مراكش الحمراء // من سجلات التاريخ
الجمعة 10 رجب 1430هـ - 03 يوليو 2009م
بحسب وثائق سرية أمريكية قال:الإيرانيون لا يفهمون إلا إذا كسرت رؤوسهم
صدام في استجواب: شيعة العراق كانوا أوفياء وحاربوا جيش الخميني
كشفت وثائق سرية أفرج عنها الأرشيف القومي الأمريكي مؤخرا أن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين كان متأكدا أن الشعب العراقي سيحبه بعد مماته أكثر مما أحبه خلال حياته. وتعد الوثائق التي تم كشف النقاب عنها محاضر جلسات استجواب للرئيس السابق الذي أعدم نهاية ديسمبر/ كانون الأول 2006، وتورد وثائق مكتب التحقيقات الفدرالي، التي كشف عنها أمس الخميس، أن صدام قال في إحدى المقابلات إن إيران لم تفهم الرسالة عندما سحب العراق قواته في عام 1982، وشدد على القول إن هؤلاء إذا لم تكسر رؤوسهم لن يفهموا. وبحسبما ما ذكرت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية تغطي الوثائق 20 استجوابا رسميا وخمس محادثات عادية أجراها جورج بيرو، وهو محقق من مكتب "إف بي آي"، مع صدام ما بين 7 فبراير /شباط، و28 يونيو /حزيران 2004.
ويكشف صدام في الوثائق خفايا كثيرة عن حروبه وأيامه الأخيرة في الحكم، وحتى اعتقاله وظروفه في السجن.
وقال صدام إن المزرعة الواقعة في الدورة شمال بغداد، حيث ألقي القبض عليه في ديسمبر/كانون الأول 2006، هي نفسها التي لاذ بها في عام 1959 بعد هربه من بغداد إثر مشاركته في محاولة اغتيال للرئيس العراقي آنذاك عبد الكريم قاسم.
كما كشف انه تحمل مسؤولية رفاقه حينما تم القبض على احمد حسن البكر وصدام حسين بتهمة التخطيط للقيام بانقلاب على الرئيس عبد السلام عارف في نوفمبر/ تشرين الثاني 1963، حيث كانت ادبيات الحزب تؤكد ان عارف هو الذي انقلب على البكر وصدام في تلك الفترة بعد ان اوصله حزب البعث الى السلطة على حساب صديقه وزميل الانقلاب السابق عبد الكريم قاسم.
وقال صدام إن محمد الصدر كان يمكن ان يكون رمزاً للعراقيين كما كان الحال مع الخميني للايرانيين في السنوات التي سبقت وصول الخميني الى السلطة، لكنه يؤكد انه كان رمزاً للعراقيين حيث رفعت صورته في كل بيت في العراق، لابل في كل مكان.
وحول طريقة صدام في التحرك قبل سقوط بغداد في أبريل /نيسان 2003، كتب المحقق أن الأشخاص الأقرب له (المرافقون) كانوا يوجهونه "للتحرك في هذا الاتجاه أو ذاك".
ولدى بسؤاله عما إذا كان يتنقل عادة بسيارة مرسيدس سوداء قبل الحرب، أوضح صدام: "ربما. كانت لدينا سيارات مرسيدس من كل الألوان". وعما إذا كان يتنقل في موكب طويل، قال صدام: "سأترك هذا للتاريخ".
وسئل صدام عن تحركاته بعد اندلاع الحرب في مارس /آذار 2003، فأوضح أنه لم يكن في منطقة الدورة ببغداد في 19 مارس/آذار 2003 عندما قصفتها قوات التحالف، وأضاف أنه لم يكن في المنطقة خلال الأيام العشرة التي سبقت هذا الهجوم ولا في أي وقت طيلة الحرب.
ليس لي شبيه
وعندما سئل عما إذا لجأ يوما إلى استعمال أشباه له، كما نوقش في الكثير من الكتب والمنشورات الأخرى، ضحك وقال: "هذا فيلم سحري، وليس حقيقة". وبسؤاله عن تحركاته عندما بدأت الحرب في مارس/آذار 2003، قال صدام إنه بقي في بغداد حتى 11 أبريل /نيسان 2003، عندما بدت المدينة وكأنها ستسقط.
وفيما إذا كان قراره بالذهاب الى الحرب مع ايران في سبتمبر/ أيلول 1980 مبنياً على تهديدات من ايران او كانت محاولة لاسترجاع اراض عربية عراقية خصوصًا في مسار شط العرب المائي، قال صدام "نعتبر ان الحرب بدأت في 4 سبتمبر، وليس في 22 سبتمبر كما يقول الايرانيون"، ثم اعطى حسين امثلة حول مزارع يعيش بجوارك، في يوم من الايام يقوم ابن المزراع بضرب ابنك ، وفي اليوم التالي يقوم بازعاج ابقارك، و يقوم ابن جيرانك بإلحاق الاذى بارضك من خلال احداث الخلل في نظام ري الارض، ففي حال تم كل هذا، فانه وبطبيعة الحال وبعد فترة من الحوادث المتتالية، تقوم بمفاتحة جارك، واخباره بكل الخروقات التي حصلت وان هذه الحوادث كافية للتدخل ولإيقاف مثل هذه التصرفات من قبل جارك نفسه.
وتابع مع ايران، فإن تعامل العراق وفق هذا المنظور لم يأتِ بنتيجة، فإيران بحسب رأي حسين كانت تخرق اتفاقية الجزائر عام 1975 فيما يخص شط العرب، اضافة على ذلك، كانت ايران تتدخل في السياسة العراقية، وقد "خرقت المعاهدة بيننا"، وبرأي حسين ان هذا لم يترك للعراق خياراً الا الحرب، وبالتالي فأن العراق خاض الحرب وضحى من اجل ايقاف التدخلات الايرانية في شؤون العراق.
"وفاء الشيعة"
وبحسب الوثائق فإن صدام شعر بمخاوف لدى استلام الخميني الى السلطة في إيران في 1979، وأنه كان لديه شيئان يشغلان عقله، الاول كونه متعصبًا دينيًا حيث اعتقد ان كل القادة يعجبون بشاه ايران وهو الرجل الذي تم الانقلاب عليه بسهولة، وبما أن الخميني قد نجح في ازاحة الشاه بسهولة فهو قادر على القيام بذلك في مكان اخر وبضمن ذلك العراق.
وتوضح الوثائق أن الخميني كانت لديه عقدة من مسألة بقاءه او طرده من العراق في نهاية السبيعنات، فالخميني حينما كان منفياً من ايران حل ضيفاً على العراق الذي اعطاه ملجاً في النجف، وخلال اقامته هناك بدأ بالحديث ضد الشاه والحكومة الايرانية، والخميني بحسب رأي صدام لم يكن يحترم الاتفاق المكتوب بعدم التدخل في الشؤون الايرانية، وقد ابلغت الحكومة العراقية الخميني بموقفها، وقالت له ايضاً "انت ضيفنا، لا يمكن لأحد ان يسألك الرحيل او يلوح بتسليمك الى السلطات الايرانية"، وقد حاول الشاه ان يجعل حسين يوافق على تسليم الخميني الى ايران، ووفقاً للثقافة العربية، لا يمكن تسليم "ضيف" لاعدائه.
وأوضح صدام انه لا يندم على معاملة العراق للخميني، وحول رده على سؤال بخصوص تجاهل الخميني لفضل العراق بعد عودته من الكويت وهي الخطوة التي كان يتوجب عليها ان يقوم العراق بتسليمه الى ايران، قال حسين "كلا، لم يكن ذلك ليغير الوضع، الناس لم يكونوا يريدون الشاه"، فقد اصبح الخميني رمزاً للشعب الايراني بعد مغادرته العراق، بسبب عمره، وبسبب طرده من ايران، وقال صدام "ممكن" حينما تم سؤاله ان كان اية الله السيد محمد الصدر وهو من قادة الشيعة الاقوياء وتم اعدامه في العراق في 1980، قد يساوي الخميني كرمز.
واضاف صدام حسين انه هو نفسه رمز حيث يمكن ايجاد صور له في كل المنازل وفي كل مكان اخر في العراق.
وفيما كان الخميني اعتقد ان السكان الشيعة في جنوب العراق سيتبعونه، وخصوصا خلال الحرب مع العراق، قال صدام حسين "لم يرحبوا به"، وفي الحقيقة بقي الشيعة اوفياء للعراق وقاتلوا الايرانيين.
/العربية /
0663575438
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire