vendredi 3 juillet 2009

مغربنا و مغربهم..

مراكش الحمراء // تحقيقات

مزابل قوم عند قوم فوائد.

محمد كوحلال

مقدمة // لذة جنسية على طاولة مطعم أمريكاني

بأحد أحياء مراكش / جوهرة الجنوب/ و عاصمة السياحة الترفيهية و التاريخية و الثقافية و الجنسية و بورد يل إفريقيا للجنس و مشتل المشاهير و أغنياء المعمور.وسط مراكش و تحديدا بحي / جليز / الراقي نظمت جهة ..ما.. عرسا غنائيا من تنشيط مجموعة من الشباب قبالة مكتب البريد الرئيسي غير بعيد عن مطعم / ماكدونالد / السيئ الذكر المعروف بنقطة التلاقي لمجموعة من الفتيات في عمر الزهور بتنور اتهم القصيرة جدا جدا , و هن يرغبن في الحصول على زبون من أولئك المكبوتين أصحاب البطون المنتفخة و المؤخرات المكتنزة و الحديث عن الخنازير الخليجية / بني قريش / . و قد شاهدت بأم أعيني طريقتهم في جلب الفتيات إلى طاولاهم داخل المطعم الزفت السابق ذكره أعلاه. و هم أقرب إلى البهائم أضف إلى دالك أصحاب العيون الخضراء أصحاب البشرة البيضاء هم بدورهم يبحثون عن السيقان الرطبة و اللحوم الطرية ..و البقية تعرفونها..فمراكش للأسف الشديد صارت دالية تختفي تحت ظلالها عالم الجنس من كل الأصناف..عذرا إنها الحقيقة..

غرضي فقط القضاء على كل الكلاب التي تنهش لحم بناتنا و ليس في نيتي الإساءة لبلدي إطلاقا و بتاتا و نهائيا لكن التذمر يقظ مضجعي..

ما عالينا .. قلت.. منطقة / جليز/ الراقية جل روادها و سكانها من فئة الطبقة المتوسطة و الميسورة حيت علامة النعمة و البحبوحة بادية على الخدود بالإضافة إلى محاولة الكثير منهم التحدت بالفرنسية كرمز للتحضر و تقليد أعمى للغرب في حين أن الألباب لازالت خاملة و جامدة.

مدخل // زبالة مقابل دراهم معدودة..

يوم الجمعة 03/ 07 / 09 / قمت بزيارة الحي الراقي لغرض حضور حفل غنائي بساحة البريد المركزي. أخدت مكانا غير بعيد عن منصة العرض و بعد هنيهة أثار انتباهي شخص في عقده التالت تقريبا يجر عربة بعجلتين , بخطوات متثاقلة و عربته حبلى بمجموعة من الأكياس البلاستيكية من الحجم الكبير.استغرب للأمر لكون المكان لا ينسجم مع المشهد فأحسست بقرصة الفضول تحرك بؤبؤه عيني فقررت أن أتابع الشخص بدل العرض الزفت الذي لم يلاقي استجابة الجمهور. تبعت الرجل من الخلف حوالي عشرة أمتار ليتوقف أما مجموعة من أكياس القمامة بجانب الشارع المؤدي لولاية الأمن بمراكش. فرمل الرجل الدرويش و المسكين عربته و بدأ يقلب ما بداخل القمامة و أخد يستخرج مجموعة من القنينات البلاستكية و الزجاجية التي كانت في ضيافة سكارى و عشاق النبيذ الأحمر الأكثر استهلاكا بالمغرب .ما تنسو ان المغرب بلد .. و عندنا كمان يا سيدي وزارة تسمى / وزارة الأوقاف الشؤون الإسلامية / .

المنطقة معروفة بأهلها / المتريشين / و أكتر المناطق استهلاكا للجعة و النبيذ الأحمر ..اللهم لا حسد ..ما يربو على 5 دقائق كنت أتابع المشهد / الهتشكوكي / حيت كان المسكين منهمكا في تفتيش القمامة تفتيشا دقيقا و كأنه رجل جمارك ..الله .. يا ربي .. على شعبنا .. يا ربي ..

الدرويش كان غير مهتم لا بالحفل و لا بالمارة, مرة أخرى شعرت برغبة قوية لتبديد الغيوم التي شلت تفكيري و جعلتني جامدا و قررت أن أفتح دردشة طمعا في جواب يشفي غليلي حول حياة إنسان يعيش عالما أجهله حينها كان فؤادي يعتصر و يتقيأ زبدة المرارة, لحالة الرجل الغلبان بتلك الأسمال و البدن النحيل و العينان الجاحظتان .

دردشة // أسرة تعيش من القمامة

س // اسمح لي سيدي هل لي بسؤال بارك الله فيك ؟

ج // نعم..سيدي..// نظر إلي باستغراب و الدهشة تغلف وجهه الشاحب //

س // لمادا تقوم بجمع القنينات من القمامة ؟

ج // هدا مصدر رزقي ..سيدي..

س // كيف فهده مجرد قمامة ؟

ج // بالنسبة لك ..نعم / يبتسم // أما بالنسبة لي فهده القنينات و غيرها فهي مصدر قوت عيالي..لأنني أقوم ببيعها لأصحاب الخردة .

س // عذرا سيدي.. على سؤالي ..كم تتقاضى مقابل ما تجمعه من القمامة ؟

ج // كل يوم نصيبه ..فخلال نهاية الأسبوع / السبت و الأحد / لا يقل دخلي عن 40 درهما / 4 يورو /

س // لمادا تحديدا نهاية الأسبوع و كيف تكون الأحوال في الأيام الأخرى ؟

ج // / السبت و الأحد / يومي عطلة حيت تعج كل قمامات المنطقة بقنينات النبيذ من جراء العدد الكبير للمستهلكين بخلاف الأيام الأخرى فهناك / القحط / و بصعوبة كبيرة و جهد مضني و ماراتون في كل شوارع و أزقة الحي , متفقدا كل القمامات فإجمال دخلي لا يتعدى في أحسن الأحوال 20 درهما / 2 يورو /

س // هل أنت متزوج ؟

ج // نعم سيدي و لدي طفلة و أسكن في غرفة مع الجيران بالمدينة العتيقة.

شعرت باليأس و الشفقة على مواطن مسكين لا يملك من زاد الدنيا سوى عربة و ما تجود به قمامات المنطقة الراقية, لا أخفيكم أنني عانيت من ضيق في التنفس و كانت الرعشة الباردة تدب ببدني لم أستوعب ما سمعته..

نعم..لقد همدت نار الفضول لكن لبي لم يستطع تقبل الأمر و كأنني أعيش قصة قصيرة بعيون مفتوحة.

بادرت نفسي بفتح حوار داخلي / مونولوج / كيف لآدمي أن يعيل أسرته من خلال قمامة؟ بماذا ستنفعه تلك الملاليم المعدودة أمام جبروت الحياة و عنفوان الأسعار المجنونة و أنفلونزا فواتير الماء و الكهرباء؟؟ ....الخ

رباه ..كيف يعيش هؤلاء الدراويش ؟ فئة تحتسي شتى أنواع الخمور لتفرغ مكبوتات الحياة و همومها , و تقلب أجواء العمل بأجواء الأقداح و هز يا وز.. و فئة أخرى تقتات من فتات همومهم , ياهههههههههه..معادلة غريبة..معادلة / بنت كلب ..و بنت قحبة / .حقا.. انه عالم غريب بكل ما تعنيه الكلمة, أناس يجدون الخمور متنفسا و آخرون يحصلون على قوتهم من خلال زفير السكارى..

و أنا اجمع شتاتي محفظتي لأغادر المكان كان فكري مشلولا و عقلي مشتت و عيناي كانتا متعطشتان لقذف عبرات حتى أبعد الاختناق الذي أحسست به , عندها جلس بجانبي 4 شبان أعمارهم ما بين / 16 و 19 / ربيعا و كانت رائحة كريهة تنبعث منهم من خلال مادة سائلة يضعونها على قطعة قماش, بالإضافة إلى قنينة من حجم 1/2لتر/ من ماء الحياة/ من المشروبات الكحولية المنتشرة بشكل كبير جدا بين صفوف المشردين و طبقة الكادحين من فئة 5 نجوم تحت الصفر و هو مشروب عرف به اليهود المغاربة و يصنع من التنين و أنا أسميه كيروين// بنزين الطائرات // لأنه قوي المفعول يخطف لب شاربه بسرعة كبيرة و أغلب المحلات المختصة ببيع الخمور و ما أكترها بمراكش تقدم لزبنائها المشروب الزفت تحت اسم / تاوريرت من صنع مغربي مائة في المائة /

لكل واحد من هؤلاء الفتية قنينة يضعها تحت البنطلون, لغرض السفر إلى عالم أخر غير عالمنا. و لم تمر إلا تواني قليلة جدا حتى نط أحدهم يرقص بشكل هستيري و يغني ليتبعه البقية وكأنهم يحتفلون بطريقتهم الخاصة. و لا ريب أن لهؤلاء المساكين طقوسا خاصة بهم و هم في آخر المطاف ضحية المجتمع و السياسات الفاشلة في مغربنا بخصوص حماية الطفولة من الانزلاق, هادا ناهيك عن بعض الجمعيات التي يتشدق علينا بعض زعمائها أنهم يقومون بجولات لجمع أطفال الشارع. و الحقيقة غير دالك تماما..لأنني لا أصدق كلام الجرائد المغربية بل أصدق ما أراه بأم أعيني..

خاتمة // ...

إنني حزين لحال لأطفالنا المشردين بشوارع المملكة و لن أتحدت عن الأطفال اللذين يتجولون بعد منتصف الليل و يقومون بجولة على كل العلب الليلية بمراكش , للتسول و أعمارهم تقل عن 15 عاما و يكونون حلقة كدرع بشري تفاديا لأي اعتداء.

أودعكم على إيقاع حزين جدا

fik-fik01@h.c

0663575438

mouhamed kouhlal

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire