا كهذا يشبع الناس ويخفف عنها ضنك معيشتهم ويحميهم من غوائل ارتفاع الأسعار بما في ذلك أسعار البندورة التي ترتفع حالها حال المشتقات النفطية .. بينما وحده "الإنسان الأردني .. وهو أغلى ما نملك - كما يقال في الخطاب السياسي الإعلامي - الذي يتراجع ثمنه ووزنه وقيمته ووجوده" !.

من أغادير في الغرب حتى المحرق في الشرق العربي المنهك، حق على حكام العرب كافة، ولا استثناء لأي منهم، كلام الوزيرة هيلاري كلينتون في منتدى المستقبل في الدوحة الخميس: أصلحوا حالكم وانتهجوا الإصلاحات سبيلا .. وإلا هناك من هم جاهزون للحلول مكانكم !..

فالمنطقة ومؤسساتها تغرق في الرمال وفي الفساد سواء بسواء .. هناك أوطان وشعوب تتشتت وتتمزق وتنفصم .. فمن المسؤول !؟.

.. بالتأكيد سيلقون اللوم على: الصهيونية والماسونية والامبريالية !

المصدر / أرام الجمعة 14 كانون الثاني / يناير / 2011

*********

بريد مراكش الحمراء

Khllmouhamed8@gmail.com

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire